Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2018

المبادرات الملكية أرقام ودلالات - بلال حسن التل

 الراي - استلهاماً من العرض المكثف للمبادرات الملكية السامية, الذي قدمه معالي السيد يوسف العيسوي أمين عام الديوان الملكي الهاشمي العامر, رئيس لجنة متابعة المبادرات الملكية السامية لجماعة عمان لحوارات المستقبل قلت في مقال سابق, أن المبادرات الملكية السامية هي إنجاز وطني حقيقي, يحتاج إلى من يوظفه, لترسيخ مفهوم المواطنة, من خلال بيان الصورة الحقيقة لوطننا, أعني بها صورة البناء والإنجاز الذي تقدم المبادرات الملكية نموذجاً مشرقاً له, يجب أن يُقتدى من قبل كافة أجهزة الدولة و مؤسساتها, من حيث حجم الإنجاز, قياساً إلى الزمن, والكادر البشري فخلال سنوات معدودات استطاعت المبادرات الملكية أن تحقق الكثير الكثير, وهذا ليس كلاماً مرسلاً لكنها حقيقة مدعمة بالأرقام الواضحة والمحددة, التي سنحاول في هذا المقال استعراض بعضها

والقراءة في دلالاتها.
الرقم الأول الذي يجب أن نتوقف عنده بإجلال واحترام, هو الرقم المتعلق بزيارات جلالة
الملك عبداالله الثاني بن الحسين الميدانية إلى المناطق الفقيرة والمحرومة, فقد قام
جلالته منذ عام 2006 بمائة وواحد وعشرين زيارة ميدانية وصل خلالها جلالته إلى
مواطنين يعيشون في قيعان وديان سحيقة, لا يتم الوصول إليهم إلا بطرق وعرة
سلكها جلالته, تماماً مثلما سلك جلالته الطرق التي أوصلته إلى مواطنين على حواف
السيول, أو في أعماق الصحراء, وقد كان هؤلاء المواطنون محرومين من الكثير من
الخدمات الأساسية قبل أن تمتد إليهم يد جلالته الحانية, ومعها المدارس والمراكز
الصحية, ومراكز رعاية المعاقين, والمساكن والغذاء والكساء والدواء.
دلالة الرقم مائة وواحد وعشرين, هي أن تفقد الفقراء والمحتاجين والمناطق الأقل حظا والنائية هي بند ثابت على جدول أعمال جلالته, رغم مشاغله الكثير محليا
وإقليميا ودوليا, ومن ثم فإن هذه الزيارات الميدانية الثابتة جزء من أسلوب عمل جلالته
المستمر والدائم, وليست لقطة إعلامية تمضى إلى حال سبيلها, كما يفعل الكثيرون
من القادة والمسؤولين, بدليل أن كل زيارة من الزيارات الميدانية التي قام بها جلالته
ينجم عنها إنجاز مادي ملموس, ساهم في حل مشكلات المواطنين وتلبية
احتياجاتهم من الخدمات الأساسية, وهذا يستدعي جهدا كبيرا من الفريق العامل في
تنفيذ المبادرات الملكية السامية, أول ذلك أنه يترتب على كل زيارة ملكية سامية
عشرات الزيارات الميدانية من قبل فريق متابعة تنفيذ المبادرات الملكية السامية,
للدراسة والتخطيط والتنسيق والتنفيذ إلى التسيلم, وما بعد التسليم للإدامة, مما
يعني أن كل زيارة من الزيارات الملكية السامية الميدانية للمناطق الفقيرة تتحول إلى
محرك لورشة عمل وإنجاز, وهذه دلالة مهمة من دلالات القراءة في أرقام المبادرات
الملكية لا يجوز عدم التأمل بها والبناء عليها.
الدلالة الثانية المهمة التي يجب التوقف عندها, ونحن نقرأ في أرقام الإنجاز للمبادرات
الملكية السامية هي الوقوف عند أرقام المبادرات المتكررة والدورية, وأولها مبادرة
طرود الخير الهاشمية التي توزع مرتين في السنة, الأولى بمناسبة ذكرى جهود جلالة
الملك عبداالله الثاني, والثانية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك, والتي يستفيد
منها سنويا ستون ألف أسرة أردنية, علما بأنه وللتخفيف على هذه الأسر ولإعطائها
المزيد من حرية الخيار تم استبدال الطرود الغذائية بمساعدات مالية.
ومثل طرود الخير التي صارت مساعدات مالية, فهناك الأضاحي حيث يوزع جلالته سبعة
الاف أضحية سنوياً, تستفيد منها أربعة عشر ألف أسرة محتاجة, بمعدل نصف خاروف
للأسرة الواحدة, يضاف إلى ذلك أن جلالته يوزع سنويا أيضاً مائتي طن من التمور,
بالإضافة إلى أنه وبتوجيه من جلالته ينفذ فريق المبادرات الملكية أنشطة ترفيهية
لنزلاء دور الرعاية الذين تقدم لهم المبادرات الملكية أيضا كسوة العيد.
والدلالة الكبيرة للقراءة في هذه الأرقام من أرقام المبادرات الملكية السامية, أنها
تكشف عن جانب إنساني ثري في شخصية جلالته, فمع حرص جلالته على توفير
الخدمات للمناطق الفقيرة من خلال إقامة المدارس والعيادات وغير ذلك, فقد تجاوز
جلالته ذلك كله من خلال حرصه على إدخال البهجة والسرور ذات الطابع الشخصي من
خلال دخول المبادرات الملكية إلى المنازل والأسر في بيوتها محملة بما تحتاج إليه هذه
البيوت من غذاء وكساء, وهنا لا بد من التذكير بأن الجوع هو عدو الإنسان الأول, لذلك
كان من نعم االله عليه ما جاء بقوله تعالى « أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف»
ولذلك فأن جلالته حريص على محاربة الجوع من خلال المبادرات الملكية المتكررة. وهو حرص لا يقل عن حرص جلالته على توفير الكثير غير محاربة الجوع مما سنراه, ونحن
نواصل القراءة في دلالات أرقام المبادرات الملكية
Bilal.tall@yahoo.com