Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

مَسرحِيّة «الكيماوي».. إذ تُعرَض مِن جَديد!*محمد خروب

 الراي

فجأة..عاد الحديث عن إستخدام السلاح الكيماوي «المُتوقع» (بالطبع من قبل «النظام» السوري كما يُروِّج الغرب وبعض العرب), إلى مُقدِمة الأحداث الدراماتيكية المُتلاحقة على مسرح الشرق الأوسط بساحاته العربية خصوصاً, بعد هدوء الاحتجاجات الإيرانية التي عوّل عليها كثيرون لإسقاط النظام الإيراني, والتأسيس لشرق أوسط جديد بموازاة ما يجري في العراق وخصوصاً لبنان).
 
مُسارَعة موسكو التي تستشعِر خطورة السيناريو الذي يبدو أنه بات جاهزاً للتنفيذ, بعد إعداده مِن قِبل كَهَنة وخبراء الغُرَفْ السوداء إياها, للتحذير من «تخطيط» هيئة تحرير الشام الإرهابي (النُصرة سابقاً) بالتعاون مع منظمة «الخُوَذ البيضاء» باستخدام مواد كيماوية في بلدة «سرمدا» بريف إدلب..يعني ضمن أمور أخرى, أنها – موسكو – باتت على يقين وبخاصة بعد المواجهات الحادّة التي سادت اجتماعات منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية في لاهاي، وتحديداً ما خصَّ التقرير الخاص بما زُعِم أنه هجوم كيميائي تم في بلدة دوما بريف دمشق قبل عام ونيف، ودفاع مدير المنظمة عن التقرير المزعوم, رغم ما كشفه موقع ويكيليكس عن رسالة إلكترونية لعضو في فريق التحقيق يتّهِم فيها (العضو) المنظمة بالتستُّر على «خلل» في التقرير, الذي يدّعي استخدام الكلورين في دوما/نيسان 2018، عضو الفريق المذكور (حسب ويكيليكس) أعرب عن قلقه الشديد، مُؤكِّداً أنَّ تقرير المنظمة يُحرّف الوقائِع ويعكس انحيازاً «غير مُتَعمد».
 
هي - موسكو - على يقين بأن التحضير لمسرحية «كيماوي» جديدة.. باتت وشيكة, في ظل انحسار هوامش مناورة تحالف واشنطن, باريس ولندن إضافة بالطبع إلى منظمة الجواسيس المُسمّاة «الخُوَذ البيضاء»، الذي تمّت تصفية مُؤسِّسها ضابط المخابرات البريطاني السابق جيمس لو ميسورييه، في ظروف غامضة في أسطنبول قبل أسبوعين، ناهيك عمّا يُمكن لقوات الاحتلال التركي, التي تتولى «إدارة» منطقة خفض التصعيد في إدلب، تقديمه كدعم لوجستي وإعلامي كي تبدو المسرحية «حقيقية», وخصوصاً لِتسويغ التدخل العسكري الغربي في «آخر» منطقة تسيطر عليها الإرهابيّون حلفاء أنقرة, مُباشرَة حيث عاد المحتل الأميركي إلى شرق الفرات لنهب الثروة النفطية, أم عبر توجيه ضربات صاروخية لقواعد ومطارات الجيش السوري, على النحو الذي تم في نيسان/2018 على مطار الشعيرات بصواريخ توماهوك الأميركية.
 
الثلاثي الاستعماري الغربي, لم يتردّد في إبداء دعمِه «وثقته التامّة» بنتائج التقرير, الذي اعتمد على آراء أشخاص تم تَوظيفهم من خارج المنظمة، ما أثار توتّراً جديداً بين روسيا والمنظمة ذاتها (دعّ عنك الدول الاستعمارية الثلاث) رغم إعتراض دول أخرى على التقرير مثل الصين وإيران والهند وكازاخستان وروسيا بالطبع, على التصويت الذي تمَّ بالأغلبية لصالح «تعزيز» سلطات منظمة الأسلحة الكيماوية, ليس فقط في ماهي مُخوَّلة به الآن.. وهو «توثيق» استخدام هذا السلاح، بل (وهذا هو الأَخطَر) تمكينها من تحديد «المسؤولين» عن تنفيذ الهجمات الكيماوية».. ما يعني أن السيف الغربِي الإستعماري سيبقى مُسلّطاً, على رقاب أيّ نظام غير صديق للغرب, وليكون مسؤولوه عُرضة للإتهام ودفع أثمان مُعارَضة الهيمَنة الغربِية الاستعمارِية.