الغد-هآرتس
بقلم: أسرة التحرير 8/10/2024
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير يتمسكان بمهمتهما لاستغلال ما يعد بالنسبة لهما فرصة تاريخية وقعت في طريق الشعب اليهودي في 7 تشرين الأول (أكتوبر). هدف الإثنين هو احتلال غزة وتوطينها باليهود، وتحقيق ذلك يملي عليهما مواقفهما بما في ذلك استعدادهما السائب للتضحية بالمخطوفين.
كما أن هذا ما يقف خلف مطلبهما لنقل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية للقطاع إلى الجيش الإسرائيلي.
المشكلة هي أنهما يجدان آذانا صاغية لطمعهما في الاحتلال لدى رئيس الوزراء. وبالفعل، أجرى بنيامين نتنياهو مساء الأحد الماضي، بحثا في الموضوع رغم تحفظ عموم المحافل في جهاز الأمن، وزير الدفاع يوآف غالنت، رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار.
وشددوا على أن نقل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية إلى الجيش الإسرائيلي سيعرض الجنود للخطر، سيكلف مليارات وسيتطلب من الجيش الإسرائيلي أن يخصص للمهمة قوات كثيرة. يرتبط هذا الموقف مباشرة أيضا بالمعارضة الثابتة من جانب غالنت لفرض حكم عسكري في غزة.
لكن لا يهم سموتريتش ما يفكر به الجيش الإسرائيلي. فبعد كل شيء يدور الحديث فقط عن جيش الدفاع لإسرائيل في الساعة التي يمثل فيها جيش الشعب. وهو لا يخفي حقيقة أنه حدد لنفسه أهدافا مختلفة عن تلك التي حددتها الحكومة. "هذه الحرب نحن ملزمون بإنهائها... بينما يكون الجيش الإسرائيلي يحكم في قطاع غزة بشكل كامل، وعلى مدى الزمن. في هذا الوضع وفي ظل ظروف سياسية متاحة سيكون ممكنا استئناف الاستيطان في قطاع غزة والتأكد من تواجد يهودي دائم ومستقر"، كتب أول من أمس "فيسبوك" بمناسبة يوم السنة لـ7 تشرين الأول (أكتوبر).
كما أن سموتريتش لا يهمه أن غالنت شرح أن المقاتلين سيكونون مكشوفين لهجمات في الميدان. رغم أن وزير المالية سموتريتش لا يأبه أيضا بالكلفة الاقتصادية الجسيمة للمساعدات. كل هذه اعتبارات سخيفة في نظر من من ناحيته نقل المسؤولية عن المساعدات الإنسانية هو خطوة على طريق فرض حكم عسكري بالأمر الواقع على غزة.
على إسرائيل أن تعمل بالتعاون مع حلفائها كي تدفع قدما ببديل سلطوي فلسطيني في شكل السلطة الفلسطينية في القطاع. هذا الشرط سيسمح لقوة متعددة الجنسيات وللمساعدات الدولية الوصول إلى غزة. عليها أن تمتنع عن خطوات تدفع قدما بحكم عسكري في غزة، لا دائم ولا مؤقت. "المؤقت" في إسرائيل معناه دوما أرضا خصبة للمستوطنين لأن ينفذوا في المنطقة مأربهم ويورطوا إسرائيل أكثر فأكثر بشكل دائم. سموتريتش وبن غفير يدفعان قدما بأجندة خطيرة تتعارض وأهداف الحرب المعلنة لإسرائيل، مثلما تتعارض ومصالح دولة إسرائيل السيادية التي ما تزال ترى نفسها جزءا من أسرة الشعوب. محظور السماح لهما بتنفيذ خطتهما وتعريض إسرائيل للخطر.