Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-May-2017

المناطق «الهادئة»: منـاورة جديـدة ! - صالح القلاب
 
الراي - لأن الثقة بالروس باتت معدومة، بعد تجربة طويلة، بالنسبة للأزمة السورية فإن إقتراح «المناطق الهادئة»، والبعض يسميها «الآمنة»، إمعاناً في التفاؤل أكثر من اللزوم، فإن الخوف من أن «تجميد» الأوضاع في هذه المناطق قد يكرر مأساة حلب وقد يكون حصاراً لقوى المعارضة لإنهائها تدريجياً وبخاصة إذا كانت إيران وروسيا من بين هذه الدول الضامنة التي يجري الحديث عنها فهذا هو: «حاميها حراميها» والأيام المقبلة ستثبت ذلك !!.
 
كان يجب أنْ تكون مناطق :»سوريا المفيدة»، التي يعني الإعلان عنها وبهذا الإسم حمال الأوجه الكثيرة الخطوة الأولى نحو التقسيم، من بين هذه المناطق «الهادئة» أو «الآمنة» .. وإلا ما معنى أن تُحاصر قوى المعارضة في أربع مناطق وبقوات دول «ضامنة» من بينها إيران وروسيا وتترك قوات النظام ومعها حراس الثورة والميليشيات المذهبية.. وأيضاً قوات «المستشارين الروس» تسرح وتمرح وتفعل ما تشاء وعلى غرار ما جرى خلال وقف إطلاق النار الذي لم يتم تطبيقه ولا للحظة واحدة .
 
إنه لا يمكن الإطمئنان للروس ولا يمكن الثقة لا بنواياهم ولا بإقتراحاتهم والمثل يقول :»إنَّ قريص الحية يخاف من جرة الحبل» وأغلب الظن وليس بعض الظن أنَّ هدف هذا الإقتراح الغريب العجيب هو دفع حل «المرحلة الإنتقالية»، على أساس «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بعيداً وهو إعادة «إنعاش» بشار الأسد ونظامه وهو إستدراج هذه الإدارة الأميركية إلى ما كانت أستدرجت إليه إدارة باراك أوباما بالنسبة لمناورة إستبدال الضربة الأميركية بتخليص سوريا كلها من كل الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا.
 
والمفترض أن هذا السؤال قد تم طرحه على الروس وعلى إجتماع الـ»آستانة»: على أي أساس يا ترى تصبح مناطق المعارضة الأربعة مناطق «هادئة» وتترك مناطق النظام والإيرانيين والروس بلا رقيب ولا حسيب؟ ثم وإلى متى ستبقى هذه المناطق «هادئة»؟.. وماذا عن العملية السلمية على أساس «جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254؟.. لماذا إذا كانت النوايا صافية وطيبة وصادقة لا يتم «إرْفاق» هذا الإقتراح بجدول زمني محدد وبضمانات دولية حقيقية وفعلية للمباشرة بتطبيق وتنفيذ المرحلة الإنتقالية ؟!.
 
لقد أثبتت التجارب .. تجارب الأعوام الستة الماضية وليس منذ الغزو العسكري الروسي في أيلول (سبتمبر) 2015 أنه لا يمكن الإطمئنان للروس وعلى الإطلاق وإن أي حلٍّ جدي وفقاً لـ «المرحلة الإنتقالية» يجب أن يبدأ بإخراج روسيا وإيران من مجموعة «الدول الضامنة» ويجب أن تكون البداية الإتفاق على جدول زمني وبضمانة دولية لرحيل القوات الروسية وحراس الثورة والميليشيات الإيرانية من سوريا .. وإلاّ فإن كل هذا الذي قيل في «آستانة» وفي خارجها ومن بينه إقتراح «المناطق الهادئة» هو مجرد مناورة روسية جديدة وكالمناورات والآلاعيب التي دأبت موسكو على إطلاقها .. بينما الحرب التدميرية على المعارضة وعلى الشعب السوري بقيت مستمرة ومتواصلة ولم تتوقف ولو للحظة واحدة !!.
 
كيف يمكن الحديث عن حلٍّ سلمي وإستبعاد الحلول العسكرية للأزمة السورية بينما لإيران كل هذا الوجود العسكري وكل هذه «المستوطنات» في سوريا .. وبينما لم تتوقف العمليات الحربية الروسية بالطيران وبغيره لحظة واحدة.. لماذا لا يوقف الروس إذا كانت نواياهم صادقة عمليات التهجير بالقوة وعمليات التغيير الديموغرافي وعلى أسس مذهبية وطائفية إذا كانوا صادقين بالفعل في هذا الذي يتحدثون به في الـ «آستانة»؟!.