Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2020

مؤتمر التهريج الأمريكي*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

لا أريد الانخراط في جوقة الصخب الهادرة التي تفلسف فيها كل الناس، فزادوا من حالة الرداءة والانمساخ التي سيطرت عليها، فالمهرّجان المجرمان ترمب ونتنياهو زكموا أنوف العالم الحر بتلك الحفلة الانتخابية الهابطة، وفشلا حتى في أن يتقمصا شخصية مهرج، حيث قدما خطاب اليمين الصهيوني الانتخابي المتطرف على هيئة سيناريو، غارق بالمصطلحات التي أصبحت على لسان الصغير والكبير، فأي شخص يمكنه أن يقدم هرطقات يسميها ما شاء، كأن يظهر لنا طفل على أحد الشاشات يطرح رؤيته في غزو الفضاء، أو خطته لتحويل المريخ الى مزرعة برسيم، وصحراء نيفادا أو الربع الخالي الى أدغال يسميها الأمازون، فلا شيء يمنع لهو طفل ولا شخص طبيعي يهتم بحديثه الساذج، الا إن كان مريضا أو ساذجا مثله أو أكثر منه جهلا وبراءة.
تلا علينا الرئيس الأمريكي الهزلي المضحك ما يردده نتنياهو ويحلم به هو واليمين الارهابي الاسرائيلي المتطرف، وأسماه خطة أمريكية نهائية للسلام، وانهاء صراع بين الشعب الفلسطيني المنكوب والشعب العربي والأمتين الإسلامية والمسيحية، وبين جيش الاحتلال الصهيوني المجرم، وكانت صياغته تافهة كأفكاره المتخلفة، التي شوّهت وجه أمريكا المتحضر، وأحرجت العالم الحر منذ اليوم الأول لقدوم هذا الكائن المسخ لرئاسة أمريكا، ثم تلاه المجرم نتنياهو متحدثا كمن يخاطب شخصا تحت التخدير أو طفلا تائها لا يعرف طريقه، ويقول له شكرا يا حبيبي على اعترافك بجريمة الصهيونية الكاملة، فأنت اعترفت بأننا شعب الله المختار، واعترفت بالقدس عاصمة لدولتنا القومية العائدية الارهابية المتطرفة، واعترفت بحقوقنا في أي مكان نراه لنا..الى آخر الوصلة الدعائية الانتخابية الهزلية اليائسة التي تورط وتمسخ الوجه الأمريكي.
يحكمان ويرسمان ويقرران نيابة عن العالم والقانون الدولي وحقوق الإنسان والحيوان، يقسّمان أراضي غيرهم ويشطبان حقوق شعب وأمة بأرضهم ومقدساتهم، على وقع ماكنة خردة تقوم بالتصفيق وكأنهما على مسرح في مؤتمر انتخابي، يناظران الهواء لإقناعه بالتصفيق للاجرام وانتخابه.
مثل هذه السماجات الهزلية المضحكة المبكية تقدم أبشع صورة عن الوجه الحضاري لأمريكا وللعالم الحديث، ولا أعلم كيف يفكر المواطن الأمريكي حين يشاهد رئيس دولته يصنع كل هذه المهانة للتاريخ الأمريكي والإنساني!.. إن أمريكا هي الخاسر الأكبر جراء هذا الأداء السياسي الهابط، فمثل هذا التفكير لا يليق حتى بإنسان الكهوف ولا بالانسان البدائي الذي كان هائما في الغابات والجحور عاريا آكلا للحوم البشر.
حديث المهرّجان لا يقدم ولا يؤخر ولا قيمة له ما داما يتحدثان عن أرض محتلة مسروقة، وشعب منكوب مشرد ومقتول بأبشع يد قاتلة وأكثر الأسلحة فتكا وحقدا على الحياة، ويمكن للمجرم أن يفعل ما يشاء ما دام لا يطاله القانون، ولا يحتكم إليه أو للعقل، كأي وحش جائع أو غاضب أو مجروح مأزوم، حتى وإن صفق له وحوش أو جحوش من أية غابة.
العالم الغربي لا سيما أمريكا تسير بسرعة ضوئية الى الخلف، ولن تلبث طويلا لتصل الى أعماق العصور المظلمة، فهذا الكائن لا يتبعه إلا من كان بلا عقل أو أخلاق، وحين تصمت أمريكا عن هذه الأخطاء التاريخية بحقها وحق تاريخها وتعهداتها، فهي تسير الى الهاوية والتفكك والخراب، فلا خطاب أكثر خرابا وإرهابا من خطاب وقناعات ترمب، أما الدولة الصهيونية المجرمة فلا كلام ولا وصف يصفها أو يصف خطابها التلمودي العدواني العنصري الذي لا يتضمن سوى الأساطير والأكاذيب والتضليل والاعتداء على الآخرين.
حقا إن البشرية بحاجة الى معجزة إلهية تنقذها من هذا الخواء والتطرف والانحطاط.