Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2020

نتياهو..كورونا دولة إسرائيل*محمد سلامة

 الدستور

قبل الحديث عن حكومة طوارئ في إسرائيل، يجب الإقرار أن بنيامين نتنياهو نجح في تفكيك واضعاف حزب العمل المنافس لليكود ،وهو الآن نجح في تفكيك واضعاف حزب «أزرق-ابيض « وإخراجه من اللعبة، وذلك بانفصال أكبر حليفين لبني غانتس عنه وهما يائير لبيد وموشي يعالون في مشهد سياسي أصاب عصب النظام الإسرائيلي في الصميم وبهذا يكون نتنياهو مثل فيروس كورونا الدولة الإسرائيلية بامتياز. 
 
نتنياهو هو الرابح الأكبر في الصفقة الأخيرة والتي توصل إليها مع بني غاتس، فهو سيشكل حكومة برئاسته من جديد وبغالبية تصل إلى أكثر من سبعين عضوا، وفي ذات السياق سوف يتجنب المحاكمة والاتهامات الموجهة ضده، وسيبقى في سدة الحكم لسنوات قادمة وربما قبل أن يسلم الرئاسة لغانتس فإنه قد يهييء الأجواء لانتخابات جديدة ولن يقبل أن يمنح الليكود اصواته له، فهذا هو كورونا إسرائيل. 
 
نتنياهو بات مثل الحكام الطواغيت لا يتخلى عن الرئاسة لكنه غير متمكن من أدوات اللعبة الداخلية مثل فيروس كورونا يدخل الجسد ويقاومه واما أن يموت الفيروس أو أن يميت الجسد (الدولة الإسرائيلية )، ففي الدولة العبرية نظام ديمقراطي وانتخابات حقيقية، ولكنه يتفنن في التعامل مع خصومه وينجح في إقناعهم بقبول عروضه الهزيلة لهم، والثمن دائما يكون اخراجهم من اللعبة السياسية، بلا شيء، وإذا كان غانتس قبل بمنصب رئيس الكنيست الآن، فلن يعطيه في أي تشكيلة قادمة أكثر من منصب وزير دفاع بحكومة يرأسها هو، وهكذا فكك حزب أزرق-ابيض لصالح حزبه كما فعل في السنوات العشر الماضية بتفكيكه حزب العمل وإخراجه من المنافسة على رئاسة الحكومات. 
 
 لماذا نشبه نتنياهو بفيروس كورونا؟!..وللاجابة عن هذا السؤال نحدد أفعاله وفتكه بجسد الدولة العبرية والنظام الحزبي وصورته في الداخل والخارج، فقد نجح بإصدار قانون القومية اليهودية، وهذا بمثابة فيروس ينتظر لحظة نزع فتيل الصاعق لإشعال حرب أهلية جديدة ما بين العرب واليهود، كما أنه قوض صورة الديمقراطية في إسرائيل بتلاعبه على خصومه ومنافسيه والبقاء في الحكم مدة تزيد عن عشر سنوات، كما أنه نجح بامتياز في وقف مسارات عملية السلام مع للفلسطينيين والعرب، وتباهى بأفعاله في تكثيف الاستيطان واضعاف السلطة الفلسطينية وجر الجميع إلى اتون المواجهة الداخلية، والمسألة برمتها تحتاج إلى من ينزع الفتيل، فإسرائيل فتك بها فيروس السياسة لنتياهو وحزبه، ولم يعد الحديث عن دولة موحدة وقادرة على التعامل مع الداخل حال نشوب أي أزمة بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، فهو فيروس منتشر في جسد الدولة العبرية منذ سنوات وفتك بخصومه ومنافسيه وبالنظام السياسي والأمني، وهو الآن تعافى بالاستثمار في فيروس كورونا، ليدخل الجميع في فترة حضانة قبل أن يفتك بالدولة الإسرائيلية وشعبها والفلسطينيين وجواره الإقليمي من خلال حضانته للراديكالية المتطرفة عند بعض اليهود وتهيئة الداخل لحرب أهلية وجر الجميع اليها والنهاية بنهاية الفيروس، ونهاية الدولة الإسرائيلية التي عشعش فيها أمثاله.