Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Mar-2017

إجتماع اسطنبول: يا فرح إسرائيل به ! - صالح القلاب
 
الراي - بغض النظر عن كل الشعارات الجميلة التي إنعقد في ظلها مؤتمر إسطنبول الذي حمل إسم ..»مؤتمر الخارج» فإن المؤكد أنَّ إسرائيل هي الأكثر سعادة به وبشعاراته وأنها الأكثر ترحيباً بالدعوة لإلغاء إتفاقيات أوسلو وما ترتب عليها من إنجازات، نعم إنجازات، للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، من منه في الداخل ومن منه في الخارج، وأول هذه الإنجازات هو إعتراف الأمم المتحدة بدولة (فلسطينية) تحت الإحتلال وقبول السلطة الوطنية عضواً في العديد من الهيئات والتنظيمات الدولية الفاعلة وتأييد ومساندة العالم بمعظم دوله لحل الدولتين الذي أصاب بنيامين نتنياهو بالرعب وجعله يذهب إلى واشنطن للإستنجاد بالرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب.
 
إنه لا يحق لـ»سبعين» شخصية من الفلسطينيين بينهم عدد ممن أعضاء المجلس الوطني أن يطالبوا بـ، «كنس» القيادات الفلسطينية وبـ «إلغاء أوسلو» وليفتحوا أبواب المنظمة لـ 13 مليون فلسطيني وكأن هذه المنظمة التي كرستها قمة الرباط العربية في 1974 ممثلاً شرعياًّ ووحيداً للشعب الفلسطيني يجب أن تتحول إلى هيئة شعبية مشرعة الأبواب لكل من هب ودب ولكل عابر سبيل وكأنها ليست هيئة محكومة بمجلس وطني عريض وبمجلس مركزي وبلجنة تنفيذية وعلى أساس تمثيل كل الفصائل المقاتلة وكل الهيئات والمنظمات الشعبية كلها وبدون إستثناء ولا تنظيم واحد وهذا بالإضافة إلى العديد من الكفاءات والشخصيات الوطنية .
 
ثم أنه لا يجوز، بل هوعيب، وصف قادة المنظمة بأنهم «عواجيز» وبخاصة وأن هذا الإجتماع الذي إنعقد في إسطنبول بغطاء الإخوان المسلمين وفراشهم فيه من الشخصيات المحترمة من تزيد أعمارهم عن عمر الرئيس محمود عباس ( أبو مازن) الذي عندما تأسست «فتح» في عام 1965 كان لا يزال بحدود العشرين من عمره .. فالأعمار بيد الله والمعروف أن فيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية المظفرة بقي في موقع المسؤولية حتى تجاوز التسعين من عمره.
 
كان على الـ 70 شخصية فلسطينية بدل أن يدعوا إلى الـ «كنس» وإلغاء ثمرة كفاح سنوات طويلة الذي هو السلطة الوطنية (دولة فلسطينية تحت الإحتلال) أن يسعوا لتعزيز الوحدة الوطنية وأن يمارسوا ضغطاً فعلياًّ على «حماس»، التي كان عرض عليها أبو عمار رحمه الله وأنا شاهد على هذا نصف عدد أعضاء المجلس الوطني لكنها رفضت، لتنضوي في إطار هذه المنظمة وكل هيئاتها ولتمارس الإصلاح من الداخل بدل هذه «العبثية» التي كان فرح الإسرائيليين بها بإتساع الكرة الأرضية كلها .
 
إن هناك ملاحظات كثيرة على إتفاقيات أوسلو لكن وفي كل الأحوال إنه غير صحيح أنها كانت أكثر المصائب وأنه يجب تدميرها وأنها حولت أعظم ثورة في التاريخ إلى خادم للإحتلال.. إن هذا كلام غير صحيح إطلاقاً وأن الصحيح هو أن الإسرائيليين أكثر سعادة به لأن تخلصهم من أوسلو وما ترتب عليها سيخلصهم من إستحقاق حل الدولتين ولأن البديل ليس ثورة جديدة في ظل هذه الأوضاع العربية المتردية وإنما شتاتاً وعودة إلى ما قبل عام 1965 عندما كان الفلسطيني يتجنب ذكر هويته الفلسطينية المعنوية على أي حدود وفي أي مكان من الكرة الأرضية .
 
لقد إنطلقت الثورة الفلسطينية في الخارج وكان الإتفاق بين المؤسسين الأوائل على إسم»العاصفة» على شاطىء «الصليبيخات» في الكويت وكان ولا يزال معظم قادتها من هذا الخارج ومن بينهم محمود عباس ( أبو مازن) الذي كان لجأ مع أهله من صفد في فلسطين إلى دمشق والذي كان أحد المجموعة الأولى التي أسست حركة «فتح» وأطلقت الرصاصة الأولى في الفاتح من عام 1965.