Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2020

اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.. ماهيته وردود الأفعال الدولية عليه

 الغد-تقرير – (أحوال تركية) 23/10/2020

 
جنيف – وقع الطرفان المتحاربان في ليبيا اتفاقاً لوقف دائم لإطلاق النار في سائر أنحاء البلاد يوم الجمعة الماضي في جنيف، في ما شكل خطوة إلى الأمام في الجهود الدبلوماسية المبذولة لحل الصراع، على الرغم من وجود الكثير من الشكوك في احتمال صمود هذه الهدنة.
وكانت ليبيا منقسمة بين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس في غرب البلاد من ناحية، وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة الجنرال خليفة حفتر في الشرق من ناحية أخرى.
عقدت الأمم المتحدة الاجتماعات الأحدث في جنيف بين خمسة ضباط من الطرفين، والذين يمثلون حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي بعد أن عقد الجانبان محادثات مبدئية هذا الشهر في مصر. وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، إن الطرفين اتفقا على وقف تام ودائم لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، والذي يدخل حيز التنفيذ على الفور. ولا تشمل الهدنة جماعات تصنفها الأمم المتحدة على أنها إرهابية، مثل تنظيم “داعش” الذي ما يزال له وجود في بعض المناطق بجنوب البلاد.
ما الذي يتوجب على الطرفين فعله؟
على كل الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة الانسحاب من جبهات القتال والعودة إلى معسكراتها. ويتعين على كل المقاتلين الأجانب والمرتزقة مغادرة ليبيا خلال ثلاثة أشهر وبحلول 23 كانون الثاني (يناير). وقالت وليامز إن في ليبيا مرتزقة يتبعون ما يصل إلى تسع دول. وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، بينما تدعم الإمارات وروسيا ومصر الجيش الوطني الليبي. وقد استعان الطرفان بمقاتلين أجانب.
كما نص الاتفاق على أن أي اتفاقات عسكرية عقدها الطرفان مع داعميهما الأجانب يجب أن تُعلّق لحين تولي حكومة موحدة جديدة للسلطة، مع وجوب مغادرة كل المدربين العسكريين الأجانب.
كيف سيطبق الاتفاق؟
سوف يقوم الجانبان بتشكيل لجنة عسكرية مشتركة للعمل في غرفة للعمليات، والتي تقود قوة محدودة من الأفراد العاديين. وستكون مهمتها هي حصر وتصنيف كل الجماعات المسلحة في ليبيا بمساعدة الأمم المتحدة، والعمل على تقرير ما إذا كان يمكن دمج مقاتليها في مؤسسات الدولة وكيفية تنفيذ ذلك.
وستضطلع غرفة عمليات جديدة مشتركة للشرطة بمهمة تأمين المناطق التي تنسحب منها قوات الجانبين. كما سيعمل الجانبان أيضاً مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للتوصل إلى آلية لمراقبة الهدنة. وطلب الجانبان من مجلس الأمن إصدار قرار يضمن انصياع كل الأطراف.
ما الخطوة التالية؟
سوف يتعين على الجانبين مواصلة تطبيق إجراءات متفق عليها لبناء الثقة، ومنها فتح المسارات البرية والجوية بين المناطق الخاضعة لسيطرتهما، ووقف خطاب الكراهية، وتبادل الأسرى وإعادة هيكلة قوة حراسة المنشآت النفطية.
وسوف يجتمع الوفدان العسكريان اللذان أبرما الاتفاق قريباً مع لجان فرعية للعمل على تفاصيل متعلقة بتنفيذ خطوات حساسة مثل الانسحاب من جبهات القتال ومغادرة المرتزقة وتوحيد القوات المسلحة. كما أن من المتوقع أيضاً أن تعقد جولة محادثات سياسية في أوائل الشهر المقبل في تونس.
ردود الأفعال الدولية
رحّب الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار في ليبيا، واصفاً إيّاه بـ”النبأ السار” على لسان ناطق باسمه. كما رحّبت المفوضية الأوروبية بالإعلان ودعت إلى تطبيقه واستئناف محادثات السلام.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، لصحفيين “إن اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم هو شأن أساسي لاستئناف الحوار السياسي”، مؤكدا أنه “من المهم جداً كذلك أن يتم تطبيق هذا الاتفاق”.
ومن جهة أخرى، شكك الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، بالاتفاق قائلا إنه يأمل بأن يلتزم الطرفان الليبيان بوقف إطلاق النار، لكن “هذا لا يبدو هذا قابلاً للتحقق”. وأضاف أن “اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقل. سيكون تحديد ما إذا كان سيدوم مسألة وقت”. وقال أيضاً: “يبدو لي أنه يفتقر إلى المصداقية”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي في جنيف هو “خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار” في البلاد. وقال في مؤتمر صحفي في مقرّ المنظمة الدولية في نيويورك: “إنني أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم”. وأضاف: “لقد عانى الكثيرون” من النزاع “لفترة طويلة جداً”، معربا عن أسفه لمقتل المدنيين بسبب الاشتباكات.
وأضاف غوتيريش أيضاً: “إنني أدعو جميع المنخرطين والفاعلين الإقليميين إلى احترام أحكام اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تطبيقه من دون تأخير”، مشيرًا إلى ضرورة احترام حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا المفروض منذ العام 2011.
ووصفت ألمانيا التي تسعى بقوة إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع في ليبيا، اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع الجمعة بين طرفي النزاع في هذا البلد بأنه “أول نجاح حاسم” في ذلك الاتجاه. وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في بيان، إن المفاوضات “أدت إلى أول نجاح حاسم”، معتبرا أنه “أساس جيد لإيجاد حل سياسي مقبل”. وأعلن أن “ليبيا لم تحقق هدفها بعد، لكنها أزالت عقبة مهمة من طريق السلام. من الواضح أن الشعب الليبي يريد، ويجب أن يصنع بنفسه مستقبل بلاده”.
كما حث “الفاعلين الدوليين” على “دعم هذا المسار بشكل كامل والامتناع عن أي تدخل آخر”، داعيا “ممثلي الحوار السياسي” إلى “التقارب بطريقة شجاعة وبناءة”.
ورحبت الولايات المتحدة، من جهتها، بتوقيع طرفي النزاع الليبي اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة، وقالت إن على جميع المقاتلين الأجانب مغادرة البلد.
وجاء في بيان نشرته السفارة الأميركية في ليبيا: “هذا الاتفاق يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين في خفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب”.
كما رحبت المملكة العربية السعودية الجمعة بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، برعاية الأمم المتحدة. وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن “تطلع المملكة إلى أن يمهد الاتفاق الطريق لإنجاح التفاهمات الخاصة بالمسارين السياسي والاقتصادي، بما يسهم في تدشين عهد جديد يُحقق الأمن والسلام والسيادة والاستقرار لليبيا وشعبها الشقيق”.
ورحبت جامعة الدول العربية باتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا والموقع بمقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة، ووصفته بـ”الإنجاز الوطني الكبير”. وقالت الجامعة، في بيان، إن الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط “أشاد بهذه الخطوة المهمة ووصفها بالإنجاز الوطني الكبير الذي من شأنه أن يثبت الأمن والاستقرار في أرجاء الدولة الليبية كافة”.