أكد المتحدث الرسمي باسم حكومة مملكة البحرين محمد العباسي ان المملكة تنظر للأردن على أنها من الدول الرائدة بمجال الاستشفاء العلاجي حيث لوحظ إقبال البحرينيين على السياحة العلاجية فيها.

 

وبين في تصريح إلى (الرأي) ان الأردن يعد من الدول الرائدة في مجال السياحة العلاجية والصحية والاستشفاء العلاجي، لما يشتهر به بشكل كبير بالموارد الطبيعية العلاجية، من المياه المشبعة بالمعادن، وشلالات المياه الساخنة، والطين البركاني، بالإضافة لتمتعه بشبكة طيبة من القطاعين العام والخاص والعديد من المستشفيات التي تعتبر مميزة.

 

وأشار الى انه يوجد بالبحرين اكثر من 800 مؤسسة صحية بمختلف الكوادر، تؤسس لقاعدة بين البلدين في مجال السياحة العلاجية، حيث ان الحكومة البحرينية تراقب بشكل كبير القفزات الكبيرة التي حققها الأردن في مجال تطوير القطاع الصحي والطبي بكل أركانه، بما فيها المستشفيات والكوادر، والصناعات الدوائية المتقدمة الموجودة فيها، وهو ما يجعله وجهة مميزة للسياحة العلاجية.

 

وشدد على ان حكومة البحرين تتطلع لتبادل الخبرات والتعاون بين البلدين في مجال السياحة العلاجية، إذ لوحظ إقبال البحرينيين على السياحة العلاجية بالأردن، وذلك لتحقيق المصلحة للبحرينيين الباحثين عن علاج مميز من جهة، والمساهمة في تنمية تطوير ورفد القطاع السياحي في الأردن من جهة أخرى، مشيرا الى ان البحرين أطلقت الاستراتيجية السياحية للأعوام 2023-2026، وهي خطة متكاملة من ضمن استراتيجيات التعافي الاقتصادي.

 

وقال: » الحكومة البحرينية مهتمة بالتعاون مع الأردن لتطوير السياحة العلاجية بشكل أكبر، وتعزيز التنسيق بهذا المجال، وهذا ما حدث من خلال بطاقات سياحية خاصة»، منوها الى ان البحرين أيضا قطعت اشواطا في تطوير السياحة العلاجية لديها بالتعاون مع منشآت القطاع الصحي، وتأمل ان تستفيد من التجربة الأردنية المتقدمة في هذا المجال.

 

وبخصوص أعداد المرضى البحرينيين المبتعثين للعلاج بالأردن، أكد انه تم ابتعاث ما يقارب (350) مريضا بحرينيا للعلاج في الأردن من الفترة (2017-2022)، بتخصصات الأورام وزراعة النخاع وجراحة الأوعية الدموية، والجراحة العامة والباطنية، التي تعتبر أعلى إقبالا.

 

أما في إطار التعاون بين البلدين بالقطاع الصحي، اعتبر العباسي انه تم تأسيس قاعدة مميزة بهذا المجال بين البحرين والأردن،، والتي وصلت وصلت لمرحلة تطور في كل المستويات الصحية، حيث بدأت منذ عام 2000، من خلال توقيع بروتوكول للتعاون في المجال الصحي بينهما، وتشكيل فريق عمل مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، في عام 2015، ومؤخرا كان هناك توقيع لمذكرة تفاهم في مجال الرعاية الصحية في كانون الثاني 2023، لتطوير العلاقات في هذا المجال المهم.

 

ولفت الى ان هناك حرصا ومتابعة لتعزيز العمل الثنائي الذي يصب في مجال التعاون بالقطاع الصحي، حيث ركزت مذكرة التفاهم على التعاون بين البلدين في مجالات المتابعة والإشراف لأفضل سبل التشخيص والعلاج، والتي يتم تقديمها للمرضى المبتعثين من البحرين للأردن، بالإضافة لتبادل الأطباء الأخصائيين والفرق الطبية في إجراء العمليات النوعية، وتنظيم برنامج الطبيب الزائر لعدد من الأطباء البحرينيين والأردنيين، وتوفير القوى العاملة المدربة في الاختصاصات الطبية، والتركيز على مجال التعليم والتدريب الطبي المستمر في الأردن. وعن أهمية التعاون بالقطاع الصحي بين البلدين، بين العباسي انه يصب في تبادل الخبرات بينهما، إذ تم التركيز على برامج في طب الأسرة، والتغطية الصحية الشاملة، وإدارة المخزون، وبرامج الإقامة في الاختصاصات المختلفة، ومركز المحاكاة، والتغذية الوقائية، والأمراض السارية وغير السارية، والاستدامة للأزمات والطوارئ، ناهيك عن مجالات الغذاء والدواء.

 

وعلى صعيد التدريب، أشار الى ان هناك فريق عمل مشترك بالمجال الصحي بين دول مجلس التعاون الخليجي والأردن منذ عام 2015، وضمن تبادل الخبرات بين البحرين والأردن تم ابتعاث مجموعة من الأطباء البحرينيين للأردن لبرامج الزمالة بتخصصات مختلفة، وكان التركيز على برنامج ماجستير الغدد الصماء.

 

وفي سياق متصل، أكد العباسي على عمق العلاقات التي تجمع مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية، والمستوى المتقدم من التعاون القائم بين البلدين في كل المجالات، عازيا ذلك للعلاقة الأخوية المميزة التي تجمع ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

 

ونوه الى الحرص الذي يوليه ايضا سمو الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد البحريني ورئيس مجلس الوزراء، وولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني، لتوسيع مسارات التعاون الثنائي المتجذر منذ سنوات طويلة بين البلدين، وبذل الجهود في مسيرة العمل العربي المشترك، وإحلال السلام وتعزيز التسامح والتعايش السلمي، وتبادل وجهات النظر في مستجدات الأوضاع التي تمر على منطقة الشرق الأوسط.

 

وأشاد العباسي برؤية البحرين والأردن في ضرورة العمل باستمرار لتوقيف التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة، حيث كانت هناك لقاءات بين قادة البلدين، للتأكيد على التعاون المستمر البناء، وتثبيت امن واستقرار المنطقة، وحماية الملاحة الدولية في الخليج العربي من أي تهديدات تؤثر على الحركة التجارية العالمية.

 

واعتبر ان الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين مملكة البحرين والأردن، التي عقدت بالمنامة في الخامس من كانون الثاني هذا العام، جاءت للاحتفاء والاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، حيث تمخضت عن نتائج ايجابية كانت مثمرة. ووقعت مجموعة من الاتفاقيات كما أوضح العباسي، ومذكرات التفاهم، والبرامج التنفيذية في جميع المجالات بين البلدين، الصناعية منها والتجارية والتعليمية والصحية، والبيئية والثقافية، الى جانب قطاعات النقل، وخدمات الشحن البحري والجوي، والحوسبة السحابية، حيث كان كلا الطرفين يسعيان من خلال الاتفاقيات، الى تحقيق المنفعة والخير للبلدين والشعبين.