Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Nov-2017

قراءة في كتاب - مرايا في الفكر المعاصر - د. عميش يوسف عميش

الراي -  الكتاب من تأليف الكاتب الاديب الكبير الاستاذ يوسف عبداالله محمود. اصدار مكتبة الاسرة الاردنية و»مهرجان القراءة للجميع». اصدار (2016) (194 صفحة). الكتاب مبني على حوارات مع نخبة من المفكرين العرب. اما مشروع مكتبة الاسرة الاردنية ومهرجان القراءة للجميع فيهدف لتوفير طبعة شعبية زهيدة الثمن، وتكون في متناول يد الاسرة الاردنية في كل بيت. والى تعميم الثقافة والمعرفة، وربط الاجيال بالتراث الثقافي والحضاري لامتنا، والتواصل مع الثقافات الانسانية. الكاتب الجليل يحمل شهادة الادب العربي (جامعة القاهرة) وعمل في التعليم في الاردن وليبيا والكويت ونشر ولا يزال عدة مقالات في الصحافة الاردنية والعربية، وحلقات اذاعية عربية واجنبية.

يقول الكاتب في المقدمة: تنعكس هذه الحوارات التي اجريتها مع نخبة من رموز الفكر العرب، على امتداد فترات زمنية مختلفة، اراءهم في بعض قضايانا الفكرية الراهنة المتعلقة بالاقتصاد والتاريخ والاجتماع والادب. وان كل حوار يكتسب اهمية خاصة لان من تمت محاورته صاحب قدم راسخة في مجال اختصاصه. اما الغاية فهي ان تكون مرجعاً يستأنس به الباحث. وحرصت ان تكون القضايا المثارة وثيقة الصلة بهموم واقعنا العربي المعاصر.
 
وما يواجهه من تحديات تريد النيل من هوية امتنا وتراثها. ولقد اجرى الكاتب احاديثه مع (23( اديباً وكاتباً ومفكراً وفيلسوفاً عربياً بينهم سيدتان. وقد قمت باختيار ثلاثة ادباء بسبب التقيد بعدد كلمات العامود ووضعت ملخصاً كجزء من آرائهم اقدمها للقارئ العربي لاكتساب المعرفة من هؤلاء المفكرين التي تتعلق بواقع ومستقبل امتنا العربية. (1 (الدكتورة يمنى العيد- كاتبة لبنانية ونالت شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون (1977 (وعملت استاذة في جامعات لبنانية وفرنسية ولها مؤلفات كثيرة منها: (امين الريحاني: رحالة العرب) (قاسم امين – اصلاح قوام المرأة) و(في النفاق الاسرائيلي) وكتب اخرى. سئلت عن « ما تقويمها للنقد الادبي العربي الحديث» فأجابت: «السؤال يتدرج في ما نسميه نقد التقدم، علماً بان ما شغلني منذ بداياتي موضوع اخر هو البحث عن اثر المرجع الحي الخاص، المعيش، او ما نسميه فيما بعد بحكايتنا في عملية انتاج النص الادبي وكانت هناك نعوت لثقافتنا خاصة الرواية. وكأني كنت اسال». «هل صحيح ان الافادة من الغرب تعني بالضرورة التبعية.
 
ام ان الادب لا بد ان يتميز حين يحكي حكاية المعيش او التاريخ العربي يعاينه ويعاتبه وان ثمة ما هو مشترك في وسائل التعبير الفني وادوات بناء عوالمه – وعليه فالمشكلة للنقد الحديث ليس بعلاقتها بمرجعين غير متجانسين (التراث- النقدي القديم والتأثر بالنظريات النقدية الاوروبية) وانه محاصر بينهما، بل هي في النقد كفعالية تعامل مع النصوص العربية، اي في قدرته على تملك ادوات واستيعاب مفاهيم تخوله النظر والفهم والتبصر في نتاجنا الادبي الحديث، ومن اجل هذه الغاية فهو مدعو لاجتياز ابواب المعرفة، وفتحها في اكثر اتجاه. هكذا كان شأن نقدنا العربي القديم في زمن ازدهاره وهكذا كان شأن اعلامه الكبار الذين افادوا بشكل خاص في انجازات ارسطو وتعتقد د. يمنى يكون عليه العودة الى الموروث الابداعي نفسه وليس فقط الى الموروث النقدي.
 
ما يعني ان استفادة الناقد الحديث من الموروث لا تنحصر ولا يجب ان نحصرها في النقد، وربما كانت مثل هذه الاستفادة التي تتجاوز الموروث النقدي الى ادبه اكثر من ممكنة، وربما كانت ضرورية». (2 (الاستاذ محمد دكروب: كاتب وباحث لبناني من صور، عمل في تحرير مجلات لبنانية ثقافية وله مؤلفات كثيرة (جذور السنديانة الحمراء). (حكاية نشوء الحزب الشيوعي اللبناني)، (دراسات في الاسلام) وغيرها.
 
وسؤال الكاتب له: )ان الفكر الاجتماعي والسياسي العربي عبر كل العصور لم تتم دراسته دراسة نقدية وعلمية، ما رأيكم) واجاب: «من الصعب تحديد اسباب ذلك لكن هل توجد دولة في العالم انجز باحثوها – المختلفون المتخالفون في الرأي والمواقف والاتجاهات – رئاسة الفكر الاجتماعي فيها عبر كل العصور، دراسة نقدية. لا بد هكذا دراسة شمولية تحتاج الى عدد من مراكز البحوث المتنوعة الاختصاصات ودراسة ان تكتب باستمرار، اذا توفر لها الضروري من امكانات والرد الايجابي». كما اجاب على السؤال حول ظاهرة الاعتراف بالأخرين المثقفين والمبدعين.
 
فقال: «جميع كتاباتي عن الكتاب الاخرين الذين عرفتهم، انظر اليهم ليس فقط من حيث فهم الابداعية الفكرية،، بل ايضاً وخصوصاً من حيث تأثيرهم المباشر وغير المباشر في تكويني الثقافي الانساني. والمسألة ليس وفاء بل معرفية وفنية بالأساس». (3 (د. فيصل دراج: من الجاعونة – فلسطين. درس الفلسفة بجامعة دمشق والدكتوراه في فرنسا. وعمل بمركز الدراسات الفلسطينية ببيروت. ثم المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. واصدر سبع مجلدات منها (ذاكرة المقاومين) و(مستقبل النقد العربي).
 
سؤال: «كيف تقرأ مقارنة الفكر النهضوي العربي للعقل». يقول: «ان الفكر النهضوي العربي لم ينشغل بالفعل كما هو، ولم يتأمل العقلانية في ابعادها النظرية باستثناء طه حسين، بل اقترب منها وهو يسائل مظاهر التخلف التي تهيمن على الواقع العربي لهذا عني هذا الفكر بالفعل ولم يتوقف امام علم اجتماع العقل، اي انه لم ير التحولات الاجتماعية التاريخية التي تفصل بين العقلانية واللاعقلانية. ولم يتوقف من ثم امام معنى التاريخ الذي يشير الى الممكن واللا ممكن.
 
فالعقل الاوروبي صعد بالحوار الطويل بين الدين والفلسفة وبالصراع الطويل بين العلم والاسطورة وبالكفاح ضد تحالف السلطة واللاهوت وتجولات العلوم الحية الى تقنيات تورث العلاقات الاجتماعية. اما عن وضع الرواية العربية اليوم، فلا يوجد تلازم ميكانيكي بين اوضاع الرواية واوضاع المجتمع لكنه يوجد تلازم نسبي بالتأكيد والبرهان قائم في تاريخ الرواية العربية ذاتها. عصر النهضة او ما دعي بذلك، ولدت الرواية جنساً ادبياً جديداً يحتاجه التعبير بشكل جديد عن الحاضر والماضي والمستقبل. غير ان هذه البدايات التي استمرت عقود عدة. لم تتطور الا مع نهوض الشعب العربي وكفاحه من اجل الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية حيث اعطى نجيب محفوظ ولادة جديدة للرواية».
 
لقد اجرى استاذنا الكبير الدكتور يوسف عبداالله حواراته مع هذه النخبة من المفكرين العرب وفيها امور تستحق ان يتعمق القارئ بها لأنها غنية بالفكر والأدب والتراث وانصح بالاطلاع عليها في هذا الكتاب المميز «مرايا في الفكر المعاصر». وشكراً للأخ الاستاذ يوسف على جهده الكبير في اخراج هذا الكتاب الرائ