Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Nov-2017

إيران وإسرائيل .. واللعبة المكشوفة!! - صالح القلاب

 الراي - عندما تحتج إسرائيل بإنفعال مسرحيّ إستعراضيّ على القاعدة الإيرانية الجديدة جنوب دمشق وتحذر من موطئ لما أسمته «محور طهران» في سورية فإنها في حقيقة الأمر كمن يغطّي عينيه بكفَّي يديه حتى يوهم نفسه ويوهم من حوله أنه لا يرى واقع الأمور وحتى يبقى يستنجد بهذا العذر الوهمي ليوجه لدولة الولي الفقيه ولأتباعها في المنطقة وعلى رأسهم حزب االله ليؤكد أنه شريك «مضارب» في تقاسم النفوذ في هذه الدولة العربية التي بات حتى أصحاب أنصاف العقول يعرفون أنها ذاهبة إلى التشظي والإنقسام إذا لم تتدخل العناية الإلهية وتجعل الأميركيين يتعاملون بجدية مع كل هذا الذي يجري في هذه المنطقة الإستراتيجية!!.

 
إن الإسرئيليين الذين يعرفون دقائق التطورات التي بقيت تتلاحق في سورية منذ عام 2011 وحتى الآن لا يمكن تصديق أنهم لا يعرفون أن إيران باتت تحتل المناطق كلها التي يدعي هذا النظام البائس، الذي سيدفع ثمن ما فعله، أنه يسيطر عليها وأن الإيرانيين إعترفوا وعلى السنة كبار مسؤوليهم إنهم يسيطرون على أجزاء كبيرة من شرقي البحر الأبيض المتوسط ومن بينها بالطبع هذا البلد العربي وبلدان عربية أخرى وأنَّ لهم ثمانين ألفاً من «ميليشياتهم» المتعددة الأسماء والعناوين وهذا غير حراس الثورة وغير الأجهزة الإستخبارية وغير قواعد الطيران الحربي وغير «الحشد الشعبي» لصاحبه ليس هادي العامري وإنما قاسم سليماني.
 
وحتى تكتمل هذه المسرحية فإن نظام بشار الأسد دأب على إطلاق صاروخ في إتجاه الفراغ الفضائي بعد كل ضربة عسكرية يريد الإسرائيليون أن يقولوا، لمن يهمهم الأمر ومن يهمهم الأمر هؤلاء هم ليسوا إلإيرانيين ولا حاكم دمشق الذي غدا مجرد «خيال مآته» كما يقول اللبنانيون وإنما بالأساس الروس الذين لهم مع فلاديمير بوتين وليس مع فلاديمير لينين إتفاقات سرية شرق أوسطية كثيرة.. ثم وفي آخر السطر مع الولايات المتحدة التي بقيت تتصرف مع شؤون وشجون هذه المنطقة على مدى العقود المتلاحقة منذ نهايات أربعينات القرن الماضي وكأنهما شيء واحد ..وهما شيء واحد إذا إضطررنا لقول الحقيقة!!.
 
كان الإيرانيون قد أرسلوا طائرة إستطلاع، من هذه الطائرات التي جرى تطويرها من لعب الأطفال ، بعلم سوريّ في إتجاه هضبة الجولان التي لا تزال محتلة منذ عام 1967 وحتى الآن وقد تم إحتلالها عندما كان حافظ الأسد وزيراً للدفاع فبادر الإسرائيليون إلى «التمرجل» عليها وأسقطوها بصاروخ من طراز «باتريوت» كان وصلهم كهدية أميركية ..وحتى تكتمل اللعبة وإبعاد الأنظار عن الدور الخطير الذي تلعبه إيران في هذا البلد العربي فإن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس قد قال: أنه يبدو أن هذه الطائرة من صنع روسي.. وهذا في حقيقة الأمر يؤدي إلى الضحك قهقهة حتى حدود الإستلقاء على الظهر، وكأن الذين يسمعون هذا الكلام لا يعرفون أن الروس والإسرائيليين يخيطون في هذه المرحلة بمسألة واحدة!!.
 
على أي حال إن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحدٍ وأن المعروف أنّ هذه الثورة الإيرانية التي بررت إنقلابها على الشاه السابق في عام 1979 بأنه للتوجه إلى فلسطين تجاوزت النظام الشاهنشاي الذي إنقلبت عليه كثيراً في العلاقات مع إسرائيل وفي التنسيق معها.. والحصول منها في فترة من الفترات على أسلحة هي إسرائيلية وحتى وإن كانت من صنع أميركي!!.