Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jan-2018

نظافة المقابر - د.محمد حمدان

 الراي - يُشهد لعاصمتنا الجميلة عمّان بنظافة شوارعها، ليس فقط الرئيسية منها وتلك ذات الطبيعة التجارية والاقتصادية الواقعة في مركز المدينة وتلك الواقعة في المناطق التي يقطنها مواطنو الفئة الاقتصادية العُليا، ولكن هذه النظافة تتسع لشمل الشوارع الكائنة في جميع الأحياء. ولعلنا، في هذا السياق، نعبّر عن تقدير كل مواطن للجهد الذي يبذله عُمال الوطن المكلّفون بالنظافة ويعملون على مدار الساعة لأداء مهامهم بكفاءة وأمانة وإخلاص.

 
هذا، ومن الطبيعي أن يقوم كل مواطن، بين الحين والآخر، بزيارة المقابر الكائنة في داخل أحياء العاصمة أو في أطراف الضواحي المحيطة بها، وذلك في إطار تشييع جثمان قريب أو صديق، أو زيارة ضريح المُتَوفّى العزيز في المناسبات الخاصة. وفي هذا السياق، وعندما يغادر الزائر الشارع النظيف ويتخذ الخطوة الأولى داخل المقبرة، يصاب بصدمة كبيرة عندما يشاهد غياباً تاماً لأي مظهر من مظاهر النظافة. فها هي النفايات، بأنواعها، منتشرة في جميع أرجاء المقبرة، من أكياس وأكواب وفضلات بلاستيكية وورقية بالاضافة الى فضلات الطعام وبخاصة الوجبات السريعة. ومما يبالغ في أذى الزائر ما يشاهده من انتشار أكوام من التراب والطين وفتات الحجارة،وكلها من بقايا أعمال الدفن الحديثة.
 
وخلاصة القول أنه، في سياق المشهد المؤلم للمقابر الموصوف في أعلاه، يجدر بكل من المسؤول والمواطن أن يعمل بجد وإخلاص دون أي تأخير، على إصلاح هذا المشهد بجميع الوسائل والمتطلبات الضرورية. فالواجب أن يُعيّن لكل مقبرة العدد الكافي من عمال الوطن للقيام على نظافتها على مدار اليوم، بالاضافة الى تعيين مشرف أو أكثر لزيارة هذه المقابر دورياً للتأكد من دوام نظافتها، وبالتالي تقديم تقرير بذلك. كما أنه يجدر أن توضع خطة لزراعة الزهور و/أو الشجيرات دائمة الخضرة في المساحات الخالية، إن وجدت، ومهما صَغُر حجمها، والعمل على سقايتها ورعايتها. أما بالنسبة للمواطن، فإن من واجبه المحافظة على نظافة المقبرة عند زيارته لها وإلتقاط الفضلات التي يُخلفّها وحملها معه لإيداعها في وعاء النفايات في الحي أو المنزل. وغني عن القول، فإن الأخذ بما أوردنا في أعلاه إنما يحقق مظهراً حضارياً (حدائقياً) للمقابر على غرار ما نشاهده في الدول المتقدمة.