Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2019

ابحثوا عن دور المستعمرة*حمادة فراعنة

 الدستور-غير مستبعد أن تكون أجهزة المستعمرة الإسرائيلية الأمنية والعسكرية، أن تكون هي من وضعت الألغام البحرية التي استهدفت الباخرتين في خليج عُمان وهذا يعود لعدة أسباب : 

أولاً : ليس مصلحة لإيران أن تضع الألغام؛ لأن ذلك سيزيد من حجم التوتر ويدفع نحو ردود فعل غير محسوبة لاتجاه تعميق الأزمة التي قد تؤدي إلى الانفجار، خاصة وأن طرفي الأزمة : إيران والولايات المتحدة لا مصلحة لهما بانفجار الوضع نحو الصدام المسلح الذي يتحاشانه، فهما يلعبان لعبة عض الأصابع وممارسة الضغوط إلى أقصى مدى، ولكن واضح أنهما لن يصلا إلى حد الصدام المسلح، ولذلك لا مصلحة لإيران بالدفع باتجاه الصدام عبر وضع هذه الألغام. 
ثانياً : لقد كان رئيس وزراء اليابان في ضيافة إيران ليلعب الدور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، وكلاهما يُراهن على هذه الوساطة، فكيف تنال إيران من سفينة يابانية تعرضت للتخريب ورئيس الوزراء الياباني ما زال ضيفاً على الإيرانيين في اليوم نفسه الذي تعرضت فيه الباخرة إلى الأذى والتخريب. 
ثالثاً : لقد وقفت أوروبا ضد الاتهامات الأميركية وطالبت بمزيد من التوضيحات، ولو كانت أوروبا بقدراتها وحضورها في الخليج متأكدة من تورط إيراني لما أخذت هذا الموقف المتأني، ولم تقبل بالاتهامات الأميركية المستعجلة ضد إيران. 
رابعاً : من له مصلحة أصلاً في تفجير الوضع الأمني والسياسي في الخليج العربي أكثر من المستعمرة الإسرائيلية التي كانت السبب المباشر في دفع الرئيس ترامب للتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران، والمستعمرة الإسرائيلية وقفت علناً ضد الاتفاق الدولي النووي مع إيران، وهي التي حرضت الولايات المتحدة لسحب شراكتها من الاتفاق، وهي التي تُحرض الولايات المتحدة لفرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ولذلك ليس مستبعداً أن تكون المستعمرة الإسرائيلية وأجهزتها وأدواتها العسكرية والأمنية من نفذ عمليات زرع الألغام وتفجيرها، وقد ثبت أن قوات البحرية الإيرانية أزالت لغماً لم ينفجر من باطن سفينة كدلالة على عدم رغبتها بإيقاع المزيد من الأذى بالسفينة وبغيرها، لأنها لا مصلحة لها بذلك، وليس لديها الرغبة في تفجير الوضع المأزوم باتجاه الحرب، حيث تعمل على تحاشي الحرب كما تفعل الولايات المتحدة التي لا ترغب بالصدام المسلح وتفجير الحرب مع إيران، رغم الحشد المتواصل لاتهاماتها ضد إيران !!. 
سياسة المستعمرة الإسرائيلية وأدواتها لهما مصلحة في تفجير الحرب في الخليج ليكسبا على الجبهتين أولاً في إضعاف إيران، وثانياً في تدمير إمكانات الخليج المالية ودفعها نحو الاستنزاف، لتكون إسرائيل هي المتمكنة القادرة على التدخل من موقع قوة واقتدار، وقادرة على الاستفادة من حالة الإنهيار في الخليج العربي إذا وقع الصدام المسلح في مواجهة إيران، ولإظهار تعاطفها أو صداقتها الزائفة للعرب أو لبعضهم وهي حقيقة نظام استعماري عنصري يكن العداء للعرب وللمسلمين وللمسيحيين وسلوكها الفاقع في فلسطين يؤكد هذا الاستخلاص في الحكم على مضمونها العدائي.