Thursday 26th of December 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jan-2014

كتاب عن سينما سعيد مرزوق: فيلسوف الصورة
الراي - ناجح حسن - احتوى كتاب (سعيد مرزوق : فيلسوف الصورة) لمؤلفه الناقد والباحث السينمائي المصري مجدي الطيب، جملة من القضايا والموضوعات والحوارات والصور المتعلقة بمجمل انجاز المخرج السينمائي المصري سعيد مرزق في رحلته مع الفن السابع.
جاء هذا الكتاب ضمن اصدارات صندوق التنمية الثقافية بمناسبة تكريم المخرج مرزوق من قبل وزارة الثقافة المصرية، في محاولة لاستذكار دوره في اثراء مسيرة السينما المصرية بالوان من الابداع السينمائي المتميز، خاصة وانه اليوم يعاني من ازمة صحية اجبرته على الانكفاء بعيدا عن موهبته وحرفيته الاخراجية اللافتة.
 جرى توزيع كتاب (سعيد مرزوق: فيلسوف الصورة) ضمن حفل تكريم المخرج العام الماضي ابان الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للسينما بالقاهرة.
يتتبع الفصل الاول من الكتاب الذي حمل عنوان (قراءة في سينما المفجاءات والنبؤات ) مشاهد الفيلم الروائي الطويل الاول لمرزوق «زوجتي والكلب» ثم ينتقل من هذه المشاهدة الى معاينة نقدية لتجربة مرزوق بهذا الفيلم وتعريف نقدي فطن باشتغالات المخرج المبكرة على فن الصورة ومراميها ودلالاتها في انحياز الى الواقع .
ويتناول الطيب تجربة صناعة فيلم «الخوف» ويصفه بنبوء العصر ، حيث يبين ان مرزوق عمد الى تقديم اشارات واضحة لا تحتاج الى لي ذراع الدراما او تحميل موضوعه بما لا يحتمل لافتا الى انه في هذا العمل التالاي لباكورة افلامه حافظ مرزوق على اسلوبيته الاخراجية المتفردة واتسم ايقاع العمل بخصوصية تستلهم روح الفيلم التسجيلي اذ يستخدم وظيفة بطله كمصور فوتوغرافي ليقدم لقطات توثيقية داخل سياق من الاحداث الساخنة .ويرى الناقد الطيب في فيلم «انقاذ ما يمكن انقاذه» انه يسير في منحى مغاير لتجارب مخرجه الاولى الا انه يوضح في الكثير من المواقف ان العمل وفق في كشف وفضح سلبيات اجتماعية وسياسية وهو ما استعدى الكثير ضده وجعلوا من الفيلم ازمة كون مخرجه يوزع اتهاماته على مجمل حركات النشاط في الحياة السياسية ببلد مثل مصر.
ويتوقف الكتاب مليا في فيلم «المذنبون» الماخوذ عن احدى قصص نجيب محفوظ حيث برع مرزوق في تشريح مشاكل وازمات المجتمع المصري في منتصف عقد السبعينات من القرن الفائت من خلال اسلوبية تشويقية تغوص في الواقع السياسي دون ان تسقط في فخاخ الاثارة البوليسية .
الفصل الثاني من الكتاب جاء على شكل حوار طويل ممتع وشيق بلقياته واكتشافاته عن تلك الجوانب الخفية في علاقة المخرج مع الكاميرا والممثل والتقاط موضوعاته ومحطات الانكسار والفخر في مسيرته السينمائية فهو يتحدث بافاضة وراحة عن الكثير من اوجه ازمة صناعة السينما المصرية .وتضمن الفصل الثالث شهادات لابرز العاملين في السينما المصرية من نجوم ومخرجين ونقاد وكتاب سيناريو وتقنيين ومنتجين وفي جميعها تبيان لاسرار ابداعات مرزوق في التعاطي مع الفيلم جماليا ودراميا بدءا من نضوجه كفكرة الى ان يصل الى المتلقي على الشاشة البيضاء. ويتوقف الفصل الرابع من الكتاب على كثير من الاراء النقدية المتنوعة في سينما مرزوق التي سطرتها اقلام نقاد ومنحتها هذا الالق والقيمة وجعلت من سعيد مرزوق قامة رفيعة في فضاء السينما المصرية والعربية الرحب .