Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Feb-2023

غاضب على حكومة نتنياهو

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: اورلي ازولاي – 31/1/2023
الغمزة هي عنصر مهم في صندوق الأدوات الدبلوماسية: فهي تحطم الجليد. يوجد فيها ود شقي وهي تخلق شراكة سر. الرئيس الأميركي يفهم جيدا فن غمزة رئيس الوزراء وفي نفس الوقت تعب منها. نتنياهو يطلق غمزة ودية تخفي أغراضا. وبعدها يسحب سكين المناورة كي يغرسها في الظهر.
بايدن، مثل معظم الديمقراطيين لن ينسى ابدا لنتنياهو 15 آذار 2015، حين جاء للخطابة، من خلف ظهر أوباما أمام مجلسي النواب ضد الاتفاق النووي مع إيران الذي عمل عليه الرئيس الاميركي. في حينه ايضا جلب معه غمزة: لناخبيه، لليمين الاميركي، لعنصريي العالم، وترك ارضا محروقة بين اسرائيل والحزب الديمقراطي وبين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة.
أما الان فبايدن غاضب على الأفعال المتسرعة لنتنياهو الذي يستسلم للمسيحانيين، وسيماء وجهه ستكون مكفهرة إذا ما وعندما يدعو رئيس وزراء اسرائيل الى البيت الابيض (موضوع ينظر فيه بعناية في الغرفة البيضوية) بعد التطورات في إسرائيل والتي تعتبر في نظر الإدارة الأميركية لا تقل عن انقلاب على النظام، في نهايته ستصبح إسرائيل دولة مناهضة لليبرالية وغير ديمقراطية.
تحولت الغمزة لتكون فارغة، فقد انتهى فعل السحر. فالبيت الأبيض، الذي حرص دوما على تكرار عبارة ان “الولايات المتحدة واسرائيل تتقاسم القيم ذاتها” لا يعتزم الان ان يحتوي ما يحدثه نتنياهو وحكومته للدولة التي اياها اعتقدوا أنه يمكن الحديث بلغة تحترم القيم وحقوق الانسان. بلينكن يتنقل هذا الاسبوع في الشرق الاوسط وذلك ايضا كي يوضح لنتنياهو بان الادارة الاميركية لا تزال ملتزمة بحل الدولتين، تعارض اجراءات احادية الجانب وتتوقع أن تكون اسرائيل ملتزمة بالقيم الديمقراطية وفقا لوثيقة الاستقلال. الرسالة التي جلبها معه بلينكن مؤدبة لكنها ثاقبة وواضحة.
اسرائيل قريبة من أن تفقد اهم اصدقائها، صخرة متينة في كل ما يتعلق بوجودها. العنصر الاهم في الامن القومي الاسرائيلي هو العلاقات الوثيقة والحميمة مع الادارة الاميركية، منذ الان يصعب عليها أن تصد دعوات من ديمقراطيين كبار للكف عن اغداق كل خير على اسرائيل من مناعم مالية وامنية لانها تشق طريقها نحو مجموعة الدكتاتوريات المنبوذة التي يفترض بالولايات المتحدة أن تمارس عليها صندوق أدوات متصلب.
بايدن سيعلن في الايام القريبة القادمة اذا كان سيتنافس لولاية ثانية. هو سيكون ابن 82، وكثيرون في حزبه ينتظرون بصمت ان يخلي المكان رغم ان الديمقراطيين لم ينجحوا بعد في بناء مرشح يكون مناسبا وقادرا ايضا على هزيمة ترامب. اذا انتخب ترامب مرة اخرى، الامر الذي يثير الاشمئزاز في اوساط اكثر من نصف أميركا، من ناحية نتنياهو سيكون هذا مثابة وصول المسيح. فالاثنان عرفا كيف يسرقا الجياد معا. فهما يسجدان لحكم الفوضى. يفهمان شيئا او اثنين عن اشعال العنصرية التي تغطي طائفتهما.
يمكن لنتنياهو الان ان يغمز شركاءه السياسيين ان من المجدي طأطأة الرأس قليلا وسحب الخطط المسيحانية الكبرى التي اعدوها الى أن يمر الغضب – اي الى ان يمر بايدن. عندما سيكون ممكنا، بمباركة اميركية ضم معظم الضفة، مواصلة ضرب المختنقين تحت ربقة الاحتلال الوحشي، حرق (مجازي) للمحكمة والهتاف في جوقة بان اليساريين وحماة الحمى اجروا لهم صيد ساحرات. غير أن الولايات المتحدة يمكنها أن تحصل في 2024 بالذات على رئيس ديمقراطي وعن الضرر الشامل الذي الحقه نتنياهو باسرائيل في الحزب الديمقراطي، سندفع كلنا الثمن. الغمز لن يجدي نفعا. ستكون هذه قصة شوهاء للانكسار بين القوة العظمى وبين من تندفع نحو نهاية الديمقراطية.