الراي - في تونس يوجد معارضة , كان الشيخ راشد الغنوشي أحد أقطابها ..وحين تقرأ عن راشد الغنوشي , تكتشف أنه مفكر إسلامي من طراز رفيع ..لديه ما يقارب الـ (20) مؤلفا ..وهو الوحيد الذي استطاع أن يكتب في الإسلام والدولة المدنية وعدم تناقضهما .. عام (2011) صنفته مجلة (فورن بوليسي) على أنه من أفضل (100) مفكر في العالم ..

 

في مصر يوجد أيضا معارضة , وخيرت الشاطر مثلها وإن كانت معارضة إسلامية متشددة ولكن حين تقرأ سيرة هذا الرجل تصدم , فقد أمضى حياته في الدراسة ويملك (8) درجات جامعية , وله ما يقارب ال (26) مؤلفا ودراسة , ومثله مثل راشد الغنوشي صنف في مجلة (فورن بوليسي) من أهم (100) مفكر على مستوى العالم ..

 

برهان غليون ..من أهم المعارضين السوريين , يعمل كأستاذ لعلم النفس الإجتماعي في جامعة السوربون الفرنسية , وكان رئيسا للمجلس الوطني السوري المعارض .. له مؤلفات مترجمة إلى أغلب لغات العالم , ولكن كتابه :- (الدولة ضد الأمة ) يعتبر وثيقة مهمة ...ومرجعية للدارسين ..وكتابه الاخر ( اغتيال العقل) الذي شخص الواقع العربي كما لم يشخصه أحد من قبل ..يعتبران من الوثائق العالمية التي اثرت الفكر الإنساني ...برهان غليون استقال من المجلس الوطني السوري وعاد لطلابه في السوربون وظل من أبرز المعارضين في العالم العربي ...

 

في كل أقطار العالم العربي يوجد فيها قاعدة فكرية للمعارض , تحميه حين يعارض السلطة ويشتبك معها أو يختلف ...يوجد إرث من البحث والتأليف والمحاضرات ...

 

«في الأردن ماذا أنتجت معارضتنا ؟ ليث شبيلات مثلا بماذا أثرى الفكر الإنساني ؟ هي مجرد قصة واحدة كلما جلس في جلسة أو تحدث في برنامج تلفزيوني فرد فصولها وهي قصة قيام الراحل الحسين بإخراجه من السجن , غير ذلك ماذا أنتج للإرث الإنساني ..هل أنصف (ابن تيمية ) مثلما فعل الغنوشي ..أم أنه كتب عن طرائق تفكير العقل العربي مثلما فعل غليون ؟ ...هل لديه رسالة واحدة محكمة, أو بحث في الهندسة على الأقل , أو محاضرة ألقاها في جامعة عن ..تجربة البناء أو الإنشاءات في الأردن».

 

الأخت الفاضلة ..او المعارضة الفاضلة , أنا لا أريد أن أسأل عن مؤلفاتها ولكني أسأل عن اخر كتاب قرأته , هل تعرف برهان غليون ؟ ...هل مثلا قرأت عن قصة المهدي بن بركة ..أشهر معارض عربي على الإطلاق , (بلاش المهدي بن بركه) ..هل قرأت تاريخ حسين الطراونة ؟ ...أو مثلا مذكرات عوده القسوس , أو على الأقل تاريخ الدولة الأردنية , ونص المعاهدة الأردنية البريطانية ؟...

 

في كل دول العالم المعارضة , لها قاعدة فكرية معرفية ..فالغنوشي في تونس ظلت السلطة تخشاه ليس لأنه إسلامي بل لأنه مفكر متنور , وبرهان غليون أضاف لسوريا قيمة مهمة في الفكر الإنساني ...

 

لدينا الصورة مختلفة ,فالمعارضة مجرد (فزعة) أو هوشة , مجرد تصريحات على الورق ...لو كانت الأخت الفاضلة , اطلعت وقرأت تجارب الاخرين من (لخ فاليسا) إلى جيفارا ..لو قرأت تجربة (ماوتسي تونغ ), أو (هوشيه منه) ...لو قرأت النموذج التونسي ..لصفقنا لها , لكن كيف يحق لأحد أن يدافع عن شعب كامل وينصب نفسه كخطيب على المنابر ..واخر ما قرأ النشرة التي تتحدث عن كيفية استعمال كريم ترطيب البشرة ...

 

في الأردن يوجد مناكفة , لكن معارضة حقيقية لا يوجد ...