Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Dec-2019

الطويسي: الشاعر أمجد ناصر قامة عالية في الثقافة والأدب

 الدستور- ياسر العبادي

أقامت وزارة الثقافة، يوم أمس الأول، حفل تأبين للأديب الراحل أمجد ناصر في المركز الثقافي الملكي برعاية وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، وحضور أمين عام الوزارة الروائي هزاع البراري، والدكتور احمد راشد، والدكتور غسان طنش، وبحضور رئيس اتحاد الكتاب الشاعر عليان العدوان، رئيس رابطة الكتاب سعد الدين شاهين، مدير مركز القدس للدراسات الإعلامي عريب الرتناوي، ومدير المركز الثقافي الملكي مفلح العدوان، وذوي المرحوم يحيى النميري النعيمات «أمجد ناصر» وأصدقائه ومحبيه ونخبة من المثقفين والأدباء والشعراء.
وفي كلمة له قال راعي الحفل: نقف معا هذا المساء نستذكر قامة أردنية عالية؛ ابدع في الثقافة والأدب والصحافة والحياة ايضا، مقدراً حضوركم جميعا في هذا الحفل الرمزي الذي نجتمع فيه تكريما للحياة والابداع والثقافة، فقد رحل أمجد ناصر على عجل، رحل مثل غيره من المبدعين الكبار الذين توقفوا عن النبض في منتصف الدرب، وآثروا أن يتركوا إبداعهم وما سطروه من بوح وفرح، وشجن واغتراب في كل مكان حولنا، نقف اليوم استذكاراً لأمجد ناصر، (يحيى النميري النعيمات) هذا الشاعر الذي غادرالوطن الأردني أول مرة مبكراً فكانت مواعيده مع الغربة والرحيل والمحطات البعيدة مبكرة، كما كانت مواعيده مع الابداع والتفرد والتجديد مبكرة ايضا، وكان نزوعه القومي للمقاومة والاشتباك مع الرغبة في التغيير اصيلا ومبكرا، كما هو رحيله المبكر، انتقل يحيى النعيمي الى في بيروت في سبعينيات القرن الماضي، ثم حطت بهالرحال في قبرص، ثم لندن، ليعمل محرراً في صحيفة القدس العربي منذ صدورها أواخر الثمانينيات، ويبزغ نجمه إعلاميا يستنهض العتمة ويقرب المسافات، وفي كل الرحلات والاحوال والتحولات كان يحمل الأردن دوما معه، كانت الصحراء والبلد معه واحوال الناس ووجوهم واشواقهم لا تفارقه.
وختم الطويسي، يظل أمجد ناصر برغم رحيله عنا، واحداً من أدبائنا المرموقين ومن الإعلاميين المسكونين بقضايا الأمة وأحلام التغيير، ولا يخفى على أحد ما تركه من إرث إبداعي رصين ومن بصمة ثقافية مميزة، تظل بوصلة  لكل الباحثين عن الأماكن القصية في عالم القصيدة ولكل الساعين للنهضة والتغيير، لنا ولذويه ومحبيه بالغ العزاء والصبر والسلوان، وتغمده الله بواسع رحمته.
من جهته قال الشاعر السوري نوري الجراح، والذي حضر من لندن ليقدم شهادته عن معاينته ومعايشته في علاقته بالراحل قائلا: أمجد كان رفيق تلك الرحلة من بيروت إلى نيقوسيا إلى لندن، وصداقتنا في أطوارها المختلفة، كانت صداقة المغامرة في اللغة والمنفى الاختياري، وقد اقتسمنا معاً، صحبة شعراء آخرين، رغيف الخبز وساحة المعركة. الشعراء لا يموتون، الشعراء زوار يأتون من المستقبل، وعندما نتفقدهم ولا نجدهم بيننا نكتشف أنهم قفلوا عائدين من حيث أتوا، كنت أريد أن اقول هذا لأمجد، وأنا أكشف الغطاء عن وجهه، لكنه كان نائماً، ونومه منشغل بأنوار تتلألأ في بهو قصيدته، خفافاً كما يفعل سراة الليل، خطفاً كما تفعل الشهب، يتوارى الشعراء، ويتركون صورهم معلقة على جدران المنفى لتحرس أرواحهم المقيمة في القصائد.
 كما تخلل الحفل كلمات لكتاب ونقاد وشعراء كشهادات في تجربة الراحل من مثل» الشاعر سعد الدين شاهين، الناقد فخري صالح، زليخة ابو ريشه، ألقوا من خلالها الضوء على قدرته في تكوين الأصدقاء وخلق العلاقات الإنسانية الحميمة مع الشعراء العرب وفي العالم، وتناولوا قصيدته وتأثيرها في المشهد الشعري العربي وقدرته على التجريب والتطوير في سياقات الحداثة وما بعدها، مؤكدين أن ناصر زاوج بين الموقف الإنساني وتجديد دم الثقافة العربية وتطوير الحداثة الشعرية، فيما ختم الشاعر زهير ابو شايب الحفل بقراءة قصائد مختارة تمثل تجربة أمجد ناصر.
وتحدث رئيس رابطة الكتاب سعد الدين شاهين عن محطات في حياة الشاعر الذي تنقل في عدد من البلاد العربية والأجنبية، وحمل القصيدة معه أينما ذهب، فيما سلطت الكاتبة زليخة ابو ريشة على محطات أخرى تحمل بين طياتها الجانب الانساني للشاعر الذي أحب محافظة المفرق حيث أقام في أيامه الأخيرة.
وأشار الناقد فخري صالح الى ان الشاعر أمجد ناصر ترك ميراثا من الشعر والنثر من القصائد والروايات وكتب الرحلة والمقالات السجالية التي جعلته واحدا من بين افضل كتاب المقالة العرب الذين تتميز كتابتهم ما بين السياسة والثقافة، موضحا ان ما انجزه الشاعر في حقل الشعر الموثر في الساحة الثقافية يمثل مختبرا نموذجيا لتحولات القصيدة العربية خلال ما يزيد على نصف قرن.
وفي كلمة أهل الفقيد وأصدقائه، قال الكاتب عريب الرنتاوي ان «الشاعر امجد ناصر كان حتى الرمق الاخير مسكونا بهاجس الكتابة فهي كل شيء في حياته وهي عنده مبرر وجود وسبب من أسباب البقاء»، مبينا المشروعات التي كان يحلم بها الشاعر الراحل وكان يأمل تحقيقها مثل بيوت للثقافة والابداع تكون فاعلة وناشطة في كل محافظة اردنية، وديوان يجمع بين الشعر والموسيقى.