Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jul-2020

حل الدولتين*إسماعيل الشريف

 الدستور

}،وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{ الأنفال: 46. 
 
ما يزال الأردن هو ضمير الأمة العربية وقلبها النابض للقضية الفلسطينية، في ظل تشرذم عربي غير مسبوق، وسباق للتطبيع والنوم في حضن العدو، ولا شك بأن الاردن يدفع ثمن مواقفه القومية من بعض أشقائه قبل أعدائه.
 
ويدرك الأردن أن قرار الضم سيكون المسمار الأخير في نعش حل الدولتين، وعبر عنها صراحةً رئيس وزرائنا، وسيؤدي إلى استمرار دولة واحدة عنصرية على غرار جنوب إفريقيا في عهدها العنصري قبل أن تُحرَّر وتصبح دولة واحدة يتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية.
 
في تقرير صادر عن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، يتحدث عن صعوبة تطبيق حل الدولتين على الأرض نتيجة عدة عوامل منها؛ زيادة الأنشطة الإستيطانية، والعنف المستمر، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وصعوبة انتقال الفلسطينيين، واستحواذ الحكومة الإسرائيلية على موارد المنطقة (ج)، وبالطبع قرار الضم الذي سينهي أي أمل في إقامة أي كيان فلسطيني قابل للحياة.
 
كما يتحدث التقرير عن حالة الانقسام الفلسطيني، وهدم منازل المقاومين الفلسطينيين؛ حيث هُدِم حتى إبريل هذا العام من المنازل أكثر مما هُدِم في العام الماضي بأكمله، وكذلك الصعوبات المعيشية والمالية للفلسطينيين، فأكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
 
وبالطبع علينا ألا ننسى أيضًا حصار غزة وحقوق الإنسان المتدهورة في فلسطين بما في ذلك القدس، مع زيادة التدابير العقابية والاحتجاز الإداري بحق المقاومين.
 
وتبرز مسائل؛ كنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالجولان المحتل كأراضٍ إسرائيلية، والدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل بوجود حكومات إسرائيلية متعاقبة متطرفة، كلها عوامل أدت إلى صعوبة تطبيق حل الدولتين.
 
ولا شك أن الجانبين الفلسطيني والصهيوني لم يتخلصا من رغبتهما في أن تكون دولتاهما من البحر إلى النهر، فالصهاينة لا يريدون التخلي عن المناطق التي احتلت في عام 1967، ويرون أنهم قد حصلوا على غنائم كثيرة مقابل حفنة من الأوراق التي لا قيمة حقيقية لها، متمثلة في اتفاقيات موقعة لم ولا تحظى بدعم شعبي. 
 
وفي استطلاع للرأي قام به «المركز الفلسطيني للبحوث السياسية المسيحية»؛ تبين أن 51 % من الشعب الفلسطيني يؤيدون حل الدولتين، و65 % يريدون إلغاء أوسلو، و64 % يريدون حل السلطة الفلسطينية.
 
الآن علينا اتخاذ خطوات عملية إذا ما أردنا الاستمرار بحل الدولتين؛ منها دعم مصالحة فلسطينية تفضي إلى تشكيل حكومة وطنية وانتخابات لتسويق حل الدولتين مع الدول العربية الشقيقة، والدول الإقليمية التي لديها نفس الرؤية، بحيث يكون هنالك معسكر وسطي قائم على تحالفات مقابل معسكر الانكسار، واستمرار بل وزيادة الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني الصامد.