Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2017

التميع اللغوي .. - عبدالهادي راجي المجالي
 
الراي - في جريدة الوطن , أفردت الكاتبة سهوب البغدادي ..مقالا جميلا جدا عن ظاهرة التميع اللغوي لدى الفتيات , والتميع هو الهروب من اللهجة الأم أو المحلية والإقتراب من لبننة اللغة ..بمعنى : محاولة إدخال اللهجة اللبنانية عليها , وهذه القصة شائعة لدى من يعملن في الإذاعات .
 
تؤكد الكاتبة , أن الهروب من اللهجة المحلية , هو مجرد محاولات للفت الإنتباه وأحيانا ينم عن ضعف في الشخصية , وهو لا يتماشى ونعومة المرأة أبدا ..ورقتها , فهناك فارق بين الأنوثة ومحاولة القفز على الهوية , والسبب في ذلك يكمن في جوانب سيكولوجية مرتبطة بالنقص أو ضعف الشخصية , أو الهروب من الواقع .
 
في مصر مثلا : المذيعة منى الشاذلي , وحين تحاور مثقفا أو مسؤولا من الصعيد تلجأ لمحاولة , استحضار اللهجة الصعيدية في حروفها , دون تصنع أو تميع ..وفي الخليج هنالك مشروع مهم تأثر به الإعلام وهو (السعودة) فمذيعات الأم بي سي ...يتحدثن لغة جدة إذا كن من الشاطيء واللهجة الحجازية إذا كن من الحجاز .
 
حتى خديجة بنت قنة , تتحدث بالعربية الفصيحة ..ومع ذلك أحيانا تظهر اللهجة الجزائرية في لغتها , ومن المستحيل أن تمارس تميع اللغة , فهي تنطق الحروف بشكل يجعلك تأسر لعذوبة الصوت وسلامة النطق ..
 
تقول سهوب البغدادي ..أحيانا تلجأ بعض الفتيات لكلمات مثل : شايفاها , عارفاها ..حاساها , في محاولات بائسة لتخفيف اللغة , وأحيانا إدماج المصطلحات الإنجليزية ونطقها بطريقة غريبة ...وهذا بحد ذاته في الدراسات النفسية يشير إلى محاولات التميز عن الاخر , وهذا الأمر يوحي بجوانب أزمة في الشخصية , مرتبطة بالنقص وربما الشعور بالإضطهاد.
 
الإعتزاز باللهجة , أمر مهم ..فالإعلام كله في العالم العربي , يروج اللهجات المحلية باستثناء إعلام الإذاعات الأردنية , وأعترف أن محمود الحويان مثلا ..لا تفارقه لهجته البلقاوية البدوية , ومحمد الوكيل حين تسمعه في الصباح أيضا ..تحضر اللهجة الأردنية الفطرية في كلامه , بالمقابل حين تستمع لمذيعة أردنية , تحتار في حجم التميع اللغوي الذي تمارسه , وهي في اعتقادها تظن أنها تقدم شخصية (الدلوعة ) والحقيقة غير ذلك فكما أسلفت سابقا,كل الدراسات النفسية التي أجريت تؤكد بأن هذا الأمر هو مجرد خلل سيكولوجي أساسه الشعور بالنقص ...
 
جزء من جاذبية صديقينا محمود الحويان , ومحمد الوكيل يكمن في أن لهجتهما فطرية وانفعالهما كذلك ..وهذا يعطيك حقيقة امتلاكهما للثقة خلف المايكريفون ..
 
أتمنى أن تقرأ فتياتنا اللواتي يعملن في الإعلام , ما كتبته سهوب البغدادي عن ظاهرة التميع اللغوي , والتي تتعدى الإعلام ...وتصل للحياة العامة ..
 
يا ريت أن القصة تقف عند التميع اللغوي , فهناك تميع سياسي أيضا .