Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2019

رب ضارة نافعة.. جامعاتنا ستعبر المأزق*محمد حسين المومني

 الغد-ما يزال نظامنا الجامعي، رغم الانتكاسة القوية التي تعرض لها، من الافضل على مستوى الاقليم والافضل عربيا. هذا لا يعني عدم وجود جامعات عربية تحوي تخصصات افضل من تلك التي في جامعاتنا. لكن، بنظرة شمولية على مستوى وطني، يحقق نظامنا الجامعي بالمتوسط تفوقا متميزا، ويعلم الاشقاء في الخليج ان من يريد من ابنائهم التعلم يذهب للأردن، أما من ابتغى غير ذلك فوجهات اخرى تتفوق على الأردن.

الانتكاسة الاخيرة يجب ان توضع ضمن اطارها الصحيح والدقيق، ففي ذات الوقت الذي تراجع فيه اداء جامعتين تدريسيا وبشكل صاعق، بقي اضعاف ذلك العدد من الجامعات التي تحظى بمصداقية علمية وتدريسية محترمة. تكدس طلبة دول شقيقة بجامعات بعينها بسبب مرونتها وانفلات العملية التدريسية بها كان خطأ جسيما يجب ان يتحمل مسؤوليته المقصرون، وستأتي لجان من تلك الدول للتحقق من الامر وستدفع تلك الجامعات ثمن ذلك الانفلات، لكن بقية الجامعات لا يجب ان تؤخذ بجريرتها.
تعاني بعض جامعاتنا من تحديات مالية وادارية كبيرة، اسبابها في الغالب ذاتية. ترهل اداري ومالي جعل نفقاتها الجارية تفوق موازناتها، وبعضها بالكاد يستطيع دفع الرواتب، وهي ما تزال تدار بعقلية الريعية ان على الخزينة تقديم الدعم في عصر اصبحت الجامعات وابحاثها ومنتجها التدريسي رافدا لخزائن الدول وليس العكس. لمواجهة هذه التحديات نجحت بعض الجامعات بالتوسع بالاستثمار وزيادة الدخل، وجلب المنح والبرامج الدولية المدرة للدخل. اخفقت اخرى بذلك، واعتمدت حصرا على التوسع ببرامج التعليم الخاص وغضت الطرف عن سياسات القبول والتدريس التي تحفظ للجامعات هيبتها وسمعتها.
الحال اسوأ بكثير في بعض الجامعات الخاصة حيث تطغى الربحية والمال على القرار الاكاديمي والاداري وبطريقة تسيء للتعليم الجامعي. هذه ليست ظاهرة اردنية بل عالمية، دول تميزت تاريخيا بجودة تعليمها تشهد تغولا للمال والربح على التعليم وجودته، منها الولايات المتحدة وبريطانيا بلاد هارفرد واكسفورد، والتي بها مئات من الجامعات اسوأ من جامعاتنا التي تعرضت لانتكاسة مؤخرا. الحال كذلك ببعض دول الخليج التي تنافس جامعاتها الخاصة جامعاتنا على جذب الطلبة.
لدينا ثلاثون جامعة بالأردن ما بين الرسمية والخاصة، منها ما هو متميز ويحظى بسمعة عالمية ونسبة تشغيل خريجيها تقترب من 95 %، ولدينا ايضا جامعات ضعيفة واخرى تغول الربح عليها. لذلك دخلنا منذ مدة مرحلة الفرز النوعي للجيد من جامعاتنا، وبالفعل تتسابق الشركات والقطاعات الموظفة على خريجي بعض التخصصات من جامعات متميزة. هذا يرتب تحديا على الجامعات الاخرى الاضعف لتتنافس لتقديم افضل ما عندها، وتبني دروعا حول مصداقيتها التدريسية والبحثية، وتنأى عن اساليب ادرار الدخل التي لا تليق بجامعاتنا وبالقامات العلمية الموجودة بها. الرقابة النوعية لمخرجات الجامعات جزء من الحل، لكن الاهم قدرة الجامعات على اثبات نفسها من خلال جودة خريجيها ومنتجها العلمي.