Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2019

جمل الحكومة وكثرة سكاكين الذباحين والمذبوحين*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-فنون تحصيل المكاسب السياسية، التي يتم تسييلها فيما بعد في الأرصدة المالية والاجتماعية والدكاكين السياسية، وتطويل ليل الظلامية، فنون موجودة في الأردن منذ نشأته الأولى، نمت واستفحلت وأصبحت مدارس في فساد التفكير، وترسخت بالتقادم وبمقولة الحقوق المكتسبة، ثم تضخمت وسيطرت على الساحة المحلية، بل امتد بعضها وقادته سياسة المصالح لتبني علاقات متبادلة مع مراكز دولية في السطو على حقوق البشر وتخريب أوطانها .. وما زالت تعيد تموضعها من الشأن العام، نجدها كحجر عثرة في طريق التنمية والتنوير والديمقراطية والاستقرار والاستمرار..

المقدمة السابقة هي العرض والخاتمة ما دام تجار هذه الفكرة يتسللون للعمل للرأي العامّين، وقد دثّروا أنفسهم بلبوس الإصلاح والتغيير بينما انكشفت عوراتهم حتى من أسمال البؤساء واللقطاء، ومن عجب أصبح خطاب منظري هذه الفكرة أكثر وضوحا ورداءة ومع هذا تجد من يؤيدها بلا وعي، وليس أصدق مثالا من رؤيتنا لفاسد أو تافه أو بلطجي يقود الرأي العام، محاربا للفساد بينما كل ذرة من جسده نمت على فساد وانتهاك لحقوق العباد وامتطاء قضايا البلاد..!.
كم سكينا مثلومة امتدت هذه الأيام لقطع أوصال الحكومة، ومحاصرتها في تلك الزاوية الحرجة ؟ وكم من جهة لاذت بالصمت بل وأطلقت ذراعها في التأزيم وكأنها تتعامل مع حكومة محتلة؟ هذه حالة من الفصام السياسي والوطني تتوه معها المبادىء ويغيب المنطق، وتتم مصادرة العقول وإقصائها، فلا مجال لقول كلمة حق ولا اتخاذ موقف محايد على الأقل، وكل الأيادي تتسلل بخفة يد الفساد والبحث عن المصالح الذاتية، وتمتد لخنق الحكومة، في الوقت الذي لا علاقة مباشرة تربطهم بالمشهد فوق تخاذلهم عن الوقوف مع الوطن.. لوحة من انمساخ فكري لم تعد فانتازيةن في وقت لا ملامح تميزه سوى الصخب وفقدان الحس الوطني وبأغلبية صابرة صامتة، هي التي تدفع كل ضرائب وخسائر التخاذل عن الوقوف مع نفسها ووطنها .
بعض القبور ينكشف غطاؤها بفعل التعرية الناجمة عن هبوب رياح التغيير، فنشاهد مومياءات السياسة تنبعث فيها الحياة «الشبحيّة» من جديد، وتتحدث عن بدائل لرحيل الحكومة وتفتح بورصة الأسماء تلميعا حد الحرق، ويتناسى هؤلاء بأنهم نالوا من البلاد وصلاحها في مراحل ما، أكثر مما فعل الأعداء خلف الحدود أو العملاء داخلها.. منظر ألفناه يميز هيئة وخطاب كل مقصر تاريخي أو فاسد معروف، فهم يريدون العودة الى كراسي المسؤولية التي حملوا أمانتها مرارا وأخفقوا فيها، لا يخجلون على أنفسهم بل وبكل وقاحة سياسية يرفعون شعارات محاربة الفساد والتقصير، بينما هم في الواقع أكبر المالكين من الحصص في قوشان الفساد، الذي يعتبرونه حقهم الأزلي في المشاركة في إدارة الشأن العام.
بقدرة خبير تتعالى أكوام الملفات أمام الحكومة، ويجود الخبراء في التأزيم بالتصريح والتفسير، ورقصة الاستعراض البائسة اتخذت من الشارع جوقة، تتسع وتمتد كسلسلة من ممسوسين لا يجيدون الغناء والهتاف كما يجيدون رقصة المذبوح، هل تشاهدونهم؟..حين يرفعون شعارات غبية ويمجدون الأغبياء واللصوص والمارقين والخارجين عن السوية والمنطق، السادرون في الغيّ والضلالات والتضليل ونهش الوطن من كل مكان.. لا إرادة ولا تفكير ولا تطريب في هتافاتهم، سوى تكريس الغباء وانحدار الذائقة وظلامية الفكرة والرؤية..(تسقط الحكومة..وسائر السلطات والدساتير والقوانين والأعراف..تسقط ..تسقط وتحيا الرداءة)!! علما أن لا شيء يسقط ويتجدد سوى تفاهة المايسترو الذي يقود الجوقة الممسوسة !.
كم من صامت ومتخاذل في الساحة؟ وكم من يد تحمل سكينا لتقطع أوصال البلاد وتدمر أخلاق الناس وتجعلهم يشنقون أنفسهم؟..
ان المشهد أصبح مقبرة جماعية للفكرة المستنيرة والحكمة الجميلة والهمة الوطنية الأصيلة، يريدون حكومات يومية وتعمل بالمياومة ولا تغيب الشمس الا وتغير شكلها وتشكيلتها بينما النار انتقلت الى داخل الأسوار..والمشهد محض رقصة مذبوحين يتقافزون بخفة الملدوغين بلا تفكير ولا ضمير لا يلمع منهم وفيهم سوى أنصال سكاكين مثلومة، طالما أدمت وشوهت وجوههم فأصبحت لا دماء فيها !.
إن القاعد عنها خير من الماشي المتورط الغارق في التحصيل على حساب بلد كثيرا ما حماه وضمّه أو لمّه.