Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2020

كذبة الديمقراطية*إسماعيل الشريف

 الدستور

رجل مسلّح واحد يتحكم بمائة غير مسلحين – لينين
صوّت البرلمان العراقي على إخراج جميع القوات الأجنبية من أراضيه.
رفض الرئيس الأمريكي هذا القرار، بل وهدد بتدمير الاقتصاد العراقي، وأبَى أن تغادر قواته الأراضي العراقية ما لم تعوّض العراق الولايات المتحدة ثمنا لقواعد الجنود الموجودة على أراضيه.
وفي مقابلة صحفية قال ترامب «إن طلبوا منا المغادرة بشكل غير ودي سنفرض عليهم عقوبات لم نفرض مثلها من قبل، وستبدو العقوبات المفروضة على إيران هيّنة مقارنة بما سيفرض على العراق، أقول عقوبات كبيرة على العراق».
وفي وقت سابق لتصويت البرلمان العراقي صرّح ترامب: لدينا قاعدة جوية كلّفنا بناؤها مليارات الدولارات، لن نغادرها إلا إذا دفعت لنا العراق مقابلها.
هذه هي الإمبراطورية التي تحكم العالم، و تفرض عقوبات لتجويع شعوب الدول التي تتمرد عليها. ألم تقتل ملايين الأطفال العراقيين قبل سنوات قليلة؟ ورئيسها هذا هو نفس المرشح الذي كذب أثناء حملته الانتخابية حين رفع شعار إعادة جنوده من العراق، وهو نفسه الذي أعلن عن انسحاب قواته من سوريا وهي باقية حول حقول النفط.
ولا يزال السكرتير الصحفي لبوش آرثر فلايشر يشير إلى غزو واحتلال وتدمير العراق بوصفه «عملية تحرير العراق»، وسمعنا شعارات عن التحرر من الطاغية صدام حسين، وجعل العراق واحة ديمقراطية ونموذجا لباقي شعوب المنطقة، ليتبين لاحقا أن الأمريكان لا يختلفون وحشية عن المغول حين اسقطوا الخلافة العباسية قبل نحو سبعمئة عام.
أرادت الولايات المتحدة ديمقراطية تدور في فلكها، ولكن إذا تمردت هذه الديمقراطية عليها فوجب إسقاط هذه الديمقراطية، فالبرلمان العراقي أخذ قرارا سياديا، ولكن الذين أتوا ليمنحوا العراق هبة الديمقراطية غير ملزمين بتبعاتها.
هذا بالطبع يؤكد حقيقة ناصعة هي أن غزو العراق لم يكن له أية علاقة بإرساء الديمقراطية في العراق، وإنما كان هدفه تدمير العراق ونهب خيراته، والقضاء على أي منافس للقوة الوحيدة المسموح بقيامها في المنطقة وهي الكيان الصهيوني، ولا أدل على ذلك مما حدث بعدها من تدمير الدول الكبرى أو إضعافها، ثم دعم الأنظمة الديكتاتورية.
وكل ما قلته، وهو معروف، تؤكده مذكرة مسربة من وزارة الخارجية تحمل رقم واشنطن 20520 وتاريخها 17/5/2017 تقر بأن الإمبريالية لا تهتم مطلقا بحقوق الإنسان ولا بالديمقراطية؛ يهمها شيء واحد هو السيطرة والقوة.
فها هي كذبة أخرى من الأكاذيب التي سوقت لاحتلال ونهب العراق قد اعترفوا ببطلانها، وهي كذبة إرساء الديمقراطية. قبلها بسنوات اعترف بلير أن العراق لم يكن يملك أسلحة دمار شامل، وتلك كانت حجة أخرى سوقت لاحتلال العراق.
ما يحدث الآن هو دروس مجانية علينا أن نعيها، والكيّس من اتعظ.