Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jun-2019

صرخة الموجوع*احمد ذيبان

 الراي-لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، عن تفجيرات ناقلات النفط في الخليج العربي وبحر عمان، سواء التي وقعت يوم الخميس الماضي أو قبل شهر، فثمة ضبابية تحيط بهذه العمليات، ومن السذاجة اتهام «داعش» وأخواتها ! وفي تفسير «اللغز» من المؤكد أن الهجمات مرتبطة بالأزمة بين واشنطن وطهران وتعقيداتها الإقليمية، والتحليل المنطقي يؤشر على أن دولة ما تقف وراء هذه العمليات !

 
وبتقديري أنها تندرج ضمن عملية «عض الأصابع» بين الطرفين، وربما تكون «صرخة الموجوع»، وهو هنا نظام الملالي! بعد أن بدا تأثير العقوبات الاميركية واضحا على النظام والشعب الايراني، ووصلت تداعياتها الى الميليشيات التي صنعتها طهران في بعض الدول العربية، تحت شعار زائف اسمه «الممانعة والمقاومة»! وتحت هذا العنوان صدعت رؤوسنا بالضجيج والتهديد بسحق اسرائيل، دون أن ترمي حجرا حتى عندما تتعرض مواقعها في سوريا لقصف اسرائيلي! ومثل بعض الانظمة العربية والقوى الدولية والاقليمية، يستخدم نظام الملالي القضية الفلسطينية «سلعة»، للاستثمار السياسي منذ عشرات السنين!
 
هناك جدل حول الجهة المستفيدة، البعض يقول أن ايران تريد أن تؤكد قدرتها على مواجهة «الشيطان الأكبر» بطرق مختلفة، ومن ضمنها تعطيل حركة الملاحة وصادرات النفط، وسبق أن هدد بعض المسؤولين الايرانيين بإغلاق مضيق هرمز، أمام صادرات النفط من دول الخليج، اذا منعت من تصدير انتاجها النفطي، لكن طهران لا تجرؤ على إعلان مسؤوليتها عن هذه العمليات، التي ينطبق عليها وصف «ارهاب دولة».
 
سارعت طهران الى اتهام واشنطن واسرائيل وبعض الدول العربية، ووصفت الحادث بـ«المريب»، وكان من الطبيعي أن تتهم واشنطن ايران سواء بشكل مباشر أو بتزويد أذرعها «الميليشياوية» بالوسائل اللازمة، وسرب الجيش الاميركي مقطع فيديو لقارب تابع للحرس الثوري، قام بنزع لغم لم ينفجر من الناقلة اليابانية في محاولة لإخفاء الأدلة !
 
المنطقة ملتهبة وما يحدث يرفع درجة التوتر، وانعكاساته الاقتصادية التي بدت أولى نتائجها بزيادة أسعار النفط بنسبة 3 بالمئة، والأطراف المسؤولة عديدة، أهمها أميركا التى تعمل لتعزيز نفوذها ومصالحها، واستمرار بيع السلاح وبضمن ذلك استخدام «فزاعة» ايران وبرنامجها النووي والصاروخي، ولذلك تسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة، وأهم نقطة في هذه الاستراتيجية محاولة تصفية القضية الفلسطينية فيما يسمى «صفقة القرن»!
 
ولا يمكن استبعاد إسرائيل من هذه المعادلة، وهي معنية باستخدام ايران «بعبع» لتمرير خططها، في تسريع عملية التطبيع مع المحيط العربي، وطهران مستفيدة حيث تسعى لتوسيع نفوذها السياسي والعسكري والمذهبي في عدد من الدول العربية، وتشكل القضية الفلسطينية محور التوسع الايراني، تحت عنوان «المقاومة والممانعة»، ورغم ارتفاع درجة التوتر، يبدو احتمال الحرب الشاملة مستبعداً..!