Tuesday 8th of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2024

«المسخ» لكافكا.. ما لم يُقَل في الرواية حتى الآن

 الدستور-سامر حيدر المجالي

تشدُّ رواية «المسخ» قارئها منذ سطورها الأولى إلى لحظة تأسيسية فارقة؛ هي تلك اللحظة التي يصحو فيها بطل الرواية؛ غريغور سامسا، من النوم ليجد نفسه قد تحوَّل -بكل بساطة ودون أيّ مقدمات- إلى حشرة ضخمة غير قادرة على مغادرة السرير.
وبسبب الجاذبية التأسيسية ذات الوصف الدقيق لملامح الحشرة وما يرافق ذلك من مشاهد كئيبة، تهيمن روح كابوسية على الجو العام للأحداث، فينزلق القارئ -ومن ثم المحلِّل- إلى أُفُقِ توقعٍ أسود يمرّان خلاله عبر علاماتٍ تبعث على القنوط؛ ففي غرفةٍ يسود أرضيتها الظلام، تظهر من النافذة «سماء معتمة» تتساقط فوق إطارها قطرات مطر رتيبة، وفوق ذلك تنتاب (الرجل/ الحشرة) هواجس داخلية تؤشِّر إلى الطريق المسدود الذي يسير فيه؛ فهو يعاتب نفسه على مهنته المرهقة التي يمارسها كل يوم، ويرى أن الاستيقاظ المبكر «يصيب المرء بالغباء التام»، ثم يشعر بجوع شديد، ويسيطر على جسده خمول تام..
هذه الروح الخانقة تستدرج القارئ والناقد والمحلل إلى تحليل اعتيادي، ومن ثم رؤية أحادية يتحدث بها الجميع؛ ذلك أن اسم كافكا علامة مسجَّلة في الأدب الكابوسي والعبث، يؤيدها للوهلة الأولى واقع الرواية؛ فثمة روح عبثية يدلُّ عليها التحول المفاجئ، ويؤكدها استسلام البطل وأفراد العائلة لهذا التحول دون أن يثير لديه أو لديهم سؤالاً عن ماهية الحدث أو يدفعهم إلى اتخاذ إجراء لتطويقه وإيجاد حل إيجابي له! ثم تسيطرُ عاديةُ الأحداث مثيرةً مزيدًا من الاستغراب المتوقع أمام ردود أفعال كهذه. إن العادية عبثٌ متى كانت الأحوال غير عادية؛ إذ كيف يستطيع المتحوّل الذي نزلت به داهية من الدواهي أن يفكر بالحاجة إلى الطعام وسط ظرف استثنائي كالذي يمرُّ به؟! وكيف يمكن له أن يبتسم حين ترد إلى خاطره فكرة من الأفكار المتعلقة بعائلته؟! وأي استسلام، بل أي تبلد للمشاعر، يبديه وهو يجعل جلُّ همه في تلك اللحظة أن ينهض من السرير ليلحق بقطار الساعة السابعة؟
هذا سياق عام ذي علامات جوهرية تجعل من فلسفة كافكا الوجودية المتشائمة أرضية للرواية، ومن ثم تدين الاستلاب الاقتصادي الذي يعيشه الفرد في مجتمع صناعي لا مكان فيه للعلاقات الإنسانية الخالية من المنفعة، وتؤشِّر إلى اغتراب الإنسان عن محيطه. وربما وُجد من يقرأ ما بين السطور فيحلل سيرة كافكا نفسه ليجعل غريغور سامسا مرآة سردية لكافكا الذي يعيش في الواقع، والذي يمارس عملًا رتيبًا، ويقع في خلاف مع أبيه فيكون الأب السردي مرآة أيضًا للأب الحقيقي الذي تدان معه العائلة كلها (الأم والأخت). ويخرج المحللون بهذه الحصيلة الناقدة لمرحلة ما بعد الحداثة؛ وهو انشغال عميق دأب مفكرو الغرب على التنبه لها وتشريحه منذ نهاية القرن التاسع عشر، ولعل أبرز الأمثلة عليه نيتشه مرورًا من بعده بكثيرين من بينهم ألبير كامو وإريك فروم، وصولًا إلى وقتنا الحاضر.
