Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Dec-2022

البدارين يكتب: ما أسخف العشاق لو هم تابوا!

 عمون-اللواء محمد البدارين

مستغربا ،، يتساءل مدير الامن العام عام 1987 ، لماذا الأردن متفوق في كل المجالات ما عدا في مجال الرياضة وبالتحديد كرة القدم؟ .
 
وسيرد على نفسه بنفسه، بأنه لكي يسد هذه الثغرة غير اللائقة في المنظر الأردني، فقد قرر تشكيل منتخب رياضي للأمن العام سيحقق النتائج المرغوبة!، اما الجواب غير المرغوب فيه على تساؤل ذلك المدير فهو ان التنافس في ميدان الرياضة يجري امام الملأ ولا يمكنك ان تدعي الفوز فيه اذا انت لم تفز فعلا، في حين ان ادعاءات الفوز والتفوق في المجالات الأخرى ممكنة ولا يلزم لتحقيقها سوى شيء من المهارات اللغوية واشخاص ادعائيون، ولدينا في هذا الاختصاص متفوقون كثيرون متخرجون من جامعات القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت وهارفرد والسوربون وكلية لندن، بالإضافة لجامعة المتنبي/ فرع الجبيهة.
 
ولذلك، كان من المعتاد في الأردن وبالتحديد منذ ايار عام 1973 ، ان تدعي ما تشاء، ولك ان تتخيل او تتوهم كما تشاء، او حتى تحلم بتحويل الرمال ذهبا ان كنت رجلا ذهبيا، او تكتشف انقلابا عسكريا بقيادة ضابط صف فتصبح رئيسا للوزراء.
 
وستتراكم الادعاءات في فضاء الأردن كله، وسترفع شعارات كثيرة كتلك الشعارات المرفوعة في عواصم الامة الواحدة ذات الرسالة الخالدة ، حتى بلغ الأمر حد الادعاء بان الأردن سيتحول الى ما يشبه سنغافورة او لوكسمبيرغ، وسيقال بشكل متكرر بأن الأردن هو الدولة الانموذج في المنطقة، وستتحقق إنجازات كثيرة ونادرة، وسيقول المذيع عادة إن هذا الإنجاز الاردني او ذاك يتحقق لأول مرة في الشرق الأوسط ، وفي قطاع الزراعة سيطلق وزير ما في عيد الشجرة، شعار الأردن الأخضر عام 2000، ربما ظنا منه ان القيامة ستقوم قبل الموعد المضروب!.
 
خطة ثلاثية ثم خطط خمسية متتابعة والرجلان الشهيران يتداولان السلطة سلميا، فكلما قضى زيد منها وطرا تسلمها مضر، حتى صرخت البلاد في نيسان عام 1989، البقية البقية ، فماذا بقي؟! لم يبقى طبعا سوى الحقيقة، والحقيقة اسمى من العقيدة.
 
لقد خاض الأردن حربا وخسر من أراضيه، وتلتها اضطرابات كادت تودي بالدولة كلها ، لكن الاقتصاد ظل قويا والدينار الأردني لم يهتز أبدا، وكل من كان يتجول في عمان عام 1972، لم يكن ممكنا ان يصدق أبدا ان هذه البلاد شهدت قبل قليل ثلاثة حروب متصلة، تلك هي ببساطة وصدق كل الأسئلة وكل الأجوبة، فما أصعب البساطة وما أصدقها ! .