Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Apr-2017

توتر في العلاقات بين واشنطن وحلفاء الأسد بعد مطالبات برحيله
 
بيروت- توترت العلاقات أمس بين واشنطن التي اعتبرت أنه لا يمكن للرئيس بشار الأسد البقاء في السلطة بعد هجوم كيماوي اتهمت قواته بتنفيذه في شمال غرب سورية وبين حلفاء دمشق الذين هددوا بالرد على أي "عدوان".
واعتبرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال تصريحات لشبكة "سي إن إن" امس انه "ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد على رأس النظام" مضيفة "إن نظرتم إلى أعماله، إن نظرتم إلى الوضع، سيكون من الصعب رؤية حكومة مستقرة ومسالمة مع الأسد".
ولم توضح المسؤولة الأميركية إن كانت إدارة ترامب التي تفادت حتى الآن الدعوة مباشرة إلى رحيل الأسد عن السلطة، بدلت سياستها جذرياً. لكنها حذرت الجمعة بأن بلادها على استعداد لتوجيه ضربات جديدة ضد النظام السوري اذا استدعى الامر.
وقتل 87 مدنيا بينهم 31 طفلا الثلاثاء وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، نتيجة تنشقهم لغازات سامة في مدينة خان شيخون السورية في محافظة ادلب.
واتهمت واشنطن والمعارضة السورية قوات النظام بشن الهجوم من خلال قصف جوي، الامر الذي نفته دمشق بالمطلق مع حليفتها موسكو. وتقول موسكو ودمشق ان الطيران السوري قصف مستودع أسلحة لمقاتلي المعارضة كان يحوي مواد كيماوية.
وقالت هايلي ان "تغيير النظام أمر نعتقد انه سيحصل"، مضيفة ان واشنطن تركز ايضا على قتال تنظيم "داعش" في سورية والحد من النفوذ الايراني.
وتأتي مواقف هايلي غداة تصريحات لوزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون لشبكة "سي بي إس" قال فيها انه "من المهم أن تبقى أولوياتنا واضحة. ونعتقد أن أولى الأولويات هي هزيمة تنظيم داعش".
وبحسب تيلرسون، فإن التغلّب على تنظيم "داعش" واستئصال "الخلافة" التي أعلنها سيقضيان على تهديد لا يطال الولايات المتحدة فحسب بل "الاستقرار في المنطقة بكاملها".
وشدد الوزير الاميركي على انه "بعد الحدّ من تهديد تنظيم "داعش" أو القضاء عليه، أعتقد انه يمكننا وقتها تحويل اهتمامنا في شكل مباشر نحو تحقيق الاستقرار في سورية".
وشكل رحيل الاسد مطلباً رئيسياً لواشنطن إبّان ولاية الرئيس السابق باراك اوباما، قبل ان تنكفئ تدريجياً عن الملف السوري وعن دعمها القوي للمعارضة. وقبل ايام من الهجوم الكيماوي في خان شيخون، اعتبر تيلرسون ان مصير الاسد يقرره الشعب السوري، في وقت اكدت هايلي أن واشنطن لم تعد تركز على اسقاط الرئيس الاسد. لكن مواقف ادارة ترامب تغيرت كليا بعد الهجوم. ونفذ الجيش الاميركي فجر الجمعة بأمر من ترامب هجوما على مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص (وسط)، عبر إطلاق 59 صاروخا من طراز "توماهوك" من البحر.
وهي الضربة الاميركية العسكرية الاولى المباشرة ضد النظام السوري منذ بدء النزاع منتصف اذار(مارس) 2011.
ويزور تيلرسون الثلاثاء موسكو التي قال امس انها بدت "غير مؤهلة" للاشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
وقال "هذا سيكون جزءا من المباحثات التي سنجريها حين أصل الى موسكو هذا الاسبوع. ساطلب من وزير الخارجية (سيرغي) لافروف والحكومة الروسية الوفاء بالتزاماتهما حيال المجتمع الدولي حين وافقا على ضمان التخلص من الاسلحة الكيماوية".
ويعد هجوم خان شيخون ثاني اكبر هجوم كيميائي بعد الغوطة الشرقية العام 2013 الذي تسبب بسقوط المئات من الضحايا ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق.
ووافقت الحكومة السورية العام ذاته على تفكيك ترسانتها الكيماوية، بعد اتفاق روسي اميركي. وصدرت الموافقة في ظل تهديد أميركي بقصف سورية.
من جهته، اتهم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز روسيا بانها "الداعم الرئيسي للأسد، وهي مسؤولة بالوكالة عن مقتل كل مدني الاسبوع الماضي". ويأتي هذا الموقف غداة اعلان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السبت الغاء زيارة كانت مقررة اليوم الاثنين الى روسيا بسبب "التطورات في سورية التي غيرت الوضع جذريا". وأعرب عن أسفه "لدفاع روسيا المستمر عن نظام الاسد".
وأثار الغاء الزيارة امتعاض روسيا التي اعتبرت الأحد في بيان صادر عن الخارجية ان البريطانيين "لا يملكون تأثيرا حقيقيا في مسار العلاقات الدولية، ويقبعون في ظل شركائهم الاستراتيجيين".
وأثارت الضربة الاميركية غضب دمشق التي وصفتها بانها تصرف "أرعن غير مسؤول"، نافية بالمطلق استخدامها السلاح الكيماوي في خان شيخون. وكرر حلفاء سورية في اليومين الاخيرين تنديدهم بما وصفوه بـ"العدوان" الاميركي على سورية. وفي بيان مشترك صادر عن "غرفة العمليات المشتركة" التي تضم ممثلين عن روسيا وايران والقوات الحليفة وابرزها حزب الله اللبناني، اعتبروا ان ما قامت به الولايات المتحدة "من عدوان على سورية هو تجاوز للخطوط الحمراء". وحذرت في بيان نشره موقع صحيفة الوطن القريبة من السلطات، انه "من الآن وصاعداً سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل اي كان" مضيفة ان واشنطن "تعلم قدراتنا على الرد جيداً".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي اجراه بالرئيس السوري، ان الاتهامات الموجهة إلى سورية "لا أساس لها من الصحة"، مشدداً على أن "الهجوم الأميركي هو انتهاك للقوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة".
ورأى، وفق ما نقلت الرئاسة الإيرانية على موقعها الإلكتروني، ان "استخدام أسلحة كيميائية، وهو عمل لا يغتفر، كان يهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام العالمي عن حقيقة الواقع في سورية".
وتشهد سورية نزاعا داميا تسبب منذ العام 2011 بمقتل اكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سورية وخارجها.-(ا ف ب)