Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jan-2017

رسالة مفتوحة لوزيرالتربية والتعليم - داود كُتّاب

 

الراي - هناك ملف طويل وعميق لما هو مطلوب من وزارة التربية والتعليم. ولاشك ان تعيينكم في موقع وزير التربية والتعليم سيوفر فرصة فريدة لكي تلعب الوزارة دورا تنويريا لضمان وجود سد منيع ضد التطرف الفكري في المجتمع.
 
إن اكبر التحديات التي تواجه المجتمع الأردني الشاب في عصر الرقمية وتوفر الانترنت في كل بيت ومع غالبية الشباب في اجهزتهم الخليوية هو في مجال محو الامية الاعلامية.
 
لقد ابتكرت منظمة اليونيسكو العالمية منهاجا متكاملا يمكن الاستفادة منه لادخال عنصر محو الأمية لكافة طلاب المدارس في الأردن. فما يهم كل انسان عاقل في الأردن اليوم هو ضرورة وعي طلابنا وتنمية قدراتهم على التفرقة بين المعلومة الصحيحة وتلك المزورة وكيفية تفكيك رموز ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الالكترونية المحلية والإقليمية الذي أصبح ضرورة قصوى،اذ اصبح مضمون السوشال ميديا يؤرق نوم الوالدين والمجتمع بأسره.
 
الثورة الرقمية تتطور بسرعة البرق وعلى القائمين على وزارة التربية والتعليم ابتكار وسائل وطرق للتجاوب مع هذا التطور السريع حفاظا على طريقة حياتنا وثقافتنا وتقاليدنا.
 
رغم أن التعامل مع التغيرات الرقمية تقلق الكثيرين، الا ان من الممكن الاستفادة منها بدلا من محاولة السيطرة عليها او تقييد حرية المستفيدين منها.
 
من الواضح أن التغيرات الرقمية اصبحت اكبر بكثير من قدرة الدول على السيطرة عليها. فمن الضروري بدلا من اضاعة الوقت في محاولات السيطرة على السوشل ميديا أن يتم الاستفادة من الثورة الرقمية لزيادة الوعي وللتواصل مع الطلاب من خلالها بدلا من محاولة تحديدها او منعها.
 
و على سبيل المثال يمكن ابتكار برامج رقمية للطلاب والطالبات تعكس رغباتهم وتطلعاتهم وتوفر لزملائهم فرصة للتعبير عن النفس والمشاركة بمضمون تنويري ومنفتح.
 
بالتزامن مع تحدي السوشال ميديا والثورة الرقمية يأتي ضرورة تغيير طبيعة المناهج التعليمية من الصف الاول للتوجيهي.
 
فعصر المعلومة وتحدي توفير مخرجات منافسة في السوق المحلي والإقليمي يتطلب تغييرا جذريا في المنهج التعليمي الذي ينتهي كل 12 سنة بحالات الطوارئ في البيوت بسبب امتحان التوجيهي، الذي يعتمد كثيرا على “البصم” وفهم المادة في الكتب بدلا من القدرة على التحليل والتفكير الحر.
 
وفي محاولات التخفيف من عبء التوجيهي لا بد من الاستفادة من تجارب دول قريبة مثل فلسطين والتي بدأت بعلاج الموضوع من خلال تقليل المواضيع الاساسية المطلوبة من الطالب وخلق بنك اسئلة لكل موضوع يتم توفيرها بشكل مختلف لكل طالب الامرالذي يضمن عدم الغش ويخرج الامتحان من التركيز على المنهج الرسمي ويحوله الى امتحان يفحص قدرة الطالب على التفكير الحر في معالجة الامور بدلا من التقييد بالاسئلة والاجوبة المعلبة.
 
وفي مجال التنوير وقدرة الطلاب على التفكير الحر هناك ضرورة الى ادخال افكار غير مرتبطة بالعلامات ولكنها تساعد على توفير مواد لامنهجية تساعد الطلاب على التفكير خارج الصندوق وخارج الترتيبات المعروف نتائجها مسبقا.
 
وختاما لا بد من خلق امتحانات وطنية قبل التوجيهي لمساعدة الجهات المسؤولة فصل الطلاب الذين يجب ان يستمروا في مسار التعليم الاكاديمي مقابل من يجب توجيههم للمسارات المهنية والتقنية وغيرها.
 
الامر نفسه يتم تطبيقه في العديد من الدول المتطورة مثل السويد والمانيا بحيث تبدا عمليات تدريب الطلاب من الصف التاسع والعاشر على امور مهنية تحضرهم للانضمام لسوق العمل دون الحاجة للانضمام الى برامج البكالوريوس ذات الاربعة اعوام.
 
يمكن دعم برنامج التعليم التقني من خلال كليات المجتمع الامر الذي قد يوفر مخرجات من التعليم تستطيع بصورة سريعة الالتحاق الى سوق العمل دون اضاعة السنوات الطويلة في التعلم الاكاديمي الذي اصبح عبئا على الدولة والعائلة.
 
لقد تم تعيين مفكر معروف في موقع حساس في ما يخص احد اهم عناصر مستقبل متقدم ومستدام. كلنا ثقة أن الدكتور عمر رزاز سيكون له القدرة والامكانية لمواجهة التحدي الكبير وادخال العناصر الضرورية لخلق جيل اردني متنور ومنفتح وقادر على تقلد كافة اشكال وانواع الوظائف.