Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2018

في المعسكر الصهيوني رفضوا أن يتم ذبحهم - رفيف دروكر

 

هآرتس
 
الغد- في نهاية آذار 2012 هزم شاؤول موفاز منافسته تسيبي ليفني بفرق 24 في المائة وانتخب رئيسا لحزب كديما. وبعد شهر قام بنيامين نتنياهو بتقديم موعد الانتخابات. موفاز لم يكن مستعدا، وكل البدائل امامه كانت سيئة. الاستطلاعات متوسطة، حوالي 13 مقعدا، والخاسرة ليفني، بخطوة قبيحة، رفضت الاعتراف بالخسارة واستقالت من الحزب.
الذهاب بشكل مستقل إلى الانتخابات كان سيحطم موفاز، مع ذلك اختار الخيار الاسوأ من بين الخيارات. موفاز انضم تحت جنح الظلام إلى حكومة نتنياهو، خلافا لكل وعوده، وحطم الحزب وحياته السياسية أيضا.
المعسكر الصهيوني وجد نفسه في الاسبوع الماضي في وضع مشابه. الذهاب إلى الانتخابات من شأنه تحطيم الحزب. لا يوجد أي تأكيد على أن هذا كان سيئا للدولة، لكن ليس من المنطق الافتراض أن الحزب سيقوم بالانتحار. رؤساء الحزب بثوا بشكل متعمد رسائل غامضة حول كل ما يمس الموقف النهائي تجاه الانتخابات في حزيران. نحن لا نعمل لدى نتنياهو، كتبت شيلي يحيموفيتش. هذا كان علنا. لقد سمعت منهم، بمن فيهم يحيموفيتش، أنه إذا طرح الموضوع للتصويت – من الواضح أنهم سيصوتون لصالح الانتخابات في حزيران، لكن من الافضل الخوف من أنهم سيخذلوه. هذا بالتأكيد ليس سلوكا سليما للمعارضة، لكن عندما يواجهون سياسي لا يتظاهر حتى بأنه يتمسك بأي شيء، أليس من المعقول أن يرفضوا أن يكونوا شاة تقاد إلى الذبح؟.
نتنياهو لم يتردد قبل الانتخابات في القول إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وانه لا امكانية لحكومة وحدة وطنية ("هناك فجوة كبيرة بيننا")، والتحريض ضد عرب إسرائيل في يوم الانتخابات. بعد الانتخابات تحسس الوصول إلى الوحدة، واعتذر من عرب إسرائيل وأصلح تصريحه بخصوص الدولة الفلسطينية. بين هذا وذاك فقد فاز في الانتخابات. نتنياهو دعا ذات مرة إلى تحديد ولايات رئيس الحكومة، وإلى اقالة اهود اولمرت بذريعة أنه لا يمكن إدارة دولة مع ملفات جنائية. الآن حتى لا يخطر بباله تفسير لماذا غير مواقفه. في مواجهة خصم سياسي هذه هي معاييره – من السذاجة أن يطلب من خصومه الثبات السياسي الكامل على مواقفهم.
معسكر من المعسكرات السياسية يعيش بسلام مع وزراء واعضاء كنيست مدانين، متهمين، مشبوهين، ومع رئيس حكومة لديه ثلاثة ملفات جنائية، ومع وزير أمن الحقائق التي كشفت في التحقيق معه مقلقة، وتبادل هو ورئيس الحكومة اقوال شديدة. كل ذلك ثانوي في نظر هذا المعسكر مقارنة بالأمر المهم الوحيد وهو الحاجة إلى الحكم. نتنياهو حتى أنه يستمتع الآن باحتمال اعادة دافيد بيتان لوظيفة رئيس الائتلاف. لماذا لا؟ ماذا حدث؟ ليست كل الوسائل حلال من اجل الوصول إلى سدة الحكم، لكن المكائد السياسية لزعماء حزب العمل لم تكن جريمة اخلاقية كبيرة. فقط لنتخيل نتنياهو في وضع مشابه. لم يكن سيتردد أبدا. فقط لنسأل رافي ايتان ماذا كان نتنياهو مستعد ليتعهد له به عندما كان بحاجة اليه، وأين هذه الوعود الآن.
في وقت التراكض السياسي هدد آريه درعي ونفتالي بينيت وزملاءهما، نتنياهو إذا قام بتقديم موعد الانتخابات لشهر حزيران، فإنهم سيقومون بإجراءات تشريعية لتأجيل الموعد إلى شهر تشرين الأول. نتنياهو تخلى عن الفكرة. هو لم يعذب نفسه بترددات اخلاقية على نمط "اذا كان الائتلاف متردد جدا في تبرير الانتخابات في حزيران، فكيف لا يبرر الانتخابات في تشرين الأول". منذ فترة هو يقوم بذلك. كل شيء شخصي وكل شيء مسموح به. إذا كان شيء ما غير ممنوع فمن المسموح لخصومه التملص من مصير موفاز والقيام بذلك في الماء.
نعم، كل هذه المكائد لا تساوي شيئا إذا لم يستغل آفي غباي وحزبه الاشهر التي حصلوا عليها من اجل القيام بشيء دراماتيكي. في كل سيناريو، الانتخابات ليست بعيدة ووضعهم بائس جدا.