Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2017

من يخاف من إيهود أولمرت؟ - اميلي مواتي

 

هآرتس
 
الغد- تعذيب السلطات لإيهود أولمرت هو امر لا يمكن تحمله. وهو غير انساني تقريبا. وكذلك الشماتة به. صحيح أن أولمرت لا يحتاجني للدفاع عن نفسه، فهو محاط بشخصيات العلاقات العامة وأفضل المحامين. وفي نهاية المطاف، الحديث يدور عن انسان، سجين يقضي عقوبته، ورئيس حكومة سابق. أنا لا أزعم أنني استطيع التطرق الى الامور القضائية، التي بسببها تعرض أولمرت للصعوبات، لكن تحويل شخص كان رئيس حكومة، حاول تغيير الاتجاه الذي يتم جر الدولة اليه، رئيس حكومة كان مستعدا لأن ينظر الى الواقع بعقلانية واتخاذ الخطوات غير الشعبية من اجل فتح آفاق وأمل للأجيال التي ستأتي بعده، رئيس حكومة لا يخاف من وسائل الاعلام ولا يحرض ضدها، واهتم بالمسائل المصيرية للحياة والموت – ارسال الجنود الى الجبهة أو الرد بالحرب، أو الحفاظ على ضبط النفس – تحويل شخص كهذا الى عدو؟.
هل يوجد أحد من بين اولئك الذين يلاحقونه على استعداد للوقوف، بدون مصالح خفية، والقول بجدية واستقامة إن هذا الشخص يضر بأمن الدولة؟ وعلى فرض أنه كانت هناك وثائق سرية لديه من اجل تأليف الكتاب، فهل من المفروض أن يؤثر ذلك على قرار تبكير موعد اطلاق سراحه أم لا؟ ما صلة الوثائق بسلوكه كسجين؟ لماذا لا يمكن مناقشة اطلاق سراحه، والتطرق بشكل منفصل لموضوع الوثائق؟ هل من المنطق الغاء اجازة سجين بسبب معلومات استخبارية في الوقت الذي لا يعرف فيه هو أو محاميه عما يدور الحديث؟.
لماذا ترددوا في قرار نقله الى المستشفى، أو على الأقل فحصه من قبل طبيبه الذي يعرف وضعه الصحي ويرافقه منذ سنوات؟ ليس هناك طريقة لفهم ذلك سوى التعدي الذي لا لزوم له. من الذي أصدر الأمر، والذي في اعقابه قام الجهاز كله باستهداف شخص ضعيف الى هذه الدرجة؟ لماذا يقوم جهاز كامل باصدار التوجيهات ضده بهذه الكثافة، وكأن الحديث يدور عن جاسوس السلاح النووي؟ من هم الذين لا يستطيعون تحمل نشر اسماءهم في كتاب يقوم أولمرت بتأليفه؟ من هم الذين يخافون من شخص يكتب عنهم كجزء لا يتجزأ من الجهاز، حتى لو كان الحديث يدور عن امتداح؟.
نعم، ما زال أولمرت سجينا، واحدا من بين آلاف يوجدون في السجن. صحيح أن جميعهم أناس سلبت حريتهم، وجميعهم يعانون من الوحدة، وجميعهم يعانون من ظروف الاعتقال. ورغم ذلك فان الجلد في ميدان المدينة لهذا السجين بالذات له رائحة الملاحقة، وكأن هناك مسرحية اخرى تتم من وراء الكواليس، موازية وخفية عن عيون الجمهور، ومخرجها ومنتجيها يريدون التسبب بتعاسة هذا البطل التراجيدي، هذا بالتحديد.
ورغم الرغبة في التعامل مع أولمرت كسجين آخر، واضح للجميع أنه ليس كذلك. واذا قالت المحكمة إنه يجب ابعاده عن سجناء آخرين والتشدد معه بسبب مكانته الرفيعة، يمكن التعاطي معه بشكل استثنائي في الاتجاه المعاكس، لا سيما في امور مثل الطبيب الخاص والمستشفى. يا ليت أن هذا هو التهديد الاساسي الذي يتعرض له الجهاز القضائي.