Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2020

الضم الموسع والقضم المتدرج وجهان لعملة واحدة*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي

من القرارات التي يتوقع أن يتخذها الكيان الصهيوني نتيجة للحجم الهائل من الضغوط التي مارسها صلابة وحزم الموقف الأردني والرسائل التي وصلت بطريق مباشر وغير مباشر عن مستوى التنسيق لدرجة الاندماج بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن حول الخطوات المتوقعة وغير متوقعة التي سيتخذها الطرفان في مواجهة الكيان الصهيوني وانعكاس الرسالة المغلقة التي وصلت إلى الرئيس الفلسطيني عن طريق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وما تركته من غموض حول مضمونها لدى الكيان الصهيوني وكذلك تبلور شبكة دولية أسس لها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للوقوف أمام هذا المشروع الكارثي والضغط المستمر من قبل جلالة الملك على كل الاشقاء في المنطقة من أجل اتخاذ موقفا واضحا وصريحا ورسميا من مشروع الضم الصهيوني.
 
كل ذلك يضع مروحة الخيارات الصهيونية امام ممر اجباري واحد وهو التراجع عن مشروع الضم الموسع أي المستوطنات واراضي (ج) من الضفة الغربية وشمال البحر الميت وغور الأردن الى القضم المتدرج وهذا يعني ان الكيان الصهيوني سيعمل على اخضاع المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية الى القانون الصهيوني أي ضم المستوطنات وأكنافها فقط للدولة الصهيونية والإبقاء على مشروع الضم الموسع لمرحلة قادمة ولاشتباك سياسي قادم من خلال الرهان على تطور مسار التطبيع مع دول المنطقة وتغير الموقف الدولي اتجاه المستوطنات وبذلك يستطيع ان يؤجل الصدام مع الأردن على قاعدة انه التزم واحترم موقف الأردن والمواقف الدولية وخاصة موقف الاتحاد الأوروبي ودول الإقليم.
 
لكن ما وصل بشكل مباشر الى الكيان الصهيوني من راس الدبلوماسية الأردنية وبشكل غير مباشر عندما رفض التحدث مع نتانياهو رفضا قاطعا كانت توحي بان مجمل مشروع الضم وما يفكر به الكيان الصهيوني من استبداله بشكل متدرج سيكون بنفس المستوى من المواجهة لأن جلالة الملك على قناعة مطلقة بان الهدف من القضم المتدرج هو إيجاد شرخ في الموقف بين التلاحم الدبلوماسي الفلسطيني الأردني.
 
من هذه الزاوية فأننا نقول لكل مشكك بان الموقف الأردني تصاعد ضد الكيان الصهيوني كونه سيضع حدا فاصلا بين الأردن وفلسطين على الحدود هو السبب الرئيسي للتصعيد فهو واهم فالدبلوماسية الأردنية والتي يقودها باقتدار جلالة الملك قد أوضح لكل الفرقاء ذلك المخرج الذي يمكن ان يتبناه الكيان الصهيوني للتخفيف من الضغوط وان القضم والضم الموسع هما وجهان لعملة واحدة فحذاري من الانجرار وراء ما يسرب من إمكانية تراجع الكيان الصهيوني عن مشروعه فمروحة خيارات الأردن وفلسطين للرد بقيت في إطار الغموض الدبلوماسي الاستراتيجي وهو تكتيك دائما ما يربك جبهة الأعداء لذلك قال الملك أن خياراتنا بالرد مفتوحة ولكنها غير مسبوقة، وأن كل ملفات الردود الأردنية هي من الآن على طاولة البحث وهو ما جعل كل دول العالم ومؤسساتها ومنظماتها وخاصة الدول الكبرى في الاتصال مع القيادة الأردنية والفلسطينية حتى تستشف وتميط اللثام عن تكتيك الغموض السياسي والدبلوماسي الذي يغلف الرد الأردني القادم لا محاله.
 
لذلك كله على المحللين السياسيين أو من يشغل منصبا رسميا وخاصة في الحكومة الحفاظ على مستوى الغموض وان لا يستبقوا او يحددوا سقوفا للرد الأردني لأن ذلك لا يخدم حراك الدبلوماسية والملكية واستراتيجيتها.