Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2018

قطاع غزة ليس حالة ضائعة - يوسي بيلين

 

اسرائيل هيوم
 
الغد- الجولة العنيفة الأخيرة في قطاع غزة كانت قصيرة وغير فتاكة؛ حيث لم يكن لروضة الأطفال جزء في ذلك. خطوة كانت بين يوم المواجهة المحدود وبين الصدام المباشر الفتاك. الحقيقة هي أن أيا من الطرفين لم ينتصر، وأن أيا من الطرفين لم يلقن الآخر درسا ولم يردعه.
عندما كتب زئيف جابوتنسكي في 1923 أحد المقالات الاهم له، "الحائط الحديدي"، لم يكن يقصد ان يقام الحائط الحديدي في كل مرة من جديد. حائطنا الحديدي اقيم في 1948، وإذا لم يكن هذا بكاف، فقد اقيم من جديد في 1967. لا توجد أي حاجة لنثبت لحماس أو الجهاد الإسلامي بان سلاحنا الجوي يمكنه أن يعمل بنجاعة أكبر من الطائرات الورقية الغزية. ولهذا السبب بالذات فإنهم يطلقون الطائرات الورقية. لهذا السبب بالذات يضحون بأبنائهم في مواعيد الذكرى لديهم. إذا لم تبادر إسرائيل بعمل ما، فستتم الجولة التالية بعد وقت ما، اسابيع، اشهر، سنة. ومرة اخرى ستدخل بلدات غلاف غزة في حالة من القلق والهلع.
كان ابسط من ذلك بكثير عرض حل سياسي يكون قطاع غزة جزءا منه، ولكن رفض رئيس الوزراء ورئيس الليكود في حينه، ارئيل شارون، الحوار مع الرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس؛ خروجه احادي الجانب من قطاع غزة في 2005 بلا اتفاق؛ وموافقته على مشاركة منظمة حماس في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني، رغم تحريضها على الإرهاب، كل هذا ساعد حماس على السيطرة على القطاع وجعل امكانية التوصل إلى حل اتفاق سياسي ما صعبة.
ما يمكن عمله اليوم هو محاولة الوصول إلى اتفاق سلام مع م.ت.ف، يطبق، في المرحلة الأولى، في الضفة الغربية فقط، ومحاولة الوصول إلى هدنة طويلة المدى مع حماس من خلال مصر. معقول الافتراض أن السلطة الفلسطينية لن توافق على اخذ المسؤولية عن القطاع طالما لم تتنازل حماس عن حكمها العملي في غزة، وان حماس ستواصل معارضتها للاعتراف إسرائيل واقامة تفاهمات علنية معها.
يحتمل ألا تكون الهدنة عملية مع حماس بسبب مطالب غير معقولة تطرحها، ولكن إذا كانت امكانية لنوع كهذا أو غيره من "الهدنة" ولا تحترمها – بل تعود إلى العنف قبل نهاية الفترة التي يتفق عليها مسبقا – فإن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى العمل ضدها، مثلما يفعل في السنوات الاخيرة.
يمكنني الافتراض أن محمود عباس لن يحب كل اتفاق بين إسرائيل وحماس؛ ولكن المصلحة الإسرائيلية هي الوصول إلى تسوية الوضع مع القطاع، وإذا لم تكن السلطة الفلسطيني قادرة على أن تضمن ذلك، فستكون هذه مهمة إسرائيل. فالهدنة ستسهل على بناء مشاريع حيوية لغزة، تضمن توريد منتظم للمياه والطاقة، التشغيل لشبابه الكثيرين واعمار خرائبه.
إذا حصل هذا بالفعل، معقول التفكير بان حماس ستطلب لنفسها المجد على تحسين الوضع، ولكن هذا ثمن علينا أن نفهم بانه لا يمكن الامتناع عنه. غزة مستقرة ونامية هي مصلحتنا أيضا.