Friday 24th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Sep-2013

وجبة الفطور للطالب: صحة للجسد وسلامة للعقل
الغد - منى أبوحمور - ما إن يبدأ الدوام المدرسي حتى تعود معاناة الثلاثينية حنين السيد صباح كل يوم في إقناع طفلها تناول إفطاره قبل ذهابه للمدرسة.
 
تقول السيد "أجهد وأنا أتحايل عليه أن يأكل وجبة خفيفة قبل أن يحين موعد قدوم الحافلة أو حتى أخذ سندويشة للمدرسة"، منوهة إلى أن طفلها (7 سنوات) يرفض كل محاولاتها ويستمر بالبكاء ولا يهدأ حتى تضع له في الحقيبة شوكولاته.
السيد تعبت مما وصفته بـ"سيناريو يومي رتيب"، يسبب لها التوتر صبيحة كل يوم من جهة، ومن جهة أخرى تشفق على صحة طفلها كونها تدرك أهمية وجبة الفطور على الجسم والعقل.
 
العشرينية تهاني سليم، تحرص على إرسال فطور بيتي مع طفلتها (8 سنوات) للمدرسة، مشددة على ضرورة تناول الطفل طعاما صحيا ومغذيا بعيدا عن الأطعمة الموجودة في مقصف المدرسة.
 
خوف سليم مما سمعته "عن عدم التزام بعض المقاصف بالغذاء الصحي ومخاطر ذلك" جعلها تهتم بشكل كبير بوجبة فطور طفلتها.
 
تقول سليم "لضيق الوقت لا تتناول صغيرتي الفطور في البيت"، متابعة "غير أنني أعد لها وجبة صحية مكونة من فواكه أو خضراوات مقطعة بجانب سندويشة وأضعها في علبة ومن ثم أضعها في حقيبتها".
 
الطبيب العام مخلص مزاهرة، يشدد على أهمية تناول الطفل للفطور، مؤكدا أن التوجه للمدرسة بدون تناول وجبة صحية ينعكس "سلبا على تحصيل الطفل الدراسي"، وفق العديد من الدراسات.
 
ويشير مزاهرة إلى أن دراسة أميركية أجريت مؤخرا توصلت إلى أن الأطفال الذين يتناولون طعام الإفطار قبل ذهابهم إلى المدرسة "يتفوقون" على أقرانهم ممن لا يتناولون وجبة الفطور، مؤكدا حاجة الدماغ إلى الأكسجين والسكريات التي يحصل عليها من الطعام حتى يقوم بوظيفته على أكمل وجه.
 
ويوصي مزاهرة الأهل بضرورة الإصرار على تناول ابنهم للفطور، على أن تكون الوجبة محتوية على النشويات والسكريات كمصدرين مهمين، إضافة إلى البروتينات كالبيض، اللبنة والحمص، إلى جانب بعض أنواع الفواكه التي تحتوي على سكريات مثل الموز، العنب والتفاح.
 
الأربعيني حسين ممتاز يخاف على صحة أبنائه ويحرص على سلامة تغذيتهم، فضلا عن أنه يخشى عليهم من السمنة بسبب "الأطعمة الجاهزة والسكاكر التي تباع بالمدرسة لعدم نظافتها وسلامتها فهي غير مضمونة".
 
ممتاز يحرص على أن يحقق هدفه الذي غدا نهجا في حياته وحياة أبنائه، قائلا: "أحرص في كل مرة أتسوق فيها على شراء منتجات مختلفة من الألبان، وفواكه مختلفة طازجة ومجففة، ليتزودوا بالغذاء الجيد المفيد والذي يضمن رشاقتهم".
 
"تناول السكاكر قبل الطعام مؤذ جدا لصحة الطفل وسلامته"، وفق مزاهرة، الذي يلفت إلى أن أي نوع من المأكولات المتواجدة في البيت، مثل سندويشات اللبنة أو المربى أو الزعتر، وأي نوع من الفواكه والخضراوات، "أفضل بكثير من أكل المقاصف والمنتوجات المعتمدة على المنكهات والأصباغ".
 
ولتشجيع الطفل على تناول طعامه في المدرسة، يقترح مزاهرة بإعطائه العصير والبسكويت منزلي الصنع، لأن الأم تكون متأكدة من صلاحيته ومكوناته.
 
اختصاصية التغذية ربى العباسي، تشير إلى أن على كل طفل أن يتناول جميع الأصناف الغذائية الموجودة في الهرم الغذائي، للحصول على كل الفيتامينات والمعادن والعناصر الأساسية لنموه بشكل صحيح.
 
وتنوه إلى أن السندويشة "ليست مجرد طعام يتناوله الطالب، وإنما هي وجبة غذائية متكاملة تحتوي على عناصر مهمة".
 
وتشدد العباسي على ضرورة احتواء السندويشة على العناصر الغذائية المتكاملة التي تجعل قيمتها الغذائية عالية، كما تسد الجوع خلال ساعات الدوام المدرسي.
 
وتعتبر العباسي السندويشة وجبة "مهمة جدا" للطفل، لأنها تمده بالطاقة والحيوية اللازمة، للمحافظة على نشاطه وتركيزه خلال ساعات الدوام في المدرسة، مؤكدة ضرورة أن تكون منوعة وسهلة الهضم.
 
"يجب أن تحتوي السندويشة على البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات، وكذلك الدهون؛ لمد الجسم بالطاقة اللازمة، فضلاً عن الألبان"، وفق عباسي، التي توصي بمراعاة أن تكون الكمية كافية بدون إفراط أو تفريط، ومن الأفضل أن تترافق مع عصائر طبيعية أو ثمرة فاكهة أو قطع من الخضراوات الطازجة كحبة خيار أو جزر أو بعض أوراق الخس.وتنوه العباسي إلى أنه يفضل التركيز على السندويشات التي تتحمل ساعات الدوام ولا تتعرض للتلف بسرعة؛ مثل السندويشات التي تحتوي على الزيت والزعتر ومشتقات الألبان والأجبان، لافتة إلى ضرورة إضافة بعض أنواع الخضراوات الطازجة والورقية.
 
الأربعينة سجود هيثم، وجدت أن ربط الإفطار بالمكافأة والعقاب "أفضل طريقة" لتجبر أطفالها على تناول فطورهم وأخذ سندويشة الى المدرسة.
 
"من يشرب كأس الحليب كاملا ويأخذ سندويشته يحصل على مصروف كامل"، وفق هيثم، التي تبين أنها تقوم بخصم مصروف من يرفض ذلك.
من جانبه، يشير اختصاصي تربية الأطفال الدكتور عماد الدين خضر، إلى أهمية الوجبة الصحية الصباحية، لافتا إلى دور الأهل في تعويد أطفالهم على أخذ السندويشة إلى المدرسة.
 
ويبين أن "على الأهل أن يربوا أولادهم على حمل السندويشة في المدرسة والمراوحة بين المصروف والسندويشة"، مشيرا إلى أن الأصل في التربية أن يعتاد الأولاد أخذ طعامهم من البيت وأن هذا التصرف "هو الأفضل من منطلق نظافة الطعام البيتي وصحته".