كان كافكا لا شك واحدًا من هؤلاء وصار له مذهب مشتق من اسمه (الكافكاوية)، ومن ثم وجب على من تناول عملًا من أعماله أن يسلك هذا المسلك من الفهم فحسب، ولعل أكثرهم لا يُلامون بالفعل.
إن الأمر يتعلق بمذهب أو منهج فكري سائد. ففي هذا الذي تقدمه رواية المتحول كشف لما سماه إريك فروم «النزعات اللاواعية» التي تقاوم ما انحدر إليه الإنسان في واقعه المعاصر. وفي هذا الكشف -بحسب فروم- طريق سحري لفهم اللاوعي، على أن تتوفر في الإنسان موضع الكشف صفة الحساسية التي تجعله لا يفقد الشعور بكرامته. هذا النوع من الأشخاص بحسب فروم في كتابه «فن الوجود» «لا يمكنه التخلص من شعوره بالوحدة والعجر والعزلة في مجتمعنا المعاصر، ولا يمكن لهذا الشخص عدم التشكيك بنفسه وبمعتقداته -إن لم نقل- بقواه العقلية»..
ما سبق ينطبق على كافكا ومرآته غريغور سامسا، بل هو تفسير وجيه لذاك التحول السحري الذي حلَّ بالبطل فجأة. بيد أنه يمكن الزعم هنا أن من الممكن اشتقاق وجوه أخرى من النص الروائي المتخم بالتأويلات، فهذا التفسير ليس هو الطريقة الوحيدة الممكنة للنظر إلى «المسخ»، وثمة علامات أخرى تشير إلى سياقات غير السياق الذي هيمن على التفسيرات المقدمة طوال عقود عديدة..
وهنا لا بد من تقديم موجز مختصر جدًّا لأحداث الرواية..
الحكاية
كما قيل منذ قليل، يصحو الشاب غريغور سامسا من نومه فيجد نفسه قد تحول إلى حشرة ضخمة. يدرك هذا التحول لكنه لا يتوقف عنده، بل يجعل شغله الشاغل في تلك اللحظة ألّا يتأخر عن عمله. يحاول النهوض من سريره، لكن جسده الجديد لا يمكّنه من ذلك. بعد قليل يأتي «الباشكاتب»؛ أي الشخص الذي يمثّل السلطة الوظيفية في المؤسسة التي يعمل غريغور بها، فيحاول هو والعائلة التواصل مع غريغور لكنهم لا ينجحون في ذلك. يوجّه الرجل السلطوي إلى غريغور كثيرا من اللوم ويبدو غير آبه بحالته الصحية في حال كان مريضًا. المهم ألّا يتأخر عن عمله! فجأة يخرج (الرجل/ الحشرة) إليهم فيصيب الجميع الهلع ويغادر الباشكاتب المكان مسرعًا.
يُحشر غريغور في ما بعد في غرفته، تحاول أخته في البداية مساعدته، لكنها تسأم مع مرور الأيام هذه الحشرة المخيفة.. يتعامل الأب مع ابنه بقسوة، يكاد يقتله مرة أو مرتين، تبدو الأم حزينة وسلبية. يبقى غريغور على حاله، ذهنه ذهن إنسان مكتمل الوعي لكنه يسكن جسد حشرة. لقد أدرك ما حل به، لكنه لا يترك ذاك الهم؛ أي وظيفته وقيامه بأعباء العائلة كاملة؛ فوالده كان رجلًا ميسورًا في الماضي لكنه خسر تجارته وتحول إلى شخص عاطل عن العمل ولا يغادر مقعده في صالة البيت.
تؤجّر العائلة إحدى غرف البيت لثلاثة شبان بهدف تحسين وضعها المادي. يبدأ الأب عملا في أحد البنوك، تعمل الأخت كذلك في محل تجاري. يسيطر المستأجرون على البيت وتبدو العائلة ذليلة أمامهم. يعاملون الجميع باستعلاء وجفاء، إنهم محض أوغاد يهمهم أن يأكلوا أطيب أكل ويحصلوا على أحسن خدمة، وليس لديهم ذوق أو حس فني؛ فأخت غريغوري عازفة كمان ماهرة، لكن هؤلاء لا يقدّرون عزفها الرشيق الجميل. تصل العائلة إلى أقصى درجات الذل أمامهم بسبب حاجتها إليهم. ثم في مرة من المرات تخرج الحشرة من غرفتها فيراها المستأجرون، فيثورون ويوبخون أصحاب البيت معلنين أنهم لن يدفعوا إيجارا البتة. هنا تقرر الأخت أن التخلص من غريغوري هو الحل الوحيد لإنهاء مشاكلهم كافة. يموت غريغوري متأثرا بجراح أصابته في إحدى المرات التي أصاب والده الغضب خلالها. ثم يتخذ الوالد موقفا شجاعا تجاه المستأجرين ويطردهم من البيت، وتخرج العائلة إلى الهواء الطلق، وقد أدركوا جميعا أنهم يستطيعون -بعد تلك الفترة العصيبة- أن يتدبروا أمورهم على أحسن حال.
تبدو النهاية مشرقة، ويخرج القارئ من الأجواء الكابوسية في الرمق الأخير من الرواية.
إن ما يميز هذا الذي سبق هو قدرة كافكا المدهشة على جعل الرواية سلسة، ومن ثم تتنامى أحداثها وتنتقل من مرحلة إلى مرحلة دون أن يشعر القارئ بأيّ فجوات أو قفزات مفاجئة. تجري الأحداث في عالم شبه سحري أثَّرَ في ما بعد في كثيرين من بينهم غابرييل غارسيا ماركيز الذي استمدَّ من كافكا معالم واقعيته السحرية. يفرض المنطق الداخلي للرواية نفسه وينجح في توريط القارئ وجذبه إلى دوامة الحدث.
ما الذي أرادت أن تقوله الرواية؟
يكشف العصر الذي عاش فيه كافكا معلومات كثيرة؛ فقد وُلد في العام 1883 ومات في العام 1924؛ أي أنه عاش خلال مرحلة أجرى فيها الأوروبيون مراجعات جذرية لتاريخهم. من ذلك مثلًا: دور الدين والمعتقدات الميتافيزيقية، نقد الديانتين المسيحية واليهودية تحديدًا، التنصل من الفكر فوق التاريخي ذي المعالم اللاهوتية التي لا تصف الحقيقة ولا تنتمي إليها، البراءة من التاريخ المدرسي الذي وصفه نيتشه بأنه «تاريخُ عرفان بالجميل» يقوم على نظرة ساذجة غير واقعية تعوق كل إبداع محتمل.
ظهرت في تلك الفترة إرادة متجددة فعبَّرَت عن نفسها وسعت للتحرر من كل ما يمكن له أن يحول بينها وبين تحقيق ذاتها. هذا قد يمثل أحد إسقاطات روايتنا هذه ويفسّر موقف العائلة التي قررت أن تواجه مشكلتها وتتخلَّص من ذلك الوحش. عبَّرت غريتا؛ شقيقة غريغور التي تمثل الشباب والعنفوان، حين طفح كيلها، عن هذا الموقف بكل وضوح قائلة:
«يجب عليه أن يذهب، هذا هو الحل الوحيد يا أبي، يجب عليك فقط أن تحاول التخلص من فكرة أن هذا هو غريغور. إن اعتقادنا في ذلك طوال تلك المدة هو أصل متاعبنا»..
ما هو المزعج في غريغور؟ قد يبدو هذا غريبًا بعض الشيء؛ إنه معيلهم الذي استطاع أن يوفر لهم حياة كريمة: منزلًا فخمًا وخادمة وغسّالة وسائر ما يحتاجونه. وهو الذي انشغل خلال محنته بهم فقط، وأراد الحفاظ على عمله الذي يمكّنه من أداء واجبه نحوهم. لكنه ببساطة لم يعد غريغور، لقد أصبح حشرة تعوقهم الآن عن أن يعيشوا حياة عادية. تلك هي طبيعة الأشياء؛ التغير، ليس هناك ما يبقى على حاله، كل شيء يصيبه التقادم ويمضي زمنه.
يصف نيتشه في «ما وراء الخير والشر» الدور المراوغ للدين الذي يبدو إيجابيا في زمن ما، لكنه سرعان ما يعود وينطوي على خطر عظيم. إن الدين يقدم نفسه بوصفه حضنًا للمتألمين، يمدهم بالحياة ويحفظ لهم ما يمكن حفظه من أسباب البقاء، لكن يأتي وقت بعد ذلك فيكبل الدينُ «طراز الإنسان» ويبقيه عند أدنى درجات السلم، ويحوله إلى «طِرحٍ جليل»!
تلك ضريبة الحركة إلى الأمام..
حتى الفلسفة لا تقف عند نقطة بعينها ولا تنجو من الهجوم اللاذع متى تقادمت وسلكت مسلكًا ميتافيزيقيًّا يعطّل العقل ويقف به عند حد لا يتجاوزه. لقد استخدم كانط شعار «كن شجاعًا واستخدم عقلك»، فعُدَّ الأب الروحي للتنوير، لكنه لم ينجُ من هجوم الفلاسفة اللاحقين الذين وجدوا أنه يقف بالعقل عند مرحلة لا يستطيع تخطيها ومن ثم لا يمكّنه من الوصول إلى حقيقة الشيء في ذاته.
وهكذا تتخلخل المنظومات التراثية جميعها، وتخضع لمراجعات تقودها روح متمردة مبدعة.
إن من الطبيعي جدا، بل هو من سُنَّة الأشياء المودعة فيها، أن يتحول غريغور إلى حشرة؛ وألّا يعود ذاك المصدر الذي يُقدِّم لمن حوله البهجة، وأن يصيبه العطب بمرور الوقت عليه فتغدو الحاجة عندئذ ملحة لمراجعة الموقف منه واتخاذ إجراء عملي يضمن الحفاظ على سلامة الجماعة. ربما تقول الرواية إن علينا دائمًا أن ننطلق إلى الأمام ونتخلص من تلك الأشياء التي كانت تصلح لزمن ولم تعد تليق لزمن آخر.
حين تحرر الأب من سطوة الموقف عليه، اتخذ موقفًا شجاعًا من المستأجرين الذين كادوا يجرّدونه من بيته، فطردهم. لم يعد سلبيا، كان عليه أن يتصرف من تلقاء ذاته، أن يتحلى بالشجاعة ويخاطر. مضت أيام الكسل حين كان يلزم مقعده ليوفر له ابنه كل شيء. الماضي تعفن وصار حشرة ميتة. إن ما يمنحنا معنى ما في مرحلة ما قد يصبح قيدًا في مرحلة تالية. وما يكتسب مع الزمن رسوخًا يتحول إلى قيد يصعب التخلص منه.
لقد أشار الروائي الإيطالي كالفينو مرة إلى تلك الأشياء الخفيفة على القلب التي تصبح في وقت آخر ثقيلة لا تطاق، فحركية الأشياء تصيبها بالتحولات والماضي مرشح لأن يعود من بعد رشاقة دبقًا لا يحتمل. وأصدر فلوبير قبله بمئة عام كتابًا عجيبًا سمّاه «قاموس الأفكار الجاهزة»، جمع فيه كثيرًا من الأحكام المتداولة التي صيغت على شكل مَثَل أو حكمة أو عُرفٍ اتفق عليه الناس. وكانت غايته من وراء ذلك كشف تلك القوالب الجامدة التي تستحضر من زمان مضى فتركن إليها عقول الناس.
كذلك، هناك كلام يقال آلاف المرات حتى يفقد قيمته وتمجَّه النفس بسبب ثقله الخانق، ثمة أمثلة كثيرة: تبجيل الأشخاص والهيئات والمؤسسات، تقديس الذات، استعادة الماضي، اجترار القيم بهدف دفع التهمة عن النفس، وغيرها من الشؤون المشتركة. العموميات التي يقدسها العقل الجمعي تشده إلى الوراء، تستلُّ نضارته، تجعل أوراقه صفراء وريحها خانقًا، يجرها العقل وراءه إلى كل منعطف فتذوي ويذوي ولا يبقى منه ومنها شيء.
الفكرة باختصار أن الرواية تبدو كما لو أن موضوعها الماضي والتبدلات والمواكبة وطرح ما ألفته النفس إذا صار معطلًا للإمكانيات. قد نحب الأشياء، وربما نحن لزمن ما، لكن هذا لا يعني أن كل حب وكل حنين ينطويان على خير يصيبنا.
إن من عادة نقاد ما بعد الحداثة العودة إلى الجذور؛ حين تهرب من غول الرأسمالية البشع، أو تنالك قسوة المجتمع الصناعي التي ترى إليك كما لو كنت مجرد ترس صغير في آلة إنتاج ضخمة، فتتجرد من إنسانيتك وتصبح والجماد سواء، حين يحدث هذا تنتعش الانتماءات الميكروسكوبية، يهرب المرء إلى دفء العائلة، ويستذكر من تاريخه زمنًا مضى سادت فيه البساطة وانتعشت فيه القيم الأخلاقية النبيلة. لذا يبدو من غير المحتمل -في سياق كهذا- أن تُدان العائلة الصغيرة؛ الأب والأم والأخت، فتتخذ موقفًا سلبيًّا وتُظهر هذا القدر من الانفصال عن إنسانيتها.
تكمل غريتا كلامها قائلة: «لو أن هذا هو غريغور لكان قد أدرك منذ وقت طويل أن البشر لا يمكنهم أن يعيشوا مع مثل هذا المخلوق (...) إلا أننا سنتمكن من مواصلة الحب، وسيمكننا أن نحتفظ بذكراه في إعزاز، لكن في حالتنا هذه فإن وجود هذا المخلوق يعذبنا». لماذا يعذّبهم؟! يبدو الغرض من الكلام إشكاليًّا، وبين نقد الماضي (الرؤية التي نسوقها في هذا المقال) وإدانة الحاضر (الرؤية التقليدية للرواية) شعرة رفيعة ترقص هذه الرواية فوقها..
إن طبيعة الإنسان أن ينشد إلى الماضي ويحافظ على ما استقر من شأنه ويؤثر الراحة على العمل. تلعب العواطف دورا مهمًّا، تقدس الجماعة آباءها وأجدادها، تتخذ لنفسها طواطم، تلغي النقد والتمحيص، وتزداد تطرفا وعدوانية، عندئذ تغرق في الحضيض.
«ثم غادر ثلاثتهم الشقة معًا، وهو ما لم يفعلوه منذ شهور مضت، واستقلوا الترام متجهين صوب الخلاء الفسيح في خارج المدينة. وكانت أشعة الشمس الدافئة قد فرشت الترام الذي لم يكن به سواهم. وعندما استندوا بظهورهم في راحة على مقاعدهم، راحوا يتفحصون الصور التي تخيلوها للمستقبل، وقد تبدت لهم عند فحصها عن كثب غير مظلمة على الإطلاق».
النهاية مشرقة ومليئة بالأمل؛ أيهما المدان: العائلة أم التاريخ؟ الحاضر أم الماضي؟ وما هو شرط الخروج من الكابوس؛ العودة إلى الخلف أم التقدم إلى الأمام؟ إن كانت الحشرة تعبيرًا عن حاضر بشع وانحطاط لإنسانه فلن يكون من جدوى لهذه السعادة التي تشعُّ في خاتمة الرواية.
لعل القراءة المغايرة تكون وجيهة إذن إن خرجنا من هذا الكلام بنتيجة ما..