Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2022

نادية سعد الدين: الفلسفة صمّام أمان مضادّ للتطرُّف
الرأي - 
قالت د. نادية سعد الدين إن كتابها «الفلسفة والمشكلات المعاصرة: التطرف، الاغتراب الثقافي نموذجاً» يُحلل دور الفلسفة في حل المشكلات المعاصرة التي يعاني منها الشباب العربيّ، وتأثير الخطاب الفلسفي في تعزيز الوعي والإدراك وتنمية التفكير لديهم، من خلال استلال أدوات النقد والتحليل والتفسير التي توفرها الفلسفة، وتجسيدها واقعاً حياتياً، لتطوير قدراتهم المعرفية وتهيئتهم لتكوين اتجاهاتهم بشكل مستقل؛ بما يؤهلهم للمشاركة والمواطنة الفاعلة في الحياة العامة.
 
وأضافت في ندوة أقامها منتدى الرواد الكبار تحدث فيها د.جواد العناني ود.إبراهيم بدران، وأدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى سحر ملص، أن الفلسفة تشكل «صمامَ أمانٍ مضادّاً لتغلغل الحركات الدينية المتطرفة من بين ثنايا الفكر المنغلق ومزاعم امتلاك (الحقيقة المطلقة) ومنابر التدفق المعلوماتي المغلوط لاستقطاب الصفوف الشبابية، تحديداً، إلى عالمها الإرهابيّ».
 
وأوضحت أن الخطاب الفلسفيّ «يسعى إلى الإصلاح المجتمعيّ بإنشاء الظروف المواتية لتحقيق التغيير وإحلال السلام والتنمية المستدامة، عبر استحثاث إعمال الفكر والنقاش العقلانيّ، كما أنه يصُيب فئة الشباب، أيضاً، بتحرير قدراتهم الإبداعية، من خلال تقنيات التفكير والبراهين التي تقدمها الفلسفة، بما يساعدهم على التساؤل الدائم وتحدي الأفكار المغلوطة ومعرفة السلوكيات الصائبة والخاطئة، وإدراك أهمية التعدد والاختلاف والتسامح، وفهم القضايا الإشكالية بكثير من اليقظة».
 
بدوره، أشار العناني إلى ما جاء في مقدمة الكتاب الذي صدر مؤخراً عن وزارة الثقافة، قائلاً إن الكتاب يحاول البحث في دور الفلسفة في معالجة المشكلات المعاصرة، وذلك من خلال توضيح الرؤية الفلسفية تجاه تلك التحديات وسبل معالجتها، لكن الباحثة «تقع فلسفياً ومنطقياً في خطأ مَن تريد تصويبهم»، فالفتية والشباب «الذين يقتنعون بفكرةٍ ما يناضلون من أجلها، يعتقدون أنهم على صواب، تماماً مثلما تعتقد المؤلفة أنها قادرة على إقناعهم بصواب رأيها».
 
وأوضح العناني أن المؤلفة اعتمدت في كتابها أسلوب الحوار. كما فعل أفلاطون في حوارياته التي بلغ عددها خمسا وثلاثين حوارية.
 
وتحدث العناني عن تدريس الفلسفة الذي أقرته وزارة التربية والتعليم مؤخرا، يهدف إلى تزويد الطلبة بالقدرة على الشك والإجابة على الأسئلة أو التساؤلات، وبالمَلَكَة لشرح ما يؤمنون به. وأكد أن ما قدمته سعد الدين في الكتاب يدل على فهم عميق للفلسفة، وعلى قدرة حوارية متميزة.
 
من جانبه، قال د.إبراهيم بدران إن اهمية هذا الكتاب تأتي من مجموعة من الاعتبارات منها: أنه موجه للشباب ويبدأ كل فصل فيه بعبارة «أختي الشابة أخي الشاب»، وهذا من شأنه تجسير الفجوة بين الشباب وبين موضوع الكتاب الذي يتناول الفلسفة باعتبارها أمرا أو موضوعا ليس مقصورا على الدارسين والباحثين، وإنما يمكن بل يجب أن يتناوله الشباب.
 
وأضاف أن الكتاب يربط بين الفلسفة باعتبارها نشاطا عقليا وبين الواقع والأحداث التي يعيشها الانسان، وبذا «تخرج الفلسفة من (البرج العاجي) لتصبح واحدة من أدوات الحياة والمعاصرة ومواجهة الأحداث والالتزامات».
 
وأشار بدران إلى أن العالم يعيش نتائج الثورة الصناعية الرابعة القائمة على العلم والتكنولوجيا والرقمية والبيانات والاتصالات غير المحدودة، لهذا فإن تمكين الشباب من الفلسفة سيساعد على «تطوير العقل العليم لهم، والارتقاء بالعقل الى مستوى التجديد والابتكار والإبداع».
 
ورأى بدران أن الكتاب يركز على الجانب الأخلاقي في الفلسفة، إضافة إلى الجانب العقلي، الأمر الذي يحتاجه الشباب ليربطوا بين العقل من جهة والوطنية والإنسانية من جهة ثانية، وليربطوا بين حرية العقل في التساؤل والتفكير والإجابة وبين القيم الأخلاقية المستقرة، مؤكدا أن القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم مؤخرا بإعادة تدريس الفلسفة في المدارس «خطوة إيجابية في الطريق الصحيح».