Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jul-2020

عن وهم «الديموغرافيا».. في مُقترح الدولة «الواحدة»!*محمد خروب

 الراي

بعيداً عن السجال والجدل اللذيْن اندلعا في الآونة الأخيرة بعد تصريح الرئيس عمر الرزاز لصحيفة الغارديان، وما إذا كانت الآراء التي عقّبت عليه قد ذهبت بعيداً في التفسيرات الرغائبية، وتلك التي قيل إن التصريح يَستبطِنها، فإن من المهم التذكير بأن طرحاً كهذا ليس جديداً، الأمر الذي يستدعي وبالضرورة التوقّف عند «أحد» أبرز المبررات التي طرحها دعاة الدولة الديمقراطية الواحدة على أرض فلسطين التاريخية, وهي رهان هؤلاء على «الرَحم» الفلسطيني، لتعديل موازين القوى العسكرية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية المائلة بقوة لصالح العدو الصهيوني. ما أضفى أهمية زائدة على هذا الرهان، وبخاصة مقارنة هؤلاء بأعداد «اليهود» في فلسطين ونسبة المواليد الجدد لديهم، والتي لا تصمد أمام نسبة التكاثر الفلسطيني سواء داخل الخط الأخضر (فلسطينيو48) أم في الضفة والقطاع وخصوصاً في الشتات، ولم يتردد هؤلاء في عقد مقارنات بين عدد اليهود في العالم أجمع، وبين ما يتوفّر عليه الشعب الفلسطيني من «ملايين» قادرة على «تذويب» العديد اليهودي بدون حروب أو مواجهات، وتَراهُم يسوقون المزيد من الأوهام عن الهجرة اليهودية «المُعاكِسة» التي– في أوهامهم بالطبع – تكاد تُعادِل عدد القادمين من اليهود إلى كيان العدو.
 
لكن نظرة فاحصة موضوعية بالضرورة على «الأرقام» التي تُصدرها وكالات يهودية رسمية. سواء ما خصّ عدد القادمين (المهاجرين الجُدُد) لإسرائيل أم الأعداد السنوية المُتوقعة لهم، فضلاً عن نسبة الوفيات والمواليد في الكيان الصهيوني، وبخاصة الدراسات المُستقبلية عن عديد سكان دولة العدو بعد عشر سنوات أو عشرين، تكشف بوضوح أن الرهان على «الرحم» الفلسطيني لن يكون كافياً لِـ"الانتصار» على العديد اليهودي، وبالتالي تبديد الحُلم الصهيوني بتكريس دولة يهودية خالصة في فلسطين.
 
هذا كله بافتراض أن «إسرائيل» مُرشَّحة لقبول اقتراح الدولة الواحدة, الذي يتناقض بالطبع مع قانون يهودية الدولة الذي تم اقراره قبل عامين. «ناهيك عن غياب أي مُبرّر» أو «مخاوف» لدى قادة العدو بمختلف شرائحهم وايديولوجياتهم، تدفعهم لقبول «حل» كهذا، وسط هذا الانهيار العربي غير المسبوق.
 
أرقام ونِسب «يهودية»... للتأمّل
 
توقّعت دائرة الإحصاء المركزية في معطيات نشرتها حول السكان بمناسبة «يوم الاستقلال» الأخير، وصول عدد سكان دولة العدو في العام 2030 إلى 1ر11 مليون نسمة، و2ر13 مليون نسمة في العام 2040 وأن يرتفع في «مئوية» الكيان أي في العام 2048 إلى 2ر15 مليون نسمة. كما أشارت إلى أن 45% من اليهود في العالم يسكنون إسرائيل.
 
أما عدد سكان إسرائيل بعد النكبة في العام 1948 وفق الدائرة فقد بلغ 806 آلاف بينهم قرابة 150 ألف فلسطيني بقوا بعد تهجير قرابة 800 ألف فلسطيني، وقالت: مُنذئذ هاجر 3ر3 مليون شخص إلى إسرائيل, 44% منهم هاجروا عام 1990 إثر انهيار الاتحاد السوفياتي.
 
ليس لأحد القول إن «الهجرة» اليهودية إلى إسرائيل في تراجُع، إذ تتوقّع الوكالة اليهودية للهجرة والاستيعاب وصول قرابة مئة ألف مهاجر يهودي جديد العام 2021، فهل ثمة شكوك بأن همروجة «الديموغرافيا» لن تكون سلاح يوم الدين لكبح الهجمة الصهيونية العاتِية؟