Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2019

وقف الرحلات قرار أم خوف؟*امان السائح

 الدستور-عندما وقعت حادثة البحر الميت التي افقدتنا ارواحنا، وشلت تفكيرنا، خيم السواد والظلم فوق محيا كل مؤسسات الوطن، ولا سيما المدارس منها، واصبح الحديث عن خروج خارج اسوار المدرسة خطا احمر ، ورعبا من مواجهة موت لا سمح الله، فأصبحت الرحلات موتا مع رسم التطبيق ...

حالة ضبطتها وزارة التربية فورا بتعليمات منظمة ومعدلة للرحلات المدرسية بطريقة مختلفة، اطاحت بالمدارس لتكون سباقة بالقرار وتوقف الرحلات، وتحرم الاطفال من التعايش الايجابي مع المجتمع والطبيعة، والخروج من صندوق الدراسة والواجبات المدرسية، مع علمنا جميعا، بأن اجمل الذكريات التي تعتري ايّا منا هي رحلات المدرسة التي لا تغيب تفاصيلها حتى اخر لحظات العمر ..
التعليمات التي بثتها الوزارة تتحدث عن امور واضحة، وعن تبليغ من قبل المدرسة الى الوزارة قبل اسبوعين على الاقل بموعد الرحلة ومكانها وسببها، واعدادها، وفقا نموذج يعبأ من قبل ادارة المدرسة، يتضمن كل التفاصيل التي تضن سلامة ابنائنا، وهو حق لنا من قبل الحكومة والمدرسة بأن تكون على كامل الدراية والمسؤولية بأبنائنا، لان حياتهم هي قرار الهي، نظلله نحن بسلوك عقلاني، « ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة « .
التعليمات واضحة وحاسمة، لكنها لا تمنع الرحلات او الزيارات لاماكن مختلفة من المملكة، والضوابط لا بد منها، لكن علينا ان نقرأ التعليمات جيدا لا ان نحمل اي جهة المسؤولية بمنع الرحلات، فهذا امر غير واقعي وغير مقبول، ويبدو ان المدارس استسهلت القضية واعتبرت الخوض فيها امرا محرما، وابلغت الجميع بأن الرحلات ممنوعة، وهو امر غير حقيقي .
التعليمات تقول ضرورة التحري عن حالة الطقس بتفاصيلها، وتقول ايضا لا رحلات الى اماكن تجمع المياه والاودية والمنحدرات، ومناطق رحلات المغامرة والتحدي، وهو امر مقبول جدا، في ظل تعاظم المسؤولية تجاه ابنائنا، والتعليمات الجديدة ايضا تلزم المركبات باجهزة تتبع ووحدة تسجيل ، وايضا هو امر مقبول ومحمود ..
كما حظرت التعليمات على المدارس التعاقد مع الشركات السياحية لتسيير رحلات الاستكشاف، تحت طائلة المسؤولية .
اذن القضية والتعليمات والخطوط الحمراء واضحة، ولا لبس فيها، وتحميل الوزارة مسؤولية وقف الرحلات امر غير مقبول، ومن حق طلبة المدارس ان يخرجوا من زجاجات الدرس، ومن حق المدرسة عليهم ان توفر لهم قرارا سليما، لمكان امن، وبيئة مناسبة تنقلهم الى حيث الاجواء المختلفة. 
مطالبات حقيقية امام مدارسنا للخروج من قالب الخوف، والرعب من مسؤولية او ضرر قد يتعرض له ابناؤنا اثناء الرحلة، فزيارة الاماكن التاريخية مطلوبة، وزيارة الاماكن الدينية والسياسية امر حتمي، وزيارة طبيعة الاردن، امر مطلوب، وخلق اجواء مدرسية حقيقية، بين الطلبة واصدقائهم ومعلميهم، هو خلق علاقة عميقة بين افراد المدرسة.
ومطالبات اعظم بضرورة توخي التعليمات بحرفيتها من اجل ابنائنا وحرية تفكيرهم، وفتح الافاق امام توسيع مظلة عقولهم بالترفيه، وان نؤمن ان كل شيء في حياتنا قضاء وقدر مع الاخذ بالمسببات ، والتعقل والتوكل دوما على الله ..فهل تعود حافلات المدارس لتدور في فلك الاردن واصوات ابنائنا تصدح فيها غناء وذكريات وقصصا تروى من جيل لاخر لتكمل حكايتنا !!.