Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2019

“صفقة القرن”.. ماذا تبقى لهم؟

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
شمريت مئير 22/4/2019
 
قبل أن يخرج إلى مصر التقى أبو مازن أمس في صورة مجاملة الفائزة الفلسطينية في مسابقة ملكة الجمال في العالم العربي. وبدت في الصورة الشابة – من القدس اصلا، ولكنها تقضي معظم وقتها في لندن – لامعة وجميلة، في ثوب مطرز تقليدي. اما أبو مازن، بالمقابل، فلم ينجح حتى في أن يبتسم. يمكن أن نفهمه، فبانتظاره يوم متعب على نحو خاص.
جئت لاتحدث لكم عن علاقاتنا مع ترامب، مع إسرائيل ومع حماس، هكذا بدأ أبو مازن خطابه المغتم باحصاء الكيانات المعادية الثلاثة التي يتصدى لها. ومع أنه بتوصية من الكثيرين خفف بعض الشيء نبرته تجاه ترامب وفضل تركيز الانتقاد على مساعديه، ولكن الخطاب لخص على نحو جميل الدرك التاريخي إلى الأسفل الذي توجد فيه الحركة الوطنية الفلسطينية. “اسأل نفسي، ماذا تبقى؟”، تساءل أبو مازن بصوت عال وطلب من الحاضرين، جمع من وزراء خارجية الدول التي تتنازع فيما بينها، دعما سياسيا ومساعدة اقتصادية.
في القرار الأميركي لتأجيل نشر صفقة القرن إلى حزيران يوجد منطق: فالإدارة تعطي نتنياهو وقتا لتنظيم وضع ائتلافه، وكذا، مع مراعاة ان الفلسطينيين وربما الأردنيين ايضا يخوضون حملة ضد الخطة، من الأفضل تأجيلها حتى نهاية شهر رمضان، والذي كل جمعة فيه هو موعد لمظاهرات واضطرابات بشكل عام. ومع ذلك، فان هذه المهلة تعطي الفلسطينيين الوقت لتنظيم حملة ضد الصفقة ومحاولة بلورة دعم في العالم العربي. في هذه اللحظة هذه لا تبدو مهمة سهلة. صحيح ان الأردنيين الذين لديهم رأي عام وعادل للغاية، يرفضون الصفقة – ولا سيما كل ما يتعلق بالقدس.
بشكل عام، من الصعب تحريك حملة عندما لا يعرف المرء ضد من يحتج. فصفقة القرن اصبحت رديفا لمؤامرة للسلب من الفلسطينيين ما تبقى لهم من حقوق، ولكن التعتيم الذي يفرضه كوشنير وغرينبلت على تفاصيل الصفقة يجعل من الصعب على معارضيها بلورة حجج ضدها. عمليا، لو كان الأميركيون أكثر شجاعة، لارفقوا إطلاق المبادرة بحملة رقمية مباشرة تستهدف السكان الفلسطينيين من فوق رأس القيادة، ولعرضوا فضائل صفقة ترامب. مثال على شيء ما يمكن أن يثير اهتمام مئات الآلاف بل ويطلق بحثا مهما: توطين اللاجئين الفلسطينيين وانسالهم في الدول التي يعيشون فيها منذ عشرات السنين.
ثمة من يقدرون بان حجم الاحتجاج الفلسطيني، وربما ايضا العربي بشكل عام، سيتقرر وفقا للموقف من القدس. المشكلة هي أن سيادة فلسطينية في القدس، حتى لو كان الحديث يدور عن أبو ديس فقط لغرض الموضوع، ستورط الإدارة مع قاعدة الدعم الافنجيلية لها. من جهة اخرى، فان تعزيزا أميركيا آخر للسيادة الإسرائيلية في القدس من شأنه أن يعطي معارضي الصفقة المبدأ التنظيمي الذي يحتاجونه كي يجعلوا الاحتجاج ضدها فاضحا.
“لا يبدو الأمر سيئا جدا إذا كانت حماس وفتح في ضوء ما يصفونه كنكبة ثانية لا تنجحان حتى في الجلوس معا في غرفة واحدة، فما بالك أن تشكل حكومة وحدة”، قال أحد المحللين في مصر. الفلسطينيون ليسوا اغبياء، فهم يعرفون أن نتنياهو يعول على الـ “لا” التقليدية من جانبهم كي يحصل على المزيد فالمزيد من المرابح من إدارة ترامب، أو على الأقل توفير معايير أكثر راحة لإسرائيل في تسوية مستقبلية، على خرائب تلك السابقة من كلينتون حتى كيري. ومع ذلك فانهم لا ينجحون في أن يقولوا أي شيء آخر.