وسائـــل الاتصـــال الحديثــــة.. الأزواج أول الضحايـــــا
الدستور - إسراء خليفات - في عصر التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني المفتوح، زادت فرص التواصل بين مشارق الأرض ومغاربها، الا انه هناك مضار لهذا التواصل خصوصا بين الزوجين وداخل المنزل.
وفي هذا نجد حازم.ك، يعبر عن أهمية رسائل الهاتف المتحرك بينه وبين زوجته وقال: «هذه الرسائل وكل وسائل الاتصال الحديثة تضفي نوعا من الحيوية والتجديد للعلاقة الزوجية، كما أنها تكسر حالة الملل التي تصيب الزواج بعد مرور فترة من الزمن. وأضاف أن الحياة أصبحت مادية جدا والرجل دائما مشغول ويعاني من ضغوط وأعباء الحياة، لذلك فهو يحرص من وقت لآخر على إرسال رسائل نصية لزوجته.
اعترض محمد.ن، على فكرة التواصل عبر مواقع الإنترنت مع زوجته، مؤكدا أنه طلب منها إغلاق حسابها الخاص على الفيس بوك لأن هذا الموقع منذ ظهوره وهو سبب العديد من المشكلات، فهو وراء العديد من القضايا التي تنظر أمام المحاكم.
وأكد أنه لا يستطيع أن يكتب تعليقا لزوجته على تويتر أو فيس بوك ويقرأه الجميع، حتى ولو كان هذا التعليق يمس قضية عامة، فليس من حق أي إنسان أن يطلع على أسراره واختلافاته الفكرية مع زوجته، وأكد أنه يتمنى أن يأتي يوم ويتبادل هو وزوجته رسائل عاطفية عبر الهاتف النقال؛ لأن هذه النوعية من الحوارات الإلكترونية الحميمة تقرب العلاقة بين الزوجين وفي نفس الوقت تغلفها السرية التامة.
معاناة
تشتكي فداء.ث، من معاناتها المتواصلة إذْ اصبحت منذ فترة وتشعر وكأنها غريبة عن زوجها كونه يبقى جالسا في المنزل ماسكا هاتفه الخلوي الذي يحتوي على جميع مواقع التواصل الاجتماعي وعندما احادثه فانه يجيب بعد تكرار السؤال؛ اصبح يزيد عن حده. وتعبر غيداء.س، عن سعادتها باستخدام تلك المواقع والشبكات كونها خلقت جوا من التغيير في حياتها هي وزوجها.
تذكر ان زوجها من الشخصيات التي لا تتحدث ويصعب عليه التعبير عما يجول في خاطره او الاطراء لها وبسبب تلك المواقع اصبح يرسل لها كلاما جميلا، مبينة انه في العيد ارسل لها عبر «الوتس أب» كلاما يفرح القلب على الرغم من انهم كانوا بجانب بعضهما ولكنه صعب عليه ذكره فعبر عنه من خلال التكنولوجيا.
أما أمل.ج، فكان لها رأي مختلف، وقالت: لو عرف الزوج أن التواصل من خلال رسائل الهاتف النقال، ومواقع الإنترنت له أهمية كبيرة جدا في إنعاش وتجديد الحب خاصة لدى المرأة التي تتميز بالعاطفية والرومانسية أكثر منه، لفعله كل يوم، لكن للأسف ما يحدث على العكس دائما، يشك ويتحجج بالغيرة لأنه شرقي الطباع.
أغراب
وأشارت إلى أن زوجها لم يطلب منها أن تلغي حسابها الخاص، لكنه رفض أن تسجل على صفحته حتى لا يتم أي تواصل بينهما ويطلع عليه أحد من أصدقائه، وأكدت أنها أكثر من مرة حاولت أن ترسل له رسائل عاطفية لا يراها غيره لكنه كان يتجاهلها لأنه لا يحب التواصل الإلكتروني على الرغم من انه داخل المنزل ايضا يبقى متواصلا يهذه المواقع؛ ما خلق لديها شكا في تجاهله لوجودها حيث اصبح لا يهتم باولاده ويسأل عن حاجاتهم وعن طلبه شيء معين فانه يحضره سريعا ليعود ويشبك على تلك المواقع مبينة ان الوضع اصبح بينهما وكأنهم اغراب.
تنازل
لابد من وجود شخص يتنازل حتى لا يغرق المركب، بهذه الكلمات بدأت نهلة.ع كلامها، وأكدت أنها كانت تمتلك أكثر من بريد إلكتروني، وأكثر من اسم دخول على مواقع التواصل، لكن زوجها طلب منها أن تغلقها وألا تتصفح هذه المواقع مرة أخرى. وأضافت أنها رفضت في البداية؛ ما تسبب في حدوث خلافات كثيرة كادت تصل إلى حد الطلاق، فقررت أن تضحي هي وتكون زوجة مطيعة مثلما نصحها الجميع ونفذت الأوامر.
لمياء.ش، أكدت أنها تعشق التحدث مع زوجها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيس بوك لأن تويتر تصفحه أصعب، وأضافت أنها تكتب له كل الخواطر التي تفكر فيها، سواء كانت مشاعر عاطفية أو نكتة جديدة، أو موضوعات وقضايا سياسية، وأيضا عندما تشعر بالضيق من أي شيء. ويضيف هاشم.ح، أن أهم شرط لنجاح العلاقة الزوجية هو الثقة المتبادلة والاحترام، لأن الشك إذا دخل البيت خرج الاستقرار والأمان منه، وأصبحت العلاقة مهددة بالانهيار. وأشار إلى أنه يعلم كل كلمات المرور السرية الخاصة بها، حتى بالهاتف النقال وجهاز الكمبيوتر، وهي كذلك، لأن هذا، من وجهة نظره، يدعم الثقة بينهما ويقويها، ويضيف أبعادا أخرى للعلاقة الزوجية التي يجب أن تقوم في الأساس على التفاهم.
وأضاف أنه دائما في حالة اتصال إلكتروني من خلال تويتر وفيس بوك مع زوجته، رغم أنهما يعملان في مكان واحد، ويشاركها في حوار مكتوب من دون أن يلفت انتباه الشركاء في المكتب، وقد يكون هذا الحوار غزلا أو مناقشة في قضية تخص العمل أو مداعبة لكسر روتين الوظيفة.
استغلال
ويشدد الدكتور مجد الدين خمش اختصاص علم اجتماع في الجامعة الاردنية على فكرة استغلال كل فرص التلاقي والتواصل بين الزوجين، في حدود المقبول والمسموح، خاصة أننا في عالم تملأه المعطيات المادية الحديثة التي أثرت في سلوكياتنا وعاداتنا، فالزوج دائما مشغول، بمتطلبات الحياة التي لا تنتهي، وعند عودته لمنزله متعبا تكون أوقات الحوار المباشر قليلة، لذلك فالحاجة ملحة لوجود رسالة إلكترونية على الهاتف النقال منه أو منها من شأنها أن تزيد جو الود والعواطف المكبوتة بينهما.
وأضاف أنه رغم أهمية هذه الرسائل، يجب عدم التركيز عليها بشكل كبير؛ حتى لا تقضي على الحوار الأهم، وهو الصوتي المباشر الذي يشعر فيه كل طرف بالآخر، ويشاركه من خلاله كل انفعالاته ومشاعره. وأكد الدكتور خمش أن الحياة الإلكترونية بين الزوجين تعكس طبيعة العلاقة بينهما، فإذا كان الشك يخيم على هذه العلاقة فهذا مؤشر خطر لأن الزواج علاقة مقدسة لابد أن تقوم على أسس الاحترام والشراكة والمودة والرحمة، وإذا حدث خلل في هذه الأسس، فستبدأ الحياة في الانهيار.