Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2020

أوضاع لا تسر أحدًا*نسيم عنيزات

 الدستور

ان الانفجار الدامي الذي هز بيروت امس الاول، حرك مشاعر العالم باسره وادمى قلوب العرب والمسلمين لما سببه من دمار هائل يفوق قدرة دولة لبنان عروس المتوسط والشرق الاوسط.
انه زلزال مدمر اتى على كل شيء في بيروت، بعد ان حصد ارواح اكثر من مئة قتيل والاف الجرحى وعشرات الالاف من المشردين كما ضرب البنية التحتية وهز الاقتصاد باكمله الذي بالاصل يعاني معاناة كبيرة لا تخفى على احد بعد ان اعلن عن قدم قدرته على سداد ديونه.
ويبدو ان سوء الطالع يلازم دولة لبنان خاصة في هذا العام التي تعاني فيه من اوضاع اقتصادية وشح بالسيولة ناهيك عن الحركات الاحتجاجية التي عمت البلاد منذ العام الماضي، ولا ننسى جاىحة كورونا واثارها ومعضلة ومخاضات تشكيل الحكومة التي مرت بها البلاد وكأن البلاد ينقصها ما حل بها امس الاول من مصيبة وحدث جلل هز اركان الدولة وفاقم معاناتها وخسائرها التي لا طاقة لها بها.
مع تسليمنا بقضاء الله وقدره الذي ندعوه ان يعافي لبنان وشعبه وان يحميهم من كل مكروه،الا ان علينا ان ننظر الى المشهد العربي برمته وما حولنا تحديدا الذي ليس بافضل حالا، واوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم لا نعرف مرساها ولا نستطيع التكهن بالاحداث والاقدار وما هو قادم، واكبر مثال على ذلك جائحة كورونا التي لم يتوقعها احد، وها هو العالم اجمع ما زال يعيش هول صدمتها واضرارها..
ومن خلال الاحداث وتسلسلها يبدو ان الامور في العالم ووطننا العربي تسير من سيئ الى اسوأ ولا يلوح بالافق بارقة امل فما ان نستوعب الصدمة سرعان ما نصحو على اخرى اشد قوة واكثر اثرا وضررا.
قد لا نعرف لبعضها اسبابها واهدافها او محركها، الا اننا نعلم تماما انها لا تريد لوطننا العربي خيرا.
في حين ان البعض الاخر له دوافع ومحرك رئيسي يهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في الامة من خلال انهاكها وانشغالها بتحديات داخلية ومعارك جانبية لاستنزافها معنويا وماديا وقتل الروح المعنوية عند ابناء الامة الذين يعانون حالة من الاحباط والقهر وكأن الهدف هو ذلك..
نخشى معها ان يصل بشبابنا الى طريق مسدود وفقدان الامل بالغد ولم يعد امامهم ما يخسرونه او يخشون عليه.
لذا فان النسيج الاجتماعي والمجتمعي في اي بلد في العالم خاصة العربي منه يشكل الركيزة الاساسية وصمام الامان والاستقرار لاي دولة لاننا شعوب مترابطة ومتشابكة تحكمها صلة القربى باعتبارها امتدادا قبليا متقاربا كما تحكمها عادات وتقاليد مع وجود خصوصية لكل مجتمع بالطبع.
ولا ننسى ان وطننا العربي وكل دولة فيه اسست وقامت على هذا الاساس الذي كان اكبر حافز للنهوض والتطوير والمحافظة عليها من التفكك والضعف.
مما تقودنا الاحداث الى التفكير والرجوع للوراء لدراسة المتغيرات التي طرأت على مجتمعاتنا واسبابها واثارها قبل ان تستفحل الامور وينتشر المرض بكل انحاء الجسم الذي يصعب عندها ايجاد الدواء.