Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Nov-2017

الناخبون مقابل حياة بني البشر - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- بإدارة رئيس حزب العمل، آفي غباي، قررت كتلة المعسكر الصهيوني تأييد مشروع القانون الحكومي المعيب، لطرد وحبس طالبي اللجوء. ويقول القرار ان منشأة حولوت ستغلق وسيكون أمام طالبي اللجوء امكانيتان: المغادرة إلى رواندا، أو الحبس دون قيد زمني.
كل محاولة لادارة الظهر للالتزام الاخلاقي والقانوني من جانب دولة إسرائيل تجاه اللاجئين، باسم الصدام المزعوم بين احتياجات سكان جنوب تل أبيب أو المواطنين العرب، هي ديماغوجيا رخيصة. فليس لإسرائيل صعوبة في ان تؤدي واجباتها دون المس بـ "فقراء مدينتها"، وكل من يبرر عدم استعدادها لمد اليد للاجئين لاسباب اقتصادية – يكذب: فالدولة القت إلى القمامة بأكثر من مليار شيكل على اقامة وتشغيل منشأة حولوت، وبعد أربع سنوات من اقامتها اعترفت عمليا بخطأها واغلقتها.
مقلق بقدر لا يقل الخيار الغريب للمعسكر الصهيوني، للانضمام إلى العنصريين والقوميين المتطرفين من اليمين ومن الوسط، ممن يطالبون بطرد أو حبس 35 ألف لاجئ. يبدو بان ما يقف خلف تغيير المواقف ليست مفاهيم جديدة وضعت بالنسبة للاجئين، بل مفاهيم جديدة بالنسبة للناخبين المحتملين للمعسكر الصهيوني. "نحن سندفع ثمنا باهظا لقاء المعارضة للقانون، وهذا لن ينظر اليه بايجاب من الجمهور"، شرح غباي القرار.
غباي، منذ انتخب، يبدو مصمما على تفكيك موقف اليسار انطلاقا من الرغبة في السماح لجماهير جديدة بالتماثل مع قيم الحزب. وقد فعل ذلك بالنسبة للعرب، بالنسبة للمستوطنات، بالنسبة للدين والايمان، والان – لاستكمال الصورة – بالنسبة للاجئين وحقوق الإنسان. الكثيرون في كتلة اليسار يشعرون بان غباي يتنكر لناخبيه "الطبيعيين". ولكن المشكلة لا تتلخص فقط في تغيير الجمهور المستهدف بل في التنكر للقيم والمواقف السياسية التي تبرر منذ البداية المعارضة للحكم. ففكرة الاحزاب المختلفة هي اعطاء تعبير عن مواقف مختلفة. وفي محاولته لتمييز نفسه عن "اليسار" – ذاك المكروه من اليمين – يشطب غباي الفوارق بين اليمين واليسار ويقوض في ظل ذلك الحاجة إلى أكثر من حزب واحد. فاذا لم تكن هناك فوارق بين العمل والليكود، فأي سبب يجعل الناس يصوتون للعمل بدلا من الليكود؟
رغم أنه لا مفر من القاء الذنب على غباي، محظور ازالة المسؤولية عن باقي الاعضاء في الكتلة، ممن ايدوا المشروع، وكأنهم اطفال صغار أو أعضاء في احزاب غير ديمقراطية مثل حزب "يوجد مستقبل" والاحزاب الاصولية. يجمل بغباي وباقي اعضاء "المعسكر الصهيوني"، أن يصحوا ويجدوا الطريق إلى قلب الناخبين، الطريق الذي لا ينطوي على ثمن حياة آلاف من بني البشر الذين كل خطيئتهم هي كونهم لاجئين.