Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2017

وصفة بسيطة لحل كل مشاكل الإنسان - علي المعالي
 
الراي - يرتقي الانسان ، وترتقي الأمم، وتحل كل مشاكلها الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الأمنية، وتتقدم، وتزدهر بتجنبها نقيصة واحدة فقط، واتباعها نهجا واحدا فقط، فالنقيصة التي يجب تجنبها هي الكذب، والنهج الذي يجب اتباعه هو الصدق،إن الكذب يقوم لارتكاب كل الموبقات، والخطايا، فيما يقود الصدق الى كل القيم الجوهرية، والمثل العليا.
 
يكذب الشخص كذبة يظنها بسيطة، ويستصغر شأنها، سواء لجلب منفعة، أو لدرء مفسدة، او لمجرد اللهو واضحاك من هم حوله، ولا يدري ان هذه الكذبة سوف تدفعه الى كذبة اخرى لتبريرها، وكلما ازدادت التساؤلات، كلما تمادى الشخص بالكذب، وتنمو الكذبة مثل كرة الثلج، حتى تصبح جريمة تودي بصاحبها الى الهلاك.
 
قيل لي ان احدى الزانيات القت جنينها في غابة، لكي تتلافى فضيحة الزنا، فعثر عليه احد الكلاب الذي قام بحمله باسنانه، والقى به امام احد المنازل، عجزت هذه السيدة ان تتحلى بانسانية الكلب، فهي كذبت بشأن الزنا، وهذه الكذبة قادتها لارتكاب جريمة القتل، فالكذب متوالية، ومتسلسلة لا تنتهي، تتعب صاحبها الى الأبد في الحياة الدنيا، وتؤدي به الى النار.
 
إن اتباع الانسان لمنهج الصدق، يجعله يبتعد عن كل السلبيات، لأنه يخشى ان يرتكب خطأ ما، ويتم سؤاله عن هذا الخطأ، وكونه انسانا صادقا سوف يقر بفعلته، وينال العقاب، لذلك تراه يبتعد قدر الإمكان عن ارتكاب الأخطاء، خاصة الأخلاقية منها، مثل السرقة، تعاطي المسكرات، والمخدرات، عدم القيام بعمله بشكل صحيح، الخ، وبالتالي فان المحيط الاجتماعي بهذا الفرد او الانسان، سوف يحترمه، ويقدره، بل ويجزل له العطاء، ويتقدم ويتطور في عمله، او دراسته، وينال احترام والجيران، والأهل، فالصدق يقود الى النجاح، ( قالت احداهما يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين).
 
عندما يكون القاضي ،المعلم، الطبيب، المهندس، الجندي،..الخ صادقا في حياته، وتعامله مع الأخرين، فسوف يأخذ كل ذي حق حقه، وسوف يعمل كل فرد في الأمة باقصى طاقته، وبالتالي تتقدم هذه الأمة وتنمو، وتطور، وتصبح ذات شأن عظيم.
 
(الكذب ملح الرجال) من قال هذا المثل، هو قاطع طريق، ولص، وعديم الأخلاق، ولا يمكن لأي أمة ان تنمو وتتقدم، وهي تعتمد على مثل هذه الاقوال.
 
لا يمكن ان يفشل الصادق، ولكن من المؤكد أن الكاذب سيفشل ان عاجلا او اجلا.
 
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ) وقال: وهل يكب الناس في النار الا حصائد السنتهم.
 
كما قال (يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) لأن الانسان الكاذب سوف يتهم الاخرين زوراً، وسوف يكون كثير الغيبة والنميمة، ولكي يغطي على كذبه فهو يكون فاحشا في القول، وقاسيا، فيتجنبه الناس، اتقاء شرّه، ولكن مصيره النار في الآخرة.
 
كما قال المسيح عليه السلام (إنجيل مرقس 8: 36) لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟
 
بالصدق تحترم ذاتك، ويحترمك الناس، في الكذب تحتقر ذاتك – اذا استيقظ ضميرك ذات يوم – ويحتقرك الناس.
 
ان الكذب هو معول هدم، ودمار للانسان، وللشعوب، وإن الصدق هو رافعة بناء للانسان، وللأمم