Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2019

القدس ليست الحجر الأخير على رقعة الشطرنج*كمال زكارنة

 الدستور-انتصر جلالة الملك عبدالله الثاني مجددا لمدينة القدس والمقدسيين من واشنطن، وحضرت قضيتها بقوة على طاولة لقاءات جلالته مع كبار المسؤولين الاميركيين، ونجح في اجبار سلطات الاحتلال الاسرائيلي على فتح المسجد الاقصى المبارك امام المصلين الذين ادوا فيه صلاة الفجر، بعد اغلاقه .

يعيد الملك سلطات الاحتلال الى المربع الاول في كل ازمة يفتعلها في المسجد الاقصى، ويلغي جميع الاجراءات الاحتلالية التي قام بها الاحتلال في الحرم القدسي الشريف منذ عام 1967 وحتى الان وما سيقوم به لاحقا، عندما يؤكد جلالته على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم للاقصى المبارك، ورفض سياسة فرض الامر الواقع الاحتلالية التي تسعى الى تغيير الحقائق على الارض، ويعتبرها غير قانونية وغير شرعية، وانه ليس للاحتلال اي حق او صلاحية في التدخل بادارة المسجد الاقصى المبارك لا في الزمان ولا المكان، وانه لا علاقة للاحتلال مطلقا بالسيادة على الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما.
التصرفات الاحتلالية في مدينة القدس، توحي بأن المدينة المقدسة تمثل العقدة الاخيرة، في طريق منشار تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية، وان الحلم الصهيوني قد تحقق، ولم يتبق لاستكماله الا القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها الاقصى المبارك، ويمارس الاحتلال في هذه الفترة لعبة قذرة جدا، حيث جعل من الاقصى هدفا رئيسا له، لاستفزاز وابتزاز مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم، ويقوم بتوزيع وتنويع خياراته في انتقاء مواقع واماكن واوقات تركيز هجماته وصبّ جام غضبه، احيانا يختار باب المغاربة، واحيانا اخرى يدخل في عمق المصليات والمنابر ويغلق البوابات، وفي هذه الايام جعل من باب الرحمة مكانا ومصدرا للتوتر واثارة مشاعر المصلين الفلسطينيين والعرب والمسلمين في جميع انحاء العالم.
يعتقد الاحتلال بانه اجهز على جميع الاراضي الفلسطينية وبقيت القدس ومقدساتها، ولا بد له ان يتجاوز هذه العقبة، لانجاز مشاريعه التهويدية وبناء الهيكل المزعوم على انقاض الاقصى، فهو يستخدم كل وسيلة ممكنة لاختبار ردود الفعل الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية، فقد قام احد الجنود الصهاينة باقتحام المصلى داخل المسجد الاقصى، والدوس على السجاد الذي يصلي عليه المصلين بكل استهتار، وامام كاميرات التصوير متحديا جميع الديانات واتباعها، فيما يقوم الجنود المحتلون الاخرون بالاعتداء على النساء واعتقالهن في ساحات الاقصى امام العالم اجمع، وعلى حراس الاقصى والمصلين واعتقالهم واحيانا قتل بعضهم، يفتعلون الصدامات مع كل فلسطيني وعربي ومسلم يدخل الاقصى لاي سبب كان، سعيا منهم لابعاد الناس عن هذا المكان المقدس.
يحاول الاحتلال بكل ما يملك من وسائل وقدرات، تفكيك وتحليل شيفرة الالتصاق الفلسطيني والعربي والاسلامي بمدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وفي مسعى لاظهار الصمت الاسلامي على الجرائم الاسرائيلية في القدس امام العالم، يروّج نتنياهو في اطار حملته الانتخابية، بأن هناك ست دول اسلامية قوية فتحت قنوات التواصل وبناء العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل، وان العدد مرشح للارتفاع مع مرور الوقت، ورغم ان الجميع يعلم بأن نتنياهو مشهور بالكذب والدجل، الا ان مثل هذه الاشاعات التي يطلقها بين الحين والاخر، يجب نفيها وتأكيد زيفها وعدم صحتها ودقتها، وان جهوده ومساعيه في هذا الاتجاه فشلت.