Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

القمة العربية وتحديات سُلّم السعادة - محمد عبدالجبار الزبن
 
الراي - لا تزال القمة العربية تعيش في وجدان العرب من شتى الأقطار، ويعوّلون عليها الكثيرَ من الآمال، وهذا أمر واقع لا مناص منه ولا نستطيع أن ننكره، ولكننا نجدُ التحديات في كلّ مرّةٍ تزداد على رقعة الوطن العربيّ الكبير، فمع كلّ قمة يكون هناك عدة ملايين من السكان زاد عددهم وتعددت مطالبهم وتفرّعت عنها كثير من الاهتمامات، وهذا يسبب العبء على جدولة الأعمال، ويحتاج زيادة جهدٍ إلى جهد.
 
وإذا كانت القمة العربية التي سيكون قربها من (الكرامة) زمانًا ومكانًا، يعطي إشاراتٍ عديدة، فإن في ذلك مدعاة للتفاؤل بانعقادها لذلك القرب من مكانٍ تحقق فيه النصر للأمة العربية على أيدي الأبطال من الأردنيين في معركة الكرامة والتي تتفيأ القمة ظلال ذكراها.
 
ثمّ إنّني أودّ التنبيه إلى أمرٍ هامّ يمكن أن يكون ركيزةً ضمن الاهتمامات الكبيرة والكثيرة، وتلك الركيزة تنطلق من سُلّم السعادة التي تتنافس عليه بعض الدول وتتبادل الأدوار الخمسة الأولى أحيانًا كثيرة، في حين أنّ الدول العربية هي في آخر ذلك السّلّم قولًا وفعلًا. والسؤال هنا: كيف يمكننا إسعاد أنفسنا ونحن الذين نملك أقوى مقوّمات السعادة؟ ثمّ هل نحن تعساء حقًّا لدرجة أن نسّلم لتلك الادعاءات بترتيب اسعداء حسب معطيات قد لا تكون عندنا من السعادة حيازتها؟.
 
ومن باب النظرة الإيجابية أشير إلى أمرٍ قد نتفاجأ أنه مدعاة سعادة: فحينما يجتمع ولاة أمرنا من حكام الوطن العربي من أصحاب الجلالة والسمو والرؤساء وهم يتكلّمون بلسانٍ عربيّ مبين، وهم من أبناء عمومة وخؤولة، وهم العزوة لبعضهم البعض، ومن ورائهم شعوبهم الذين يشعرون بالفخر باجتماعهم، وبالآمال والطموحات التي يتمنوا أن يرَوْها، كلّ ذلك يكون بحق منبع سعادةٍ للجميع، بل وأرقى من السعادة التي يتباهى بها القائمون على تصنيف سلّم السعادة.
 
وإذا أردنا الخروج من بوتقة التنظير إلى التطبيق العمليّ، فإننا بحاجة ماسّة إلى تفعيل أدوارٍ كالاستثمار في المشاريع الحيوية المشتركة التي تمنع الفقر والمجاعة عن سكّان الأطراف في الوطن العربيّ الكبير، وأودّ التنبيه في هذا المقام على ملايين عديدة يعيشون بعيدين عنا ونحن بعيدين عنهم، وهم القريبون منا، يعيشون المأساة في أطراف الصحراء أو في القرى النائية، ممن شرّدهم الجوع والفقر ولم تلحق بهم وسائل الإعلام لتعلم شكواهم ومصابهم، إنهم أولئك الذي يموتون وهم أحياء، فلا يعرفون للسعادة طعمًا ولا يؤبه لهم.
 
إنّني ممن يتمنى تكرارًا مستمرًّا لاجتماعات القمة العربية، لما أستشعر فيها وحدةَ أمتنا العربية، وأتمنى أن يوفق اللهُ، المجتمعين في القمة التي ستعقد في هذا الشهر في الأردنّ، أن يوفقهم لكلّ خير وسعادة، وأن ترتقي شعوبُنا على سلّم السعادة فيما بينها، وأن تبدأ النهاية لأزمة العراق وسوريا واليمن وليبيا، وأن تتوقف أيّ مناكفة بين جارتين من الدول العربية!!!، وأن يبدأ جميعنا بالتفكير في الأجيال القادمة وماذا يمكن أن نقدم لهم من تاريخ مجيد، ومن سعادة أبدية ومن راحة بالٍ وطمأنينة حالٍ، ومن فكرٍ سليم وصحة وتعليم، وصناعة الإبداع وإبداع في التصنيع، واستخراج المودة ودفن البغضاء، ونزع الشحناء وزرع الفأل والأمل.
 
لقد زرع الأجداد لنا نوعًا من السعادة وأنموذجًا فريدًا حينما حافظوا على لغتهم وعاداتهم النبيلة وأورثوها لنا، فهل يمكننا أن نكون شعوبًا متآلفة ملتفة حول قياداتنا نُعينهم إذا اجتمعوا ونتقيّد بالقوانين ونتناصح بيننا بالحسنى، وأن نكون متحابين سعداء؟ أم أننا نألف النقد والانتقاد ونألف العيش في التباعد بيننا ؟!! لاأظننا نحتاج إلى نبراس هدًى وهذا القرآن بين أيدينا يهدينا، وهذه العروبة ولسان الضاد يجمعنا. فلله درّ كلّ القائمين على إسعاد الوطن العربيّ عمومًا!! ولله درّ من يسمع نداءً فيغيثه بغذاء أو دواء!!.
 
Mohammed AL-Zaben