Sunday 28th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2024

الجمود في المفاوضات قد يؤدي إلى اشتعال في لبنان

 الغد-هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل
 
الحرارة على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية تواصل الارتفاع بشكل ثابت، لكن بطريقة معينة بقيت حتى الآن تحت مستوى الحرب الشاملة. لو أنهم قالوا لنا قبل سنة بأن صواريخ ستطلق على الأراضي الإسرائيلية من لبنان لمدة ستة أشهر بشكل متواصل، وأن 60 ألف إسرائيلي من سكان المنطقة الحدودية سيضطرون إلى ترك بيوتهم، وأنهم في إسرائيل سيحصون أكثر من 20 قتيلا وفي لبنان تقريبا 350 قتيلا، لكنا سنفترض بيقين كبير أن تفسير هذا الأمر هو اندلاع حرب. حتى الآن إسرائيل وحزب الله يستمران في تجنب المواجهة الشاملة حتى لو كان ذلك ما يزال من الممكن أن يتغير فيما بعد.
 
 
أحداث الأيام الأخيرة تعكس تصعيدا آخر، إسرائيل تهاجم مرة تلو الأخرى في العمق اللبناني، شمال بيروت وفي البقاع. على مرمى الهدف توجد منظومات مسيرات حزب الله وعدد من بطاريات الدفاع الجوي لحزب الله. حزب الله يرد بكتلة حرجة من القذائف - رشقات تصل إلى 50 قذيفة في اليوم، لكنه لا يخلق معادلة متساوية، مهاجمة في عمق 100 كم داخل إسرائيل، بل هو يوجه هذه الرشقات نحو الجليل، وفي بعض الحالات نحو هضبة الجولان.
تبادل إطلاق النار، أول من أمس، كان أكبر من العادة. سلاح الجو قصف بيتا فيه سبعة نشطاء من منظمة مقاومة إسلامية، السبعة الذين حسب الجيش كانوا في الطريق لتنفيذ عملية في مزارع شبعا قتلوا. في الصباح قتل عامل في مصنع في كريات شمونة، بنيران الصواريخ التي أطلقت نحو المدينة. قبل المساء زاد سلاح الجو هجماته، من لبنان تم الإبلاغ عن قتلى آخرين.
منذ بداية الحرب، فضل حزب الله تجنب إرسال رجاله في محاولة للتسلل إلى أراضي إسرائيل. هذه المهمة ألقيت على منظمات فلسطينية أصغر -حتى الآن تم صد هذه المهمة بنجاح على يد الجيش الإسرائيلي. حزب الله والمنظمات التي تعمل بتنسيق معه تتعرض لإصابات لا بأس بها، ليس فقط قتلى، بل مهاجمة إسرائيلية منهجية لقيادات ومواقع عسكرية ومخازن سلاح على طول الجبهة.
النتيجة هي أن معظم رجال الرضوان، قوة النخبة في حزب الله، انسحبوا من القطاع الحدودي. ظاهرة مشابهة بحجم أصغر، يتم تشخيصها أيضا في أوساط ألوية الأمن الجاري لحزب الله التي تنتشر في جنوب لبنان. في موازاة ذلك الجيش الإسرائيلي يهتم بأن ينشر أنه يستخلص الدروس من الحرب في قطاع غزة من أجل إعداد قواته لحرب أكثر كثافة في لبنان. في الفترة الأخيرة جرى تدريب على هذا الشأن في المنطقة الشمالية.
العمليات ضد منظومات المسيرات وصواريخ أرض - جو لحزب الله تتم في عمق لبنان، وقد استهدفت تحسين التفوق العملياتي لسلاح الجو إذا اندلعت حرب شاملة. ولكن جميع هذه العمليات لا توفر أي مخرج من الظروف غير المحتملة التي اضطر فيها سكان منطقة الحدود للمغادرة (عدد مضاعف تقريبا من اللبنانيين تركوا قراهم على الجانب الثاني للحدود).
يبدو أن نقطة الانطلاق المحتملة من الأزمة معروفة. الإدارة الأميركية أوضحت في السابق بأنها تنوي استئناف الجهود السياسية من أجل التوصل إلى هدنة على الحدود بين إسرائيل ولبنان في اللحظة التي سيتم فيها الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في القطاع. ولكن الاتصالات حول وقف إطلاق النار وصفقة تبادل في غزة وصلت إلى طريق مسدود، والجمود يؤثر أيضا على الساحة اللبنانية التي تعد ثانوية، لكنها يمكن أن تتحول بسهولة إلى الساحة الرئيسية وأن تؤدي إلى نزيف بقوة أكبر.
منطقة الشمال تثير الاهتمام والقلق إزاء تفاقم الحرب، لكنها تواصل العمل بقوة متغيرة حتى في ساحات أخرى. ففي القطاع، قتل أول من أمس جندي من لواء جفعاتي في مواجهة مع مقاومين في خانيونس. في مدينة غزة، يستمر الجيش في فرض حصار مشدد على مستشفى الشفاء الذي يواصل فيه عشرات المسلحين التحصن من حماس ومن الجهاد، بينهم كما يبدو نشطاء كبار. في الضفة الغربية عملت قوة عسكرية كبيرة في مخيم جنين للاجئين وقتلت عددا من المسلحين. الجيش يعلن كل يوم عن إحباط عمليات وعن اعتقال لأعضاء حماس في أرجاء الضفة الغربية.
كل ذلك لا يزعج الحكومة في التركيز على الحياة نفسها. الشجار الصاخب مع الإدارة الأميركية والمناورات السياسية المعقدة في محاولة لتأجيل الانفجار بين الليكود والأحزاب الحريدية إزاء الصعوبات في تمرير قانون الإعفاء من التجنيد لناخبيهم. في القدس يستمر هجوم نشر المعلومات الكاذبة حول التصويت في مجلس الأمن وصفقة المخطوفين. في مكتب رئيس الحكومة، قالوا إن حماس رفضت اقتراح الحل الوسط الأميركي بخصوص المخطوفين لأن حماس استغلت الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول امتناع أميركا عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن. في الإدارة الأميركية نفوا ذلك، وقالوا إن رفض حماس تم الحصول عليه قبل التصويت.
أول من أمس، بعد أن قام بمعاقبة الأميركيين بإلغاء بعثة سياسية إلى واشنطن لمناقشة الخلافات في قضية العملية المخطط لها في رفح، تراجع نتنياهو وطلب إعادة تنسيق الزيارة. في القدس قالوا إن الأميركيين هم الذين طلبوا اللقاء، وفي واشنطن سارعوا لنفي ذلك. القراء هم الذين سيقررون من روايته أكثر صدقا.
الردود حول الأزمة مع واشنطن نشرت من خلال الاتصالات المحمومة مع الحريديين في محاولة لحل أزمتهم. يصعب إدراك كيف يمكن لأبناء عائلات المخطوفين المحتجزين في غزة أو آباء الجنود الذين ما يزالون يقاتلون في غزة وعلى الحدود مع لبنان، الانتقال إلى روتين الحياة على خلفية هذه الأمور. جنود يقتلون تقريبا كل يوم، مخطوفون يموتون في الأنفاق في غزة والحكومة تنشغل في ترتيب إعفاء ساحق من الخدمة العسكرية بصورة معينة لعشرات آلاف الشباب الحريديين (في الواقع مئات الآلاف، حتى نهاية كل الأجيال).
على الأقل، تجمع أول من أمس عدد كاف من المواطنين الغاضبين كي يشوشوا بأصواتهم على خطابات وزيرين في مؤتمر العقارات الذي يعقد في ايلات (مجرد عقده في هذا الوقت هو أمر غريب بحد ذاته)، هذا كان الرد التلقائي الذي واجهه الوزراء في الأسابيع الأولى بعد الفشل الفظيع، الذي نتنياهو نفسه يرفض الاعتراف بالمسؤولية عنه حتى بعد مرور نصف سنة. ربما حان الوقت لاستئناف التقليد.