الغد-من المؤكد أن "المنسف" الذي أعده مدرب حارسات المرمى احمد أبو ناصوح للاعبات المنتخب مؤخرا، لم يكن سببا في "نسف" مرمى منتخبنا الوطني النسوي لكرة القدم أمس من قبل المنتخب الصيني بعدد كبير من الاهداف بلغ مع إطلاق صافرة النهاية 5 أهداف، فقد سبق ذلك تلقي مرمى الحارسة الأردنية "دزينة" من الاهداف من قبل اليابانيات، ولو أن الوقت أسعف اليابانيات ومن بعدهن الصينيات، لكان عدد الاهداف في مرمى منتخبنا أكبر من ذلك.
المشاركة الأردنية في مسابقة كرة القدم النسوية في الدورة الآسيوية المقامة حاليا في كوريا الجنوبية، أكدت بما لا يدع مجالا للشك، أن ثمة فارقا كبيرا بين غرب وشرق آسيا على صعيد الكرة النسوية... الافضلية المطلقة للشرق و"شلال" الاهداف يؤكد ذلك، على اعتبار أن منتخبنا يتقدم جميع منتخبات غرب آسيا في التصنيف العالمي، كما يحتل المركز الاول على حساب كافة المنتخبات العربية في آسيا وأفريقيا، ومع ذلك لا يستطيع منتخبنا الصمود أكثر من عشر دقائق في المباراة، وما يلبث "عدد الاهداف" أن يتصاعد مع كل هجمة للفريق الخصم.
صحيح أن ثمة فارقا في التاريخ والامكانات والمستوى والتصنيف بين منتخبنا والمنتخبين الياباني "الثالث عالميا في التصنيف" والصيني "الرابع عشر عالميا في التصنيف"، لكنني بصراحة لم أشاهد كرة قدم حقيقية تقدمها "النشميات"، وهنا اتساءل ماذا قدم الخبير الياباني اوكياما لكرة القدم النسوية الأردنية؟... هل تطور اداء اللاعبات؟... لا اعتقد ذلك، فالاداء في الملعب "طعة وقايمة"، فلا مهارة فردية ولا تمريرات صحيحة ولا "جملة" كروية صحيحة إلا بعدد محدود، باختصار اقل ما يمكن أن يقال عن الاداء "لعب حارات".
أدرك جيدا أن منتخبنا عندما ذهب إلى كوريا الجنوبية لم يقل بأنه سيعود باحدى الميداليات الثلاث، ولكن ما كان يقال قبل ذلك من قبل المدرب الياباني، أن بامكان اللاعبات المنافسة، ولا ادري اذا كان يقصد القدرة على "السنترة" بعد كل هدف يدخل مرمانا.
عموما.. المشكلة لا يتحملها اوكياما وحده، ذلك أن قاعدة اللعبة تبدو ضعيفة للغاية، والأندية الكبيرة والعريقة لا تعنى بكرة القدم النسوية، واقصد هنا تحديدا فرق الوحدات والفيصلي والرمثا التي تتزاحم على القاب الرجال، وتتخلى عن دورها بخصوص الكرة النسوية، ربما لأنها ليست بحاجة إلى "وجع راس" ومزيد من الهموم.
ليس مقبولا أن نؤدي دور "الضحية" وأن نقبل بـ"مهرجان اهداف" في مرمى منتخبنا، فذلك يسيء إلى سمعة الكرة الأردنية مهما كانت الاسباب والمبررات. نريد منتخبا نسويا على مستوى المشاركة.. أليس كذلك؟.