Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2013

فلسطينيو 48 يفتتحون سنة تعليمية في ظل استفحال التمييز
الغد - برهوم جرايسي - الناصرة - يفتتح اليوم الثلاثاء أكثر من مليوني طالب في إسرائيل سنتهم التعليمية الجديدة، ومن بينهم نحو 516 ألف طالب (26%) من فلسطينيي 48، الذين يعانون من استفحال التمييز العنصري، على مستوى مجالات جهاز التعليم المختلفة، من نقص أكثر من 9 آلاف غرفة تعليمية، وفجوة كبيرة في الميزانيات تصل إلى 33 %، إلى جانب محاولة فرض منهاج دراسي فيه كثير من الصهينة وتغييب الهوية الفلسطينية.
فقد عقدت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، التابعة للجنة رؤساء المجالس البلدية والقروية العربية، أمس مؤتمرا صحفيا، عرضت فيه النواقص الحادة، الناجمة عن سياسة التمييز، وجديد معطيات الأمس، أنها زادت عن معطيات العام السابق، والعنوان الأكبر لها، هو النقص الحاد في الغرف التعليمية، إذ باتت تتجاوز 9 آلاف غرفة تعليمية، من بينها نحو 6200 غرفة في الصفوف المدرسية الـ12، ونحو 3 آلاف روضة اطفال.
وسد هذا النقص في الغرف التعليمية، يتم من خلال استئجار أكثر من أربعة آلاف غرفة، نصفها روضات أطفال، وجميعها لا تلائم الأجواء التعليمية المطلوبة، وباقي النقص، يكون من خلال ارتفاع الاكتظاظ في الغرف التعليمية.
وحسب معطيات اللجنة ذاتها، فإن وزارة التعليم تصرف على الطالب اليهودي أكثر بنسبة 20 % مما تصرفه على الطالب العربي، ولكن فعليا، فإن هذه النسبة تقفز إلى حوالي 33 %، لأن الوزارة تلقي بعضا من تمويل الميزانيات على مسؤولية الأهالي والمجالس البلدية والقروية، خاصة في ما يتعلق بالنشاطات اللامنهجية، وهنا، فإن المستوى الاقتصادي الاجتماعي لدى العائلات أو البلدات يلعب دورا مركزيا في مستوى هذه النشاطات، ولأن الغالبية الساحقة جدا من البلدات العربية تعد فقيرة وليست قادرة على التمويل، بفعل سياسة الحصار الاقتصادي والاجتماعي والتمييز في الميزانيات.
كذلك، تؤكد اللجنة، أن جهاز التعليم العربي بحاجة إلى 10 آلاف وظيفة، لمستشارين تربويين واختصاصيين نفسيين، وما شابه، حتى يتم سد الفجوة مع جهاز التعليم العبري، إضافة إلى تشغيل ما لا يقل عن 2500 معلم جديد، في حال جرى سد نقص الغرف التعليمية، وتخفيف الاكتظاظ في الغرف التعليمية.
أما على مستوى المنهاج، فإن وزارة التعليم الإسرائيلية تخصص لجهاز التعليم العبري ساعات تعليمية أكثر بنسبة 15 % من الجهاز العربي، بالمعدل للطالب الواحد، كذلك فإن الوزارة، وخاصة في السنوات الأخيرة، صعّدت من تدخلها في المنهاج التعليمي العربي، وبشكل خاص حرمان الطلاب من تعلم الثقافة والأدب الفلسطيني الوطني في داخل جهاز التعليم، إلى جانب تغييب الهوية الفلسطينية عن الطلاب، وفوق كل هذا، إلزام الطلاب بدراسة برامج تسعى إلى صهينة المجتمع العربي، ومحاولة تدجينه وأسرلته.
وتنعكس هذه الظروف وغيرها، على مستوى التحصيل العلمي، فوفق المعطيات الرسمية، تصل فجوة التحصيل العلمي بين الطلاب العرب واليهود إلى نحو 24 %، وما يفضح أسباب هذه الفجوة، هو أن تحصيل الطلاب العرب في المدارس الأهلية الخاصة، التي يمول الأهالي قسطها الأكبر، تنافس تحصيل الطلاب اليهود.
فعلى سبيل المثال، دلت نتائج امتحان رياضيات دولي في السنة الدراسية الماضية، على أن إسرائيل حلت في المرتبة 37، من أصل قرابة 80 دولة، ولكن بعد فرز النتائج بين اليهود والعرب، اتضح أن نتيجة الطلاب اليهود وحدهم تضع إسرائيل في المرتبة 16 بينما النتيجة لدى الطلاب العرب تضعهم في المرتبة 51، من بين تلك الدول.
وقالت وزارة التعليم في تقرير لها عن نتائج الامتحانات النهائية المدرسية، ما يوازي "التوجيهي" للعام الدراسي الماضي، إن العرب حققوا تقدما في العام الماضي، وارتفعت نسبة من لديهم شهادة توجيهي (بجروت) كاملة من 37 % إلى أكثر من 42 %، من أصل الشريحة العمرية، مقابل 66 % بين اليهود، ولكن من الضروري الإشارة إليه أن الشريحة العمرية تشمل طلاب القدس المحتلة الذين لا يتقدمون للامتحانات الإسرائيلية، ومن دونهم تكون نسبة من لديهم شهادة توجيهي كاملة من طلاب فلسطينيي 48، نحو 50 %، ولكن هذا يبقي فجوة كبيرة بين العرب واليهود.