Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2020

جدارية المفاتيح والقواشين الفلسطينية..*ناديا هاشم العالول

 الراي

ترى هل ابدأ المقالة من الأول ام من الآخر؟ فلو بدأنا بالتشريعات فقد يضيق صدر القارئ ويصرف النظر عنها
 
فلنبدأ من الأول:
 
1- يتم تداول فيديوهات جميلة لفلسطين 1948 و1967 غبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا عجب إن اختطفها الأخطبوط الصهيوني فهي تبدو قطعة من الجنة.. آملين ان يستيقظ الضمير العالمي فيحاسب سالب الأرض وبالع الحق!
 
2- ايضا يتم تداول لقطات للفطور الفلسطيني من زعتر وزيت وزيتون ولبنة وبيض «عوينات» وجبنة مقلية وتين وفطائر الخبز الفلاحية المجبولة «بالزعترالأخضر والزيت والجبنة البيضاء» الخارجة لتوّها من الطابون ناهيك عن الحمص والفول والفلافل وبرتقال يافا.. الخ تتلألأ محصلتها تحت شمس الصباح..
 
3- ناهيك عن تداول الزيّ الفلسطيني المطرّز يدوياً بألوانه وتشكيلاته المتعددة فكل غرزة لها حكاية من بيت لحم والناصرة وصفد جنين وهكذا مما يشعر الداني والقاصي بحضارة فلسطين وبعمقها التاريخي وانها أرض وشعب وحضارة وليست شعبا بلا أرض كما روّج لها الغاصب المحتل ليجد عذرا لاحتلاله بعذر اقبح من ذنب!
 
4- نأتي للجزء الصادم من المقالة وهو تداول الاسرائيليين علنا شعار (الموت للعرب) منطلقا اولا من المستوطنات الاسرائيلية المقامة على ارض الضفة الغربية المحتلة ليتلقفه المتشددون واليمينيون والحبل على الجرّار.. ولشدة ما نخشاه انبثاق تشريعات عنصرية كسابقتها تضع استراتيجيات لتنفيذ هكذا شعار عنصري وكيف لا والتشريعات العنصرية الاسرائيلية ضد عرب الداخل وعرب 1967 وضد العرب جميعا قد تم تنفيذها بحرفيتها على ارض الواقع والتي سنّها الكنيست منذ قيام الكيان الإسرائيلي وحتى العام 2016 ما يقارب 178 قانونًا ومرسوما، تركزت منذ قيامها على أبعاد استراتيجية عامة، مثل الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، والعودة ليهود العالم بينما تُحرّم العودة على الفلسطينيين، ناهيك عن التطورات الأخيرة من ضم القدس والجولان.. كلها لم تكن بعلم الغيب بل بتشريع اسرائيلي معلن على الملأ منذ عقود طويلة متسائلين: اين كنا من هذه التشريعات؟وماذا فعلنا إزاءها!
 
وهاهو غور الضفة الغربية وشمال البحر الميت يقعان الآن بقبضة أخطبوط الكنيست بتشريعاته المتحولة لاستراتيجيات تكرّس الاحتلال وتمنع إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967.
 
5- اقتراحنا: لماذا لا يتم نشر جدارية منقوشة عليها المفاتيح والقواشين الفلسطينية كل يروي حكايته وحقه بأملاكه فالأجانب يعشقون الفن والآثار والتاريخ ويتأثرون به، ويتمّ عرضها يوميا على وسائل التواصل راسمين نسخا عنها على الجدار العازل ليتصبّح بها العنصريون صباحا ويتمسّون به مساء!
 
6- فهكذا جدارية تقف بالمرصاد للتشريعات الاسرائيلية العنصرية التي قلبت الحقوق جاعلة من اسرائيل دولة قومية لليهود فقط..
 
7- صحيح أن العرب لم يقصّروا بحرب 1948 وبعدها، ومعركة الكرامة 1968 تقف شاهدة على ذلك وما زال الشهداء الأردنيون والعراقيون مدفونين بثرى فلسطين.. ولكن القصد التنبيه فالمفكّرون ينبهّون بفكرهم ليلتقطه المعنيون بالأمر محولينه الى إستراتيجية ذات اهداف.. صدّقونا فالأفكار المستنيرة ليست مواضيع إنشاء أو مجرّد صف كلام، والسلام على من اتبّع الهدى، وهذا مسك الختام !