Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2020

إلى مدينتي.. إربد حاضرة الشّمال ودحنونة الوطن*الأب نبيل حـدّاد

 الدستور

فيما تَقِفين بصبرٍ مثل كلّ أخواتِك منَ الحواضِرِ والقُرى والبوادي على امتِدادِ ارضِنا  في مواجهةِ  طاعونِ العصْر،  يأتي إليك جَيْشُنا العَرَبيّ ليُحيطَكِ جندُه بالحبّ والرعايةِ والدِّفء
 
اليوم ، إليكِ  ترنو عيونُ أْهْلِك والقاطنين فيك -وكلُّ الأردنيين الاوفياءِ هم أهلك- الّذين رضعوا من صدورِ أمهاتِهم حبّ  هذا التراب،  وحفظوا في  مجالسِ الآباء والأجداد،  قصصاً يَرويها الأهلون عند"التّل" وزبدة وإيدون والحصن و البارحة. 
 
وقرأوا في  صفحاتٍ تُتلى من السِّيَرِ في تاريخِ ألوية العزّة في بني كنانة  والكورة (َاَنِي بَحِبْ كلمة ألوية)، وسمعوا  سواليف  السّرايا والقرايا في مضافاتِ  الرّمثا والنّواحي، وفي (مقاعد الزّلام) في النعيّمة وبني عبيد والطّيّبة  (ولها من اسمها نصيب) وفي الأطراف  عند (إمكيس) أم قيس (أثينا الاردنية). 
 
إربد، إنّك الوقورة التي ما عرفت لهجتُها إلاّ مفرداتِ النخوةِ والوفاء والطِّيْبة ِ و"الزّلومية"،  وفي مدرستك الأردنية  تعلّم اولادُك في دروس الحساب أن أرقام الوطن لا تقبل القسمة.  فسُطِّرَت في دفاتر الوفاء،  بحروفٍ من الذّهب والحبّ، كلُّ أسماءِ بنيك من العساكرِ وحملة البيارقِ الّذين،  مع اخوتهم  الأردنيّين ،  وضعوا الوطن في أسمى منزلةٍ  في وجدانهم 
 
إربد .. 
 
أنتِ مدينتُنا الفاضلةُ الرزينة. فمن وسْط الضّجيجِ والانجرافِ نَحوَ"التطوّر"   سَعَيتِ جاهدةً أن تَبْقيْ المحافَظَةََ الوفيَّة في المحافَظَةِ على ما بقيَ لنا مِن رِيفِنا وألوانِه، فلا يَنسى ابناؤك لمعانَ سنابلِ قمحِك الذّهبي الطّالِعِِ  من تُربةِ (بل من  تِبْرِ) حوران ، ولا يُضيّعوا طعمَ (فريتشتك) والسَّميدة؛ ولا رائحة َ دخان "الفرانِة"  وهي تُنتجُ لنا خبزَنا "كفاف يومنا"،  وكي لا يغيبَِ عن مخيّلتهم  لونُ  (القُصّيب) في سقوفِ بيوتٍ، لم تَفصِل، عن حبّ السّماء، ساكنيها الذين روّضوا النّفوسَ على  البَساطةِ  والشّهامةِ،  ولِكَي  يتذكّروا أيضاً جدّاتِنا وامّهاتنا الصّاحياتِ الأميناتِ  وحضورَهنّ البهيّ في الشّتاء والصّيف، وفنونَهنَّ في التّدويرِ وحُسْنِ التّدبيرِ، في الحواكيرِ والبيادرِ والكَواير.  
 
هذا زمانٌ كورونيٌّ ملوّث،   فيه تملأُ احاديثَنا كلماتُ العَزْل والحَظْرِ والحَجْرِ. وفيما تقفز من  (الميموري) صُوِرُ ماضِيكِ الجميل ، نَسْتذكِرُ كأبناءٍ،  أحبّوك بأرواحُهم، ذاك  الصفاءَ في  جَلساتِ  وتَعَاليلِ "النّاسِ المليحة" و"هُرْجَة  الزّلام الكويّسة" فَيَنبعِث فينا الأملُ  أن نفوسَنا وقلوبَنا ستَبْقى هيَ الأقْوى، لِتَسُودَ أبداننا، بمشيئته تعالى، على كُلِّ خَطَرٍ ومَرَضٍ وكُلِّ  وَباءٍ وَداء.