Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jul-2017

تطوير التربية والتعليم ليس بالتوجيهي فقط - صدام الخوالده
 
الراي - يبدو أن كل من يتولى وزارة التربية والتعليم يقع في التركيز على جزئية بعينها دون غيرها، اذ يتم اختزال كل ملامح قطاع التربية والتعليم في (التوجيهي) وهذا ما يفسر ان معظم من تعاقبوا على الوزارة كان بإمكانهم تقديم اجراءات من شانها تطوير التوجيهي.
 
وهنا لا بد من الإشارة الى ان ما خرج به الوزير الرزاز عن الالية الجديدة للتوجيهي في الاعوام القادمة يمكن اعتبارها من افضل الوسائل التي سوف نذكرها جميعا لسنين قادمة لأنها وسيلة ناجعة وستكون ناجحة وتدفع بأبنائنا الطلبة لمزيد من الابداع في تخصصاتهم التي يبدعون فيها اكثر من غيرها ولن يعطل مساق واحد مسيرة طالب مبدع.
 
لكن ما تجدر الاشارة اليه اليوم والتساؤل الكبير اليس الاولى ان يتم التركيز على المنتج قبل المُخرج، ماذا عن الصفوف التي تسبق التوجيهي ثم ماذا عن صفوف التأسيس الاولى مع هذا الكم من نسبة امية وصلت نحو مئة الف في المرحلة الاساسية حسب ما صرح الوزير السابق ذات مرة وكيف تتم معالجة هذا الامر الان؟
 
انا واحد من الذين ينتظرون من الوزير الحالي تغييرا حيويا في بناء المرحلة الابتدائية للطلبة وطريقة بناء الشخصية لديهم فاذا اردنا ان نحصل على طلبة توجيهي يطبقون ما نريد من وسائل جديده فعلينا ان نؤسس من الصف الاول لهم ذات المسار فالعملية شمولية وليست مجزأة ولا يمكن تجزئتها او اختزالها بمرحلة تعليمية دون اخرى، وهو الامر الذي لفت انتباه المتابعين بان هناك نظرة تشير الى توقف عملية الاصلاح في هذه الوزارة عند نقطة التوجيهي فقط وهنا تكرر تجربة الوزير السابق الذي جعل التوجيهي ينفرد بكل اهتماماته وتوجهاته ونتفق جميعا ان ثمة هيبة قد اعيدت للتوجيهي الاردني ولكن ربما ان هذه الهيبة اعيدت على حساب شخصية الطالب الذي بات يدخل قاعة الامتحان في جو من الشحن والتوتر النفسي والتشديد الامني.
 
مطلوب من الوزير الرزاز الإبداع اكثر لتطوير هذا القطاع الاهم وقد عُرف عنه التفكير خارج الصندوق وبصوت عال حتى يتسنى لمن حوله مشاركته بما يفكر فضلا عن نهج التواصل الجيد والانفتاح والمرونة وهذه العوامل تتشكل منها شخصيته ولعل افكار الوزير الرزاز وحواراته التي استمعنا اليها اكثر من مرة تجعلنا ندرك ان الرجل فعلا يفكر خارج الاطر التقليدية وهو ما نريده ان ينعكس على سير العملية التعليمية برمتها وصولا الى بناء شخصية الطالب في المدرسة بناء يجعله اكثر وعيا وادراكا بناء يجعله يتجه نحو الابداع والريادة ليكون اكثر مساهمة وشراكة ايجابية مع محيطه ومجتمعه ووطنه.
 
كما يطلب من الوزير الرزاز الالتفات اكثر الى المعلم فهو اساس العملية ومحورها الرئيس وتطوير ادوات المعلم وتحفيزه هو السبيل لتطبيق كل نهج جديد يراد تطبيقه كما لا بد من التوجيه بعدم الاهتمام بالتوجيهي فقط على حساب كل العملية التربوية وهناك ايضا مدارس الريادة والابداع والتميز لا بد من اعادة صياغة ادوارها ولا بد من اتاحة المجال اكثر لمؤسسات المجتمع المدني لعقد شراكات مع المدارس واخيرا لا بد من تطوير المناهج فكيف يغفل الحديث عن مساقات تتحدث عن الريادة الاجتماعية والريادة والابتكار باعتقادي ان هذه مساقات تستحق ان تكون مواد ضمن المساقات التي تدرس لان فيها تدريباً عملياً للطالب على المشاركة والتميز وخدمة المجتمعات مع الاشارة الى الضرورة بإعادة صياغة مساقات التربية الوطنية ليضاف اليها وتكون تربية وطنية ومدنية وبهذا نؤسس لشباب يعي معنى دولة مؤسسات وقانون.
 
Sad_damesr83@yahoo.com