Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Feb-2019

العملية التعليمية واقع يحتاج إلى الكثير من العمل*د. هيثم أبو كركي

 الراي

يُشكل التعليم بمرحلتيه الأساسية والجامعية تحديا لا يقل أهمية عن سائر التحديات التي تواجه الدولة الأردنية، فمخرجات التعليم هي ما سيرفد سوق العمل وهي ما سيحرك دورة التدفق النقدي وستساهم ان صح توجيهها الى الطريق القويم بدفع العجلة الاقتصادية والإنتاجية ككل متكامل.
 
ولابد من معالجة هذا التحدي والتعامل معه وفق منهجية مؤسسية لا وفق اجتهادات وتجارب فردية، فلابد من تخطيط سليم ودقيق يكفل النهوض بالعملية التعليمية بشقيها التربوي والتعليمي بشكل يحقق راحة المعلم ويؤمن له متطلباته الحياتية وهو أقل ما يمكن أن يقدم لمن هو مؤتمن على مستقبل فلذات أكبادنا وهي عملية لن تتحقق بواسطة العصا السحرية بل تحتاج لحشد الكوادر والموارد وتحتاج قبل ذلك الى الإرادة الحقة التي ترغب فعلا بالنهوض بوضع المعلم وبالعملية التربوية بشكل عام، وهو ما سيطلب العمل بروح الفريق شئنا أم ابينا.
 
كما أن مضمون العملية التربوية وما يقدم في مدارسنا من قيم تغرس في نفوس الطلاب بحاجة الى مراجعة شاملة تهدف لتعزي القيم الإيجابية واستئصال الكثير من القيم السلبية التي باتت تغزو مجتمعنا التربوي، وهي قيم تؤثر على الطالب و المعلم على حد سواء مثل قيم اللامبالاة وعدم الاكتراث و تضخم ظاهرة الانا، حيث أن تفشي هذه القيم السلبية سينعكس–وبكل تأكيد- سلبا على مخرجات العملية التعليمية في التعليم الأساسي و التي ترفد التعليم الجامعي و الذي بدوره يرفد سوق العمل بما يحتاجه من كوادر، وهو ما يتطلب التنسيق بين مختلف الجهات ايضا.
 
وبما أن الطالب هو محور العملية التعليمية والتربوية وغاياتها ومقصدها الأساس، فهو ما يجب ان ينصب عليه جل التركيز والاهتمام، فإبداع طلابنا هو غايتنا التعليمية الأساس، ومن الطبيعي ألا نتوقع أي إبداع من مجبر او ملزم، وهنا تقع المسؤولية الأساسية على الكادر التربوي في تحبيب العملية التعليمية للطلبة من خلال إدامة جسور التواصل بين الطلبة وأعضاء الكادر التدريسي والإداري وتبني سياسة التعليم المنهجي القائم على التفاعل والفهم لا على التلقين والاستجرار.
 
ومن المنطقي الاستنتاج أن استمرار نفس النهج المتسم بالفردية وانعدام المؤسسية والعمل وفق مبدأ (الفزعة) وانعدام ظاهرة عمل الفريق سيؤدي بالضرورة الى نفس النتائج التي تكرر وصولنا اليها مرارا وتكرارا، فمن العبث أن ننتظر أن نجني من الشوك العنب.
 
لقد قدم الأردن على الدوام نموذجا تعليميا كان مشهود له بالتقدم والتفوق على مستوى المنطقة ونخشى من تراجع هذا النموذج نتيجة لتراجع مدخلات العملية التربوية بشكل قدم كثيرا من المخرجات بصورة لا تناسب ما اعتاد الأردن ان يقدمه سابقا.