Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jul-2020

عن «الهُجوم» الذي «لم يَحدثْ».. في جنوب لبنان*محمد خروب

 الراي

ملابسات ما جرى في جنوب لبنان بعد ظهر الاثنين، تعكس حال الإعياء الذي عليه إئتلاف نتانياهو الحكومي واقتراب لحظة التفكّك المؤدي لانتخابات رابعة, ليس فقط بسبب الخلاف على ميزانية الدولة, وهل تكون لسنة واحدة كما يُصرّ نتانياهو؟ أم لسنتين كما يطالب رئيس الوزراء البديل وزير الحرب غانتس كترجمة للاتفاق بينهما؟. وإنما أيضاً تداعيات «الحبْكة» الهزيلة المحمولة على ارتباك وتوتر وقلق والتي تمثلت في الرواية غير المُقنِعة التي لا يقبلها عاقل, لحقيقة ما جرى في مزارع شبعا، وكيف وقعَ قادة الاحتلال وخصوصاً ناطق جيشهم الذي لا يُقهر, وصحافتهم الخاضعة لمراقبة عسكرية لصيقة, تحول دون ذكر الحقائق الميدانية, بعيداً عن «تعليمات» الدوائر الأمنِية وتسريباتها المُبرمَجة.. وَقعوا في مَطبّ التناقض واختلاق سناريوهات الافتِعال.
 
أن يقول الإسرائيليون: إن 3 أو أربعة من «المُخربين» اجتازوا الخط الأزرق مسافة «10» أمتار ثم جرى اشتباك «احبط» مخططهم، لاذوا بعده بالفرار، مُردِفاً أنه «لا يعلم» ما إذا كان اصيب أحدهم أو جميعهم، يعني ضمن أمور أخرى أن الخبر مُفبرك تماماً. وإلاّ كيف لثلاثة أو أربعة أن يلوذوا بالفرار أمام حشود عسكرية ضخمة وأعداد لا تنتهي من الطائرات المُسيّرة وتلك المُقاتِلة التي تجوب سماوات المنطقة وصولاً لبيروت؟ فلماذا لم يُلاحقهم أشاوس جيش الدفاع ويقبِضوا عليهم أو يسحبوا «جثثهم» تأكيداً لروايتهم؟.
 
ثم يأتي تصريح عسكري آخر يقول: إن خلية حزب الله أطلقت صاروخ كورنيت على دبابة ميركافا وقام الجيش بالرد. ماذا حدث للدبابة وماذا حدث لمن ضربها؟لا نعرف.
 
غموض كامل بلا تفصيلات، إلى أن يخرج علينا موقع صحيفة «إسرائيل اليوم» المُخصّصة لترويج سياسات نتانياهو ليروي خبراً «حصرياً»: (وِحدة «النوّرس» وهي جزء من كتيبة 869 في جيش العدو, ذات قدرات وإمكانات خارقة في التخفّي والمراقبة الحثيثة لعناصر حزب الله, قامت باكتشاف وتصفية العناصر «الأربعة») وتتواصَل الأكاذيب عبر صحيفة «معاريف» في خبرٍ «حصرِيّ» آخر مفاده إن حزب الله يكذب عندما يقول إنه لم يقُم بأي عملية ولم يطلق أي رصاصة، حيث زعمَتْ معاريف: أن العملية مُصوَّرة من قِبل الجيش.
 
عملية لم تَحدُث وتم تصويرها, ومع ذلك لم تُنشَر لإحراج حزب الله وكشف كذبه..أهكذا يتصرّف الجيش الأقوى في المنطقة؟.
 
هذا سؤال غرّدهَ المحلل الأمني والعسكري في صحيفة هآرتس المقرب جداً من الدوائر الأمنية يوسي ميلمان, عندما اضاف: أن تصرّفات الجيش مُقلِقة بشكل كافٍ، مُقِرِّاً: أن ليس هكذا يتصرف الجيش القوي في الشرق الأوسط.. من المهم – أضاف – منع المسّ بجنودنا، لكن الجيش بث الهلَع بغطاء وسائل الإعلام، وختم قائلاً: حزب الله انتصر بالضغط على الوعي. وهو المصطلح المغرور الذي أطلقه وزير الحرب الصهيوني الأسبق موشيه يعلون عندما قال: إنه يُريد كَيّ وعي الفلسطينيين»..
 
هل انعكست الآية؟.
 
الحساب بين حزب الله والكيان الصهيوني ما يزال مفتوحاً, بعد تأكيد الحزب أن الردّ على اغتيال القيادي فيه... «آتٍ.. وقريباً»، فضلاً أن «الروايات» الصهيونية المُتناقِضة... ستتكشف لاحقاً, ونحسب أن الإعلام الصهيوني هو الذي سيتولى المُهمة هذه... وسريعاً